تغطية خاصة بالصوت- مرسيل غام لـ باتريسيا هاشم: لا اذهب إلى الحفلات فقط لزيادة رقم أو لالتقاط صورة معي، لن أعطي بعض الأشخاص قيمة ومنحهم نشوة الإنتصار للسجال معي

بالرغم من أنه مقل جداً في الأحاديث الإذاعية، إلا أن ثقته بالإعلامية باتريسيا هاشم جعلته يطل في برنامج “بحث وتحري” على إذاعة ميلودي، هو الرقم الصعب في الإعلام اللبناني والعربي، الذي يجذب الجميع من خلال ثقافته ألا محدودة، جرأته الكبيرة وضحكته الرنانة.

مرسيل غانم تحدث في البداية عن الإعلام الإذاعي متأسفاً على حاله اليوم إذ أنه أصبح في بعض المحطات إعلاماً فضائحياً وإعلام لا يوصل إلى أي مكان، ثم هنأ باتريسيا على مقابلتها مع الممثل نور الشريف… وفي الحديث عن الوضع السياسي الراهن في لبنان قال مارسيل بأن الناس الذين يسمعونه الآن “مش مضطرين يسمعوا التفاهات السياسية لأنه نفس العلك للأسف استعمل هذا التعبير، ونفس القرف السياسي، فالبنانيين يكافحون ويناضلون من 35 سنة ولم يصلوا إلى أي مكان بعد، ولم يستطع أي من السياسيين أن يوصلهم إلى أمل من أمالهم أو حلم من أحلامهم، لذلك أنا دائماً اختصر الوضع أنه مرحلة كفاح دائم ومرحلة أحلام تنكسر دائماً على أرض الواقع، فعندما يرى اللبنانيون واقعهم من السير إلى المجارير فالنفايات والضمان والمستشفيات والصحة والتعليم والغلاء، فالاستكراد الذي يعيشونه… خلص لشو؟ أنا أعتقد اننا بدأنا نستسلم”.

وعندما طلبت منه باتريسيا أن يخبر الناس ماذا كتب على الـ Bloc الخاص به على موقع كلام الناس ضحك ضحكته الرائعة وقال:” كتبت تمهيداً لحلقة وزير الداخلية مروان شبل، الأسئلة التي يطرحها الناس أي هل يعقل مثلاً اليوم في 2011 ماشيين على طرقات ما فيها أمان؟ هل يعقل في ال2011 أن نتعرض لسلب ولسرقة في وضح النهار من دون أي محاسبة وأي ملاحقة؟ هل يعقل في ال2011 أن تلتهم الحرائق والكسارات جبالنا وما حدا عم يسأل؟ هل يعقل أن نلهي أنفسنا بتفاصيل سياسية كبيرة وإدنى مقومات العيش غير موجودة؟ حاولت أن اطرح الأسئلة التي أنا أعيشها بشكل يومي،ففي نهاية المطاف أنا امشي على الطريق إلى جانب الناس ومع الناس وأعيش مثلهم معاناتهم وأمالهم وأحلامهم ووجعهم…كلنا نعيش هذا الوجع ونشعر أنه ليس باستطاعتنا أن نغير كثيراً فيه…”.

وعن برنامجه الجديد “مباشر مع مرسيل غانم” أشار مرسيل إلى أن البرنامج إنطلق بحجم صدق كبير جداً إعتباراً من الحلقة الأولى، فالبرنامج فتح له أفاق عربية جديدة وفي الوقت نفسه إنطلق بتوقيت عربي جيد جداً، إذ أن الناس بحاجة لتعبر خاصة” وأنهم كانوا بدأوا يشعرون بأن الربيع العربي بدأ يتحول لخريف عربي، فأتى البرنامج ليفتح النقاش حول كل حالة التغيير التي شهدها العالم العربي…” أنا ما كنت متخيل حجم المتابعة التي بدأ بها البرنامج، خاصة وأنه إنطلق بتزاحم وسائل إعلامية كبيرة وبإمكانية كبيرة جداً،ولكنه نال صدى واسع جداً في العالم العربي و كتر خير الله أنا كتير مبسوط وأعد المشاهدين أن هناك محطات مهمة جداً في الأيام القادمة مع سكوبات مهمة جداً في هذا البرنامج…” مؤكداً أنه لا يركز كثيراً على قصة السكوبات في مقابلاته انما يركز على مداخلات الناس، “فعندما ننهي الحلقة أترك المجال للناس يومين ليتناقشوا على فايسبوك وتويتر بما حصل خلال الحلقة قبل أن أسألهم ماذا يريدون إقتراحات ومواضيع للحلقات القادمة… ونلاحظ بأن الناس بحاجة ليعبروا وهذا أمر عظيم جداً…”.

وبالحديث عن فيلم نادين لبكي الجديد “وهلأ لوين” صرح مرسيل أنه طلب الفيلم من الأمن العام ليشاهده قبل الحلقة الخاص مع نادين لأنه “اسم لله عليها ما في محلات بالصالات” وكان رأيه بالفيلم رائع جداً وأشار أنه يجب الإضاءة على الإبداع اللبناني” فعندما كنت في باريس أصور حلقة مع غسان سلامة لبرنامج مباشر مع مرسيل غانم، ذهبت لأشاهد فيلم سينما فكبر قلبي حين شاهدت يافطات “وهلأ لوين” على مدخل السينما في باريس، ثم دخلت إلى متجر فسألتني صاحبة المتجر الفرنسية إذا كنت لبناني، فقلت لها نعم، فاجابتني “اذاَ أنت من بلد نادين لبكي من بلاد الأرز، فقد شاهدنا لها سكر بنات، واليوم ننتظر لنشاهد فيلمها الجديد” فماذا تتخيلين أكثر من هيك فخر” ودعا كل الأشخاص الذين يملكون إبداع كهذا وله علاقة بنوعية وطبيعة برنامجه “ليتفضلوا نحن حاضرون لاستقبالهم،فمقابل كل مساحات البشاعة في البلد هناك مساحات للجمال،فالبنانيين رائعين بإبداعاتهم بس يعطون فرصة”.

هذا وتكلم مرسيل عن ارتباطه الكبير بأغاني السيدة فيروز اذ إنه يدخل ويخرج من مكتبه في الLBC وهو يدندن اغانيها، فصرح “فيروز لا يمكنك أن تقولي أنك تغنين لها ففيروز بتعيشيا، فهذه المرأة انسانة عظيمة وأنا أعتقد أن لبنان للأسف، هالست الكبيرة،مش عاطيها قيمتها، ونحنا عنا كنز مش عارفين قيمتو، وأنا أعتقد أني عديت فريق العمل فيروس فيروز خاصتة” وأني أخبرهم أنه من يعرف هذه السيدة عن قرب يعيش بسحر أخر وعالم أخر! فمن يعرف فيروز ما بعود يفكر ببشاعة الدنيا بصير دايماً يفكر إنو في اشياء احلى”.

أما عن علاقته بالسيدة ماجدة الرومي فأعلن أنه تعرف شخصياً عليها منذ 3 سنوات تقريباً، وقد نشأت بينهما علاقة إحترام وصداقة ومعزة كبيرة جداً…” وأنا أتأمل أن تتطور علاقتي بالست ماجدة متل هألعلاقة الكبيرة للي بتربطني بآلست الأسطورة فيروز” وأضاف: “ماجدة الرومي انسانة محترمة جداً وراقية جداً ومرهفة جداً، ومن القلال يللي بحضرلن حفلات…”.

كما وتكلم عن “اديث بياف” مشيراً إلى أنها عاشت فترات مهمة من تاريخ فرنسا وعملت من الفقر عظمة، وعاشت لحظات الطلعة والنزلة، الإنكسار والإنتصار وقلال جداً الذين عاشوا مثلها! فقد استطاعت في عز دين الإحتلال والإضطهاد في فرنسا استطاعت أن تبني مجد للأغنية الفرنسية ما زال مستمراً لحد اليوم” ما فيكي إلا ما تنحني أمام عظمتها، كذلك الأمر بألنسبة لشارل ازنفور، إيف مونتان، جاك بريل، فهؤلاء أشخاص دخلوا بالذاكرة، حتى حين تصلين لمرحلة داليدا لا يمكنك إلا أن تعيشي داليدا،فداليدا شخص عظيم..”.

وبالإنتقال إلى الساحة الفنية اليوم في لبنان، أكد مرسيل أنه لا يمكننا أن نعمم، “فهناك محطات مضيئة في الفن اللبناني اليوم، ولكن في الوقت نفسه هناك إنهيار على مستوى بعض الأغنيات التي تعتبر للأسف أغاني بعض ملاهي الليل، وأغاني تهدف فقط لجذب جمهور من خلال الشكل والنظر، وأنا هودي بقرفوني، فأقوم فوراً بمقارنة سريعة إنو أين كان الفن اللبناني وأين أصبح؟ ولكل الذين يدافعون عن هذا الواقع بالقول أنه لا يمكن أن نتحكم بالجيل الجديد ونجعله يسمع فيروز أو إم كلثوم أو عبد الحليم حافظ واديث بياف… أقول لهم أنه إذا لم يكن هناك في الماضي صوت جميل أو لحن جميل كان هناك كلمة جميلة، أما اليوم فللأسف ليس هناك لا نص جميل ولا لحن جميل ولا حتى صوت جميل، فاليوم أهون شي أن تأخذي أي شخص عن الطريق وتقولين لها بدي اعملك مطربة، بتمشي وبتقلع، تقوم بشفط دهون، تغير وجهها، تكبر صدرها وشفافها…فأهون شي تعملي مطربات اليوم، والأسوأ من ذلك أنه لا يمكنك اليوم أن تميزي الفنانين من بعضهم، لا تعرفين من المطربة وإذا هذا فعلاً صوتها أو صوت فنانة أخرى، وحتى مع كل عمليات التجميل التي يقومون بها لا تعرفينهم من بعضهم”.

من ناحية أخرى، صرح مرسيل بصراحته وعفويته المعهودة أنه لا يتواجد كثيراً في حفلات المجتمع لأن هذه الحفلات مملة ولأن لا وقت لديه، منوهاً: ” مش إنو أخذ موقف، ولكن الحفلات للي بحس حالي فيها رايح رقم، فقط ليأخذوا صورة معي أو صورة لي، لا اذهب إليها، ثانيًاً أغلبيتها مملة، ثالثاً ليس لدي وقت، ورابعاً إذا كنت مضطراً لواجب إجتماعي معين، أدخل 5 دقائق فقط إحتراماً للشخص الذي دعاني ثم اغادر وهذه بأقصى الحالات. وانا مرتاح جداً مع نفسي بما يختص بهذه المسألة. فلا أعرف كيف باستطاعة الناس ان تنجز اعمالا” وتنتج إذا كانت عند الظهر في غداء، وفي المساء في عشوان، ثلاثة ثم يكملون السهرة في مكان أخر، ما بقدر أعرف متى ينتجون اللبنانيين؟”.

وقد وجه تحية كبيرة لوالدته مؤكداً أنها تقويهم دائماً في محطات ضعفهم، وهي من الأشخاص الأذكياء جداً، مضيفاً: ” وفي نهاية المطاف كل أم هي مدرسة والله يطول بعمرهم، هي بركة دائماً”. هذا وأشار مرسيل أنه يعيش بحب دائم “أنا أعيش حالة سلام داخلي مع نفسي وأعرف أن اكيف نفسي في كل المحطات وكل اللحظات كما أريد…و أولويتي هي النجاح قبل أي شيء أخر، النجاح بعلاقتي مع الناس، النجاح بعلاقتي بعملي والنجاح بعلاقتي بربي، هذه أهم ثلاث أمور بألنسبة لي، وكتر خير الله مريح ضميري”.

والحنين يأخذ مرسيل غانم إلى محطات جميلة في قريته يحشوش، فأكد أنه يحن كثيراً لطفولته في قريته يحشوش ولمغيب الشمس هناك وطلعة القمر ولريحة الزعتر بيحشوش، فهذه محطات لا يمكن أن ينساها. كذلك يحن لمحطات في الجمال نفسه عندما أمضى طفولته في جبل حريصا في جونيه وكان يقطف الزعتر البري من الصخور الرطبة ويأكلهم، “فهذه محطات رائعة، للأسف عم بتفل، ” وفي هذا الإطار أشار مرسيل إلى أنه لفتته مقالة للأستاذ إنسي الحاج في جريدة الأخبار يوم السبت وهي من أروع ما كتب ويتكلم فيها عن إنهيار روح القرية اللبنانية لمصلحة الباطون، وإنهيار المدينة أيضاً لمصلحة الباطون ” ويمكن نحنا بطلنا خرج لا هألمدينة، ولا هألقرية” .

هذا وتكلم مرسيل عن أكثر ما يزعجه اليوم وهو أنهم يستغلون مواقع قيادية ان كان بالكنيسة أو بالمشيخة أو بالإعلام أو بأي مكان دون أن يستحقوا هذا الموقع الذي هم فيه “فأنا أقول إذا الخوري لا يستطيع أن يكون خوري قديس ما يعمل خوري، وإذا الإعلامي لا يستطيع أن يكون إعلامي حر ونظيف ما يعمل إعلامي، والمهندس إذا لم يكن مهندس ناجح وشاطر وما يهد البناية على ظهر الناس أيضاً ما يعمل مهندس…أنا من الأشخاص الذي يحبون الكمال والمثالية كثيراً وللأسف مصدوم بنوعية الأشخاص الذين بدأوا يكونون بمواقع قيادية في حياتنا اليومية”.

وأكد أنه لا يزعجه أبداً أن يقلدوه ولكن “كل شيء زاد بالمعنى نقص، فالأمر ليس كله مسألة ساعة ومسألة ضحكة، فيمكنهم الدخول إلى أمور أخرى والإنطلاق بمسائل أخرى…فهذه الضحكة يمكن صرلي من ال 2005 لم اضحكها، والساعة لها علاقة بحياتي اليومية…لذلك أنا أتأمل أن يكون هناك خلق أكثر…”.

وفي النهاية صرح مرسيل أنه يدير ظهره لكل الكلام التهجمي الذي يقال عنه، للمزح وللشتائم، ولديه مناعة قوية ضد هذه الأمور من زمان مضيفاً:” بعض الأشخاص لا أحب أن أعطيهم حتى قيمة السجال معي، لا أحب أن أعطيهم نشوة الإنتصار للسجال معي، فهم دون المستوى بشكل عيب تنزلي حالك على مستواهم! لذلك لا أرد”.

استمع الى المقابلة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com