أحد المغامرات في سيرة وانفتحت
قدم زافين الأحد الماضي حلقة جديدة من برنامجه “سيرة وانفتحت” بعنوان “أحد المغامرات”، تناول فيها أبرز الهوايات الرياضية الترفيهية والسياحة البيئية المليئة بالمغامرات والتشويق، كتسلق الجبال، إكتشاف المغاور، الغطس في قاع البحر من دون أوكسيجين، التحليق في طائرة شراعية والتخييم في الطبيعة.
وللحديث عن هذه الهوايات، إستضاف زافين مجموعة من المدربين والمختصين هم: المتخصص في علم البحار والغطس مارك هادو، نائب رئيس النادي اللبناني للتنقيب في المغاور المحامي عصام سباط، صاحب ومدير مدرسة الطيران الشراعي في الأرز جورج رحمة، مؤسس ومدير شركة” responsible mobilities” باسكال عبد الله، الخبير في علم الحياة البرية والطبيعية شمعون مونس، المدرب الرياضي والخبير في تسلق الجبال بلال باز ومنظم الرحلات الرياضية في الطبيعة أستاذ الرياضة بشير الغول.
في بداية الحلقة وضمن فقرة “أبطال سيرة وانفتحت” قدم زافين ليندا أرناؤوط كبطلة جديدة من أبطال البرنامج. وكانت أرناؤوط إنتسبت إلى “نادي نسرين جابر للكتاب” الذي أطلقه “سيرة وانفتحت” منذ سنوات وشاركت في حلقات عدة حول الكتاب والمطالعة.
لكن إضافة الى القراءة، تهوى أرناؤوط لعبة “القفز في الهواء” :”أصعب اللحظات هي ما قبل القفز، لأن الإنسان لا يعرف كيف سيقفز وأي شعور ينتظره، شعرت بأنني أطير في الهواء، وهذا شعور جميل ومهم بالنسبة لي”.
كما استضاف زافين الطالب الجامعي علي بدران، وتحدث معه عن كتابه الشعري الجديد “أصابني الأمل”. قال بدران:” أحب عبر كتابي نشر الأمل لدى الناس، الأمل بالحياة، بالوطن، بالحب وبالعمل…” ويقوم بدران بإصدار كتاب شعري كل سنة يعود ريعه لمركز سرطان الأطفال، وفاءً للمركز الذي ساعد شقيقه الذي كان مصاباً بالسرطان.
بعد هذه المحطة الشعرية، جمع زافين البحر والأرض والجو على طاولة واحدة، وقدم للمشاهدين الدليل الكامل للرياضات الترفيهية والسياحية البيئية، مستقبلاً عصام سباط ومارك هادو وجورج رحمة.
مع عصام سباط دخل زافين إلى تفاصيل وآلية التنقيب عن المغاور، وكيفية الدخول والخروج منها، وأعمق نقاطها وأخطرها.
ورأى سباط أن عملية اكتشاف المغاور والدخول إليها ليس بالأمر السهل ولا يمكن تحقيقه إلا بمساعدة فريق متكامل، بحيث يكون لكل شخص وظيفته، من تمديد الحبال إلى إضاءة المغارة وتأمين مستلزمات العمل. “داخل المغارة نعاني من البرد الشديد، وتعب النزول والصعود والمشي لأن في المغاور مساحات واسعة يمكن السير فيها، وقد تصل إلى آلاف الامتار”. وقال سباط أن من هوايته لذة كبيرة، أبرزها الوصول إلى أماكن لم يصلها الإنسان بعد، والتمتع بالسكون والعتمة الدامسة، بالإضافة إلى الاكتشافات العلمية والجغرافية.
أما مارك هادو فتحدث عن هواية الغطس من دون أوكسيجين، وكيفية تمرين الجسم على الإستغناء عن الأوكسيجين تحت الماء. وقال أن الإنسان يستطيع البقاء تحت الماء دون أوكسيجين ما بين 7 و10 دقائق. وشرح تقنية الغطس التي يعتمدها ويعلمها لتلاميذه كي يغوصوا إلى أعماق البحار: “الإسترخاء التام ضروري، كما يجب عدم التحرك كثيراً حتى لا يستهلك الجسم كمية كبيرة من الأوكسيجين. في حالات الغوص هذه، قد يصل عدد دقات قلب الإنسان إلى 4 دقات فقط في الدقيقة… هذا نوع من السيطرة على الجسم يعطي شعوراً جميلاً وراحة نفسية كبيرة” ولفت هادو إلى أنه يغطس على عمق يصل إلى 70 متراً تحت الماء.
وعن هواية الطيران الشراعي تحدث جورج رحمة قائلاً أنه يقوم بهذه الهواية في منطقة الأرز لأنه المكان الأنسب للطيران، وأن هذه الهواية تحتاج إلى الهواء، لأن الطائرات الشراعية لا تحتوي على آلات دفع (موتور)، وهي تعتمد على الهواء فقط. ورأى رحمة أن الناس تعتقد أن التحليق بالطائرات الشراعية لعبة خطرة، فيما هي خلاف ذلك، لأنه لا يوجد في الجو ما يؤدي إلى الحوادث. وأضاف أن في هواية الطيران الشراعي متعة خاصة تجعله يكتشف كل يوم شيئاً جديداً.
وعن هواية السير والتسلق تحدث بلال باز، وقال إن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، تختلف عن ممارسة الرياضة في الغرف والنوادي المغلقة. فالمشي في الطبيعة فيه الكثير من المتعة والإكتشاف، إضافة الى الهواء النظيف والمناظر الجميلة.
عن السير أيضا تحدث مونس الذي يهوى إكتشاف “طرقات الإجر المخفية”، وشرح هدفه من المشي وفتح طرقات لبنان القديمة قائلا أنه يعمل على اكتشاف هذه الطرقات ومعالمها وطبيعتها، ويزرع فيها بزور الصنوبر والبلوط من أجل المحافظة على البيئة.
مونس الذي قال أن شعاره “الطريق ليس مستحيلا بل المستحيل هو الطريق” هو عداء ماراتوني إجتاز لبنان سيرا على الأقدام، قاطعاً في المرحلة الأولى مسافة 4000 كلم. مونس لا يمشي من دون حقيبته التي تحتوي على المنجل وبذور الصنوبر والبلوط والعصا وبعض مستلزمات التسلق. ومن مميزات رحلات مونس أنه يفتح بمنجله الطرقات الجبلية القديمة التي تسمى “طرقات الإجر”. أما هدفه فإضافة إلى الرياضة، إكتشاف لبنان والإهتمام بالطبيعة وتسديد النصائح للبدو والمزارعين والصيادين الذين يلتقيهم خلال مسيرته.
وعن نفس الأهداف والرياضات تحدث بشير الغول وباسكال عبد الله، وشرحا أهمية الرياضة في الهواء الطلق، كتسلق الجبال والسير على الثلج والتعرف على الطبيعة بجميع أوجهها. وقال عبد الله أن أهدافه تصب في مصلحة السياحة المستدامة وتنمية الريف، وأن هواجسه ثلاثة، هي: حماية الطبيعة والإرث الثقافي وافادة السياحة اقتصادياً. وأضاف عبد الله أنه يحب أن يعّرف الناس على القرى التي ما تزال تحافظ على طبيعتها، كما يحب أن يفيد سكان هذه القرى مادياً، من أجل ديمومة القرية وطابعها. “من المهم قيام أهل القرى بحماية الجبل والطبيعة، وإفادة هؤلاء حتى يبقوا في قراهم، وبهذه الدورة نحافظ على التنمية المستدامة”. وأضاف عبد الله أنه ينظم رحلات في كل لبنان من أجل تنمية المجتمعات الريفية وتعريف الناس على أغلب مناطق لبنان.
وفي نهاية الحلقة دعوة لخوض هذه الهوايات البيئية الممتعة في الطبيعة، وإكتشاف أبرز معالمها المتنوعة والمفيدة صحياً ونفسيا.