بالصور- دراما جديدة في سجن بعبدا للنساء… عمل مسرحي جديد لزينة دكّاش
بعد تجربتها الناجحة في العمل مع المساجين الرجال في سجن رومية، وبعد نجاح مسرحية “12 لبناني غاضب” التي قدّمها المساجين فاستطاعوا من خلالها استقطاب إنتباه المعنيين والمجتمع المدني ككل والتأثير لتطبيق بعض القوانين، بدأت زينة دكّاش ورشة عمل مع السجينات في سجن بعبدا منذ منتصف شهر تمّوز/يوليو 2011.
هذه الورشة التي كان من المفترض أن تبدأ مطلع سنة 2012 تغيّر موعدها بعدما تأجّلت ورشة العمل في سجن رومية نتيجة أعمال الشغب التي وقعت فيه، فانتقلت زينة دكاش إلى داخل جدران سجن النساء لتبدأ هدم جدران اليأس التي ترتفع في نفوس السجينات. فسحة الأمل التي ولدت في الأشهر الماضية أشعرت السجينات أن المكان صار أوسع بقليل، فالسجن المجهّز لإستيعاب ثلاثين إلى أربعين سجينة يضم ستين إلى سبعين إمرأة معظمهنّ ينتظرن أن يصدر حكماً بحقّهن منذ أشهرٍ طويلة!
الجلسات الطويلة مع السجينات والتمارين المسرحية الكثيرة بدأت تظهر نتائجها من خلال الوعي الواضح لوضعهن ومن خلال النظرة الجديدة إلى واقعهن، وما القصص التي ترويها كل سجينة عن الحوادث التي وقعت معها في حياتها وعن المصاعب التي واجهتها إلاّ دليل عن الرغبة الصادقة في التغيّر. من هذه القصص بدأت تتبلور ملامح المسرحية الجديدة من داخل سجن بعبدا، ومن المحتمل أن تنقل المشاهدين إلى أجواء “ألف ليلة وليلة” لتتحدّث عن ألف حكاية وحكاية من خلال مونولوجات و مشاهد قصيرة من إعدادهن، ولتركّز على صعوبة أن يكون الإنسان “إمرأة” في هذا الوطن، في هذه المنطقة، في هذه البلاد العربية التي تحكمها العقلية الذكورية…
من خلال هذا العمل المسرحي الذي سيُعرَض في الأشهر الأولى من السنة الجديدة، ستجد النساء مساحة للتعبير عن آرائهن في ظلّ التطورات المتكاثرة داخل السجون، وسيستفدن من هذه الفرصة لمدّ جسرٍ يوصل أصواتهن إلى المجتمع المدني بشكلٍ فنّي وبنّاء. النساء في سجن بعبدا سوف يتحدّثن أيضاً بإسم كل المتواجدات في سجون النساء الأخرى في لبنان (سجن طرابلس، سجن زحلة، سجن بربر خازن) وسوف ينقلن أيضاً وجهة نظر النساء المتواجدات داخل سجون العقليات المتحجّرة والظالمة في المجتمعات التي تعتبر أنّ المرأة وُجِدت لتكون تابعة لا قائدة. وتأمل السجينات أن يحصد عملهن المسرحي النجاح ذاته الذي لاقاه “12 لبناني غاضب” خاصّة أن الفيلم الوثائقي الذي نتج عنه حصد ثماني جوائز عالمية.
هذا المشروع تقوده جمعية “كثارسيس” التي تديرها زينا دكّاش، وتقوم بتمويله مؤسسة دروسوس السويسرية، وتدعمه السلطات المعنية في لبنان بتعاونٍ كبير لإيمانها بفائدة العلاج بالدراما داخل السجون؛ ومن المفترض أن يسهم في ترسيخ أهمية العلاج بالدراما أكثر فأكثر في لبنان وفي العالم العربي الذي يحتاج إلى الكثير من ورش العمل المشابهة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنّ المعالج بالدراما الشهير الأميركي الأصل أرماند فولكاس سوف يزور لبنان في النصف الأول من كانون الثاني ليقيم ورشة عمل داخل سجن بعبدا وورشتَي عمل في بيروت تستهدف الراغبين في تعلّم أصول العلاج بالدراما.