خاص بالصور – الممثلة والمخرجة زينة دكاش الصوت الصارخ لسجينات بعبدا في الفيلم الوثائقي يوميات شهرذاد

1

 

يارا حرب بيروت : بعد تقديمها وثائقي “12 لبناني غاضب” الذي حصد عدّة جوائز عالمية ، لم تتوقف الممثلة والمخرجة زينة دكاش ومركز “كثارسيس” الذي أسسته عن تقديم برامج العلاج بالدراما داخل سجن رومية… و منذ عام 2011 بدأ برنامج العلاج بالدراما داخل سجن بعبدا للنساء . وها هي اليوم تطلق في لبنان فيلمها الوثائقي الجديد “يوميات شهرزاد” بعد أن حصد 7 جوائز عالمية…

وقد تمّ تصوير هذا الفيلم الوثائقيّ ،الذي يجمع بين المأساة والكوميديا، داخل سجن النساء في بعبدا أثناء وبعد انتهاء مشروع العلاج بالدراما والمسرح “شهرزاد ببعبدا” الذي أقامته المخرجة والمعالجة بالدراما زينة دكاش طوال عشرة أشهر خلال عام 2012.

ونرى في الفيلم كيف تَغُصْنَ نساء سجن بعبدا اللبنانيّ، ممثلات هذا الوثائقي، في أعماق تجاربهنّ الذاتيّة وتُعبرّن عن صعوبة حياة المرأة في مجتمع تحكمه العقلية الذكورية، من خلال تحضيرهن وتقديمهن لأول عمل مسرحي داخل أسوار سجنٍ نسائي عربيّ. وفي طور رحلتهم الفنيّة، تُفرج هؤلاء “القاتلات الزوج، الزانيات، التاجرات ومتعاطيات المخدّرات” عن حكايات عنف اسري، طفولة بائسة، علاقات زوجيّة فاشلة ، حرمان عاطفي، أمومة مقهورة، لتتحوّل قصصهنّ إلى رواية هذا الفيلم المرفق بخطوات رقص الفلامنكو.

وتختلف مشاهد هذا الفيلم ما بين مقاطع من الحياة اليوميّة داخل السجن، وتمرينات التحضير للعرض؛ كما أنّه يحمل بعض المشاهد من العرض الحيّ على المسرح إضافة إلى الشهادات والمواقف التي حدثت وراء الكواليس.

يتحدّثن نساء سجن بعبدا بإسم كل المتواجدات في سجون النساء في لبنان كما ينقلن معاناة النساء المتواجدات داخل سجون النفس أو سجن واقع مرير تعيشه الكثير من النساء خارج القضبان في مجتمعات تحكمها العقليات القامعة . و ينجح هذا الفيلم الوثائقي بإيضاح رغبة الشهرزدات الصادقة في التغيّير. فهنّ لم يجرؤنَ فقط على الإعتراف بأخطائِهِنَّ وجرائمِهِنَّ، بل سعتْنَ أيضاً إلى الوقوف أمام جماهيرٍ عدّة وعرض قصصهِنَّ وذلك بهدف معالجة أنفسهِنَّ ومجتمعاتهِنَّ في الوقت عينه. ومن خلال قيامهنَّ بهذا الأمر، تعكس لنا النساء السجينات حقيقة المجتمع اللبناني، مضيئةً لنا على واقع القمع الذي غالباً ما يؤدّي إلى الجريمة.

من ناحية اخرى لا بد من التنويه الى ان وثائقي “يوميات شهرزاد” قد حصد ٧ جوائز عالمية مهمة منهم جائزة لبنانية وهم:
– جائزة الإتحاد الدولي للنقاد (فيبريسكي) FIPRESCI عن فئة الأفلام الوثائقية في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي (6-14 كانون الأول 2013 ).
– شهادة التقدير ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية في الدورة العاشرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي (6-14 كانون الأول 2013 )
– جائزة أفضل فيلم وثائقي ضمن المهرجان السينمائى الدولى للفيلم الشرقي بجنيف FIFOG، جنيف، سويسرا – نيسان 2014
– جائزة حقوق الإنسان ضمن المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير‎ FIDADOC ، أكادير، المغرب- أيّار2014
– الجائزة الكبرى الدولية للشريط الوثائقي URTI، موناكو ، فرنسا- حزيران 2014
– جائزة أفضل فيلم وثائقي ضمن مهرجان الفيلم اللبناني ، بيروت، لبنان – حزيران 2014.
– جائزة تلفزيون العربي، مهرجان مالمو للأفلام العربية، أيلول 2014.

تجدر الاشارة الى ان فيلم “يوميّات شهرزاد” تم تمويله من مؤسسة دروسوس السويسرية، بالتعاون مع وزارة الداخلية و البلديات ووزارة العدل. وسيكون في صالات السينما اللبنانية بدءاً من 20 تشرين الثاني 2014 …

وبعد عرض الفيلم كان لنا هذه الدردشة السريعة مع مخرجة العمل زينة دكاش:

بصراحة:ما الرسالة التي اردت ايصالها من خلال “يوميات شهرزاد”؟
زينة: لا استطيع ان احدد فانا اخرج احساسي فقط ولا اوجه اية رسالة في اي عمل اقوم به، فقد شعرنا انا وهؤلاء النساء ان هناك رسالة يجب ان تصل ولكن لا يمكننا القول ما هي بالتحديد لان لكل امرأة منهن رسالتها الخاصة… فكل ما كنت افكر به هو ايصال صوت نساء يقلن ان لا احد يسمع لهن وقد قدمنا مسرحية على اساس كل ما ارادوا البوح به وقوله، وكل الامور التي على علاقة بقضية العنف الاسري وقانون لحماية المرأة من هذا العنف والحمد لله انه واخيراً في نيسان ٢٠١٤ صدر قانون يحمي افراد العائلة من العنف الاسري ويشمل المرأة ولكن هل هو افضل قانون نطمح اليه؟ لا استطيع الاجابة عن ذلك ولكننا لغاية اليوم نرى نتائج افضل بكثير مما توقعنا ! فقد انضمت اصواتهن الى صوت المجتمع المدني كجمعية “كفى” وجمعية “ابعاد”، وانا اشكرهم لانهما استطاعا الوصول الى نتائج جيدة…

بصراحة: اوليس الفيلم ايضاً رسالة عامة للدولة اللبنانية وللمسؤولين للنظر بالاوضاع المزرية التي تعاني منها السجينات والسجون؟
زينة: حين قدمت “١٢ لبناني غاضب” في سجن رومية لم اكن افكر برسالة هادفة للدولة! واذ في اليوم التالي اجد انهم بدأوا بتطبيق قانون معين! فقد وصلت رسالتي بطريقة غير مباشرة.

بصراحة: هل تجدين صعوبة في العمل مع ممثلين غير محترفين؟
زينة:انا اعمل دائماً في الاخراج مع ممثلين غير محترفين وهذا خيار لاني اؤمن ان من لديه امر مهم ليقوله يجب ان يوصله، اذ ليس المهم انتاج مسرحية بقدر ما ان المهم هو ان يستطيعوا التعبير عن انفسهم ، وحين تشاهدين ما قمن به هؤلاء النساء تقولين “اوف شو هالممثلات الرائعات” ولكن بالفعل هن لسن ممثلات انما هن صادقات وحقيقيات! وقد اوصلن قصصهن الحقيقية لذلك ستشعرين انه تمثيل عظيم ولكنه ليس بتمثيل انما قصص حقيقية لذلك سيكون طبعاً عظيماً!

بصراحة: عُرض الفيلم لغاية اليوم في ٤٢ بلد فما كانت الاصداء الاولية ؟ وهل برأيك سيلقى رواجاً واقبالاً في لبنان؟
زينة: الحمد لله كانت الاصداء جيدة وانا املي كبير خاصةً بعد ان رأيت اقبال الناس اليوم في العرض الاول اذ ان هناك اكثر من ٦٠٠ شخص حضروا فاذا كل شخص منهم اوصل الصوت لعشرة اشخاص فقط لا اريد اكثر ( وتضحك) سيكون قد شاهده ٦ الاف شخص لبناني وانا اكون مشكورة!

تصوير: ربيكا عتيق

شاهدوا الصور

 

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com