المذيعة العربية التي ألهبت بلاد الصقيع
صفعة على مؤخرة الشابة الفلسطينية السويدية جينا ديراوي (٢١ سنة ــ الصورة) فجّرت جدلاً في الوسطين الإعلامي والاجتماعي في السويد. بينما كانت ديراوي تشارك في الحفلة الختامية من «ميلودي فيستيفال»، أحد أشهر المهرجانات الغنائية في السويد، اقتربت من الفنان المسرحي الشهير تورشتن فلينك (٥٠ سنة) قائلةً له «امنحني غمرة على طريقتك». وبالفعل، حضنها فلينك «على طريقته» حين صفعها على مؤخّرتها. صورة التقطتها كاميرات الصحافيين، وبُثّت مباشرة على الهواء.
أما الشابة المفاجأة، فالتفتت إلى والدها الذي كان موجوداً في القاعة وقالت «هل شاهدت ذلك، لقد صفعني على مؤخرتي». لم يرغب الوالد في التعليق، بل اكتفى بالقول «هذه الفعلة مرفوضة ولا نقبلها». وسارعت مجموعة من الناشطات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى إثارة الموضوع، ونعت فلينك بـ«العجوز المريض»، فيما اختارت الصحف السويدية تناول الموضوع بالصور على صفحاتها الأولى، ما دفع إدارة المهرجان الموسيقي إلى إجبار فلينك على تقديم اعتذار رسمي للشابة الصاعدة والناشطة على المواقع.
وقدّم الفنان السويدي شرحاً مفصلاً عن الحادثة من خلال رسالة نشرت في الإعلام السويدي قال فيها إن جينا تقدمت منه أثناء التدريب وقالت له إنها كانت تخافه قبل هذا اللقاء، «وطلبت ألا أمنحها غمرة عادية فقط، بل غمرة «تورشتينية»»، فصفعها على مؤخرتها. ويضيف «أبلغتني إدارة المهرجان أن الشابة أعجبها الأمر، وأنها ترغب في إعادة المشهد على الهواء مباشرة». ولكن صفعة الفنان الشهير أخذت أبعاداً غير متوقّعة، ما أجبره على تقديم اعتذار رسمي وعلني إلى إدارة المهرجان ومن الشابة. وقد علّقت هذه الأخيرة على الموضوع قائلةً إنّها تسامحه «هذه المرة».
ويذكر أنّها ليست المرة الأولى التي تثير فيها الشابة الفلسطينية الأصل هذا الكم من الجدل. فقد تعرضت سابقاً لحملة قاسية عندما قارنت على مدوّنتها بين الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين والهولوكوست. وتعرّف الجمهور السويدي إلى ديراوي عام ٢٠٠٩ عندما كانت تصوّر يومياتها في بيت أهلها في مدينة سندسفال (شمال السويد) بطريقة هزلية. ومنح التلفزيون السويدي الفتاة الفكاهية برنامجاً على موقعه على الإنترنت، فيما أعطتها صحيفة «إكسبرسن» السويدية «جائزة أفضل برنامج تلفزيوني على الإنترنت». وتنتمي جينا إلى عائلة فلسطينية محافظة كانت تعيش في لبنان قبل انتقالها إلى السويد، كذلك فإنّ جدها الذي توفي العام الماضي كان إمام مسجد في سندسفال.
نُشر هذا المقال بتاريخ 11 شباط/فبراير 2012 في جريدة الاخبار اللبنانية كتبه الزميل قاسم حمادي من استوكهولم تحت عنوان المذيعة العربية التي هيّجت بلاد الصقيع.