خاص- رجال الملاك الحاضر سعاد حسني: القاتل، الجبان، المجنون، العاقل، الرومانسي والقاسي في أكبر وأحدث فضيحة سياسية و إنسانية وفنية ما زال الدليل على حقيقتها مجهولاً
منذ مدة بسيطة طرحت مجلة (روز اليوسف) ما أسمته مذكرات الفنانة الراحلة (المغدورة) سعاد حسني، ونسبت تلك المذكرات لشخص حملها كل تلك السنوات منذ مقتلها في لندن رمياً من الشرفة .. حيث تبين الآن من التحقيقات الأخيرة في لندن حقيقة وجود هذه المذكرات التي حملت مفاجآت للشرطة البريطانية جعلتهم يطلقون على الراحلة سعاد حسني (الملاك الحاضر) وذلك لما فجرته عبر مذكراتها من حقائق ستغير مسار القضية كلياً.
ولو أنني شخصياً أرى في تلك المذكرات شيء ليس بهين من الثغرات أولها هو من أين لسعاد حسني كل تلك المعلومات القوية الصادمة خاصةً و أن غالبيتها لم يتم أمامها؟ و إن كانت سعاد حسني بتلك العبقرية ولديها أعين و أفواه في كل مكان فلماذا أبرزت نفسها من خلال المذكرات بصورة الضعيفة وما دورها بالضبط لتحظى بهذا النوع من العلاقات مع أناس كانوا لها أعين داخل جهات ذات سلطة وتشكل خطراً؟ ومن أين لها بتفاصيل كل تلك اللقاءات التي حكت المذكرات عنها و التي تمت ليس فقط بدونها و إنما بعيداً عنها أي بينما كانت هي في بلد وكل تلك اللقاءات في بلد آخر؟ والأهم من كل ذلك هو ما سبب إصرار صفوت الشريف على تدمير سعاد حسني لهذه الدرجة بحسب المذكرات حيث بدا القضاء عليها هو شغله الشاغل؟ فالمذكرات كتبت عن كل مصائب صفوت الشريف ودهاءه الذي سخره فقط لأذية سعاد وكل من ساعدها و أحبها و لكن لم نعرف أبداً ما سر كل ذاك التحامل و كأن صفوت الشريف لم يكن لديه شيء يشغله طوال عشرات السنين سوى تدمير سر خطير مع سعاد خاصةً و أن فكرة المذكرات التي من الممكن أن نقتنع جميعاً بسهولة أنها أخافت صفوت ودفعته لقتلها لم تظهر سوى في السنوات الأخيرة.. إذاً ما سر كل ذاك الأذى طوال تلك السنوات التي سبقت قرار كتابة المذكرات؟ ماذا كان بينهما أكثر من عملية تجنيد قديمة تمت مع عدد من الفنانات الأخريات ولم تقتصر فقط على سعاد حسني؟ كل تلك الاسئلة تشكّل علامات استفهام ننتظر من روز اليوسف أي تفسير لها..
تردد في تصريحاتٍ لوسائل إعلامية الكترونية مصرية ، أن السيدة جانجاه حسني، شقيقة السندريلا سعاد حسني، نفت حقيقة كل ما ينشر في الصحف والمواقع تحت مسمى مذكرات السندريلا والتي أثارت جدلاً في الفترة الأخيرة، وقالت أن هذه المذكرات ليست أكثر من كتابات مؤلفة ومفبركة من خيال كاتبيها، موضحةً أنّ الوصول إلى هذه المذكرات لغزٌ يبحث عنه القضاء المصري والشرطة البريطانية “سكوتلانديارد”، لأنّ قاتليها أخذوا هذه المذكرات بعدما ظهر أن الهدف من قتلها التخلّص من تلك الذكريات التي تتعلّق بملوك ورؤساء دول ووزراء وشخصيّات عامة عربية وعالميّة، وكان لصفوت الشريف وصلاح نصر جزءٌ كبيرٌ فيها.
وقالت جانجاه: لو كانت هذه المذكّرات معنا لتوصّلنا إلى حلّ لغز مقتل السندريلا كما كانت ستُباع بملايين الدولارات. فكيف يحصل عليها من يدّعون نشرها حاليّاً من دون مقابل؟ وأشارت إلى أنّ المتضرّرين من نشر مذكرات السندريلا لم يكونوا أركان النظام المصري السابق الذي سقط، إذ أن هناك أطرافاً أخرى داخل مصر وخارجها مستعدّة لدفع مبالغ طائلة للحصول على هذه المذكرات لعدم نشرها. وأضافت: “بعيداً من كون هذه المذكرات تسيء لسعاد أم لا، قرّرت الأسرة مقاضاة ناشريها لأنّها ليست حقيقيّة”.
إذاً فإن الضوء الذي سلطته تلك المذكرات على وحشية ودهاء وإجرام صفوت الشريف بالذات وتحديداً قبل كل شيء هاهي “جانجاه” تضعفه بشكل مبطن، حيث أكدت عبر تصريحاتها بأن صفوت الشريف جزء من قصة كبيرة وخطيرة أبطالها ليسو من النظام السابق كما تحاول هذه المذكرات المزعومة إثباته بل من أناس أهم و أكثر شهرة مصريين وحتى غير مصريين.
وإلى أن تظهر الحقيقة ويظهر الدليل على صحة تلك المذكرات من عدمه تبقى تلك الأوراق والفصول حكاية ما زالت تحظى باهتمام الجميع خاصةً و أن أبطالها جميعهم من الرجال الذين إن اجتمعوا في قصة واحدة تخص السندريلا إلا أنهم اختلفوا كثيراً في صفاتهم بين القاتل والظالم والجبان والمحب والكاره.. لتبقى سعاد حسني وحدها بينهم جميعاً الغامضة التي نود كثيراً أن نحل لغزها.
المذكرات المزعومة (وبحسب روز اليوسف) والتي تسربت أخبار توقيع سعاد حسني عقد الكشف عنها للعالم في أول يناير عام 2000 مع دار النشر البريطانية الشهيرة “راندوم هاوس” وبعدما كانت مختفية طوال هذه السنوات توصلت إليها شرطة لندن أخيراً (سكوتلاندريارد) بعد بحث مطول مع شخص لقبوه بـ (حامل التسجيلات) حيث أن المذكرات الضائعة التي لم تجدها الشرطة منذ مقتل السندريلا ليست وحدها ما تم إخفاؤه بل تبين أن هناك اثنتي عشر تسجيلاً صوتياً تلخص ما ورد في مئات الصفحات من تلك المذكرات.
وطبعاً ليس من الصعب الوصول إلى أهم ما يخص تلك المذكرات حيث انتشرت التفاصيل في أهم الصحف والمجلات والمواقع العربية، ولكن يبقى اللغز لغزاً ويبقى الدليل على صحة تلك المذكرات مجهولاً.. ولو أن تنوع رجال السندريلا استوقفني .. فالمذكرات و إن كانت وسيلة جادة لضرب صفوت الشريف بوحشية ونزع أشلاء إنسانيته على الملأ إلا أنها في المقابل ضربت الكثيرين في (مقتل) و أضرت بسمعتهم أيضاً ابتداءً من السادات وانتهاءً بعبد الحليم حافظ الذي أظهرته الحكاية بصورة العاشق الرومنسي الجبان!
فبحسب تلك المذكرات صفوت الشريف بدأ حياته ضابط فاسد وكأنه خرج من فيلم أبيض و اسود يستخدم نفس الأساليب القذرة في استدراج المشاهير الشرفاء بتصويرهم دون علمهم بعد تخديرهم في أفلام جنسية منحطة، وتحول تدريجياً إلى مسؤول متسلط يعمل بإجرام معجون بالعنف والانحطاط حيث ظل يطاردها طويلاً حتى أمر بتنفيذ عملية اغتيالها في لندن..
بينما يظهر عبد الحليم حافظ معشوق الجماهير بصورة العاشق الجبان الذي يتزوج بالسر خوفاً على جماهيريته ويدافع عن شرف زوجته باللجوء لمن هم أقوى منه ومن ثم يتنازل عن حبه ووعده بسبب افتقاده للشجاعة والقدرة على المواجهة ليموت يافعاً لأنه ببساطة الأضعف والأسهل حسب المذكرات المزعومة بين رجال السندريلا!
أما الرئيس جمال عبد الناصر فأظهرته المذكرات بصورة الحر الذي لجأ إليه عبد الحليم لينقذ سمعة سعاد حبيبته من أفلام صفوت الشريف القذرة فوعده بأن ينهي الأمر وهو ما حققه بسرعة لأنه وعد ووعد الحر دين عليه!
لتبقى صورة السادات هي الأكثر اهتزازاً بين كل تلك الصور في مذكرات السندريلا، حيث قيد صفوت الشريف قناعاته بشائعة مغرضة جعلته يقف بعيداً عن مهزلة الضرب في سعاد حسني وعبد الحليم حافظ وذلك عندما نشر بين الناس احتمال وجود علاقة بين ابنة السادات (نينا) وبين عمر خورشيد صديق حليم وسعاد الحميم الذي وقف في وجه الشريف فأرداه قتيلاً بعدما قلب طاولة السادات عليه وحصل منه بشكل غير مباشر على إذن التخلص منه (عمر خورشيد كان زوج دينا وقتما تم اغتياله وأخ الفنانة شيريهان).
ومن ثم ومن حيث لا نعلم توالت الأسطر لتكشف لنا عن بطل جديد في هذه الحكاية من حيث لم نتوقع وهو الشاعر الكبير الراحل نزار قباني صاحب القلم في أغنية حليم الشهيرة (قارئة الفنجان) والتي تدعي المذكرات أن قصة سعاد وحليم هي ملهمته لكتابة تلك القصيدة، حيث لم تغفل المذكرات عن الوقوف عند دوره في استيعاب أزمة البطلين ولعبه لدور الأب الحنون العاقل معهما، والأهم أنه كان الصوت الفاصل في علاقة الثنائي حيث ابتعدا عن بعضهما كلياً في آخر الحكاية بكلمة من نزار قباني احترماها وتصرفا على أساسها لما كان له من معزة ولكلامه من أهمية وتقدير.
وطبعاً و لأن سنة 2011 هي سنة القذافي بامتياز، حيث أنه الاسم الأبرز المتصدر لكل حكايات هذا العام اللاإنسانية فإن المذكرات بكل ما حملته من مآسي لم تتناساه وكان له نصيبه الأكثر جنوناً فيها! فهو بحسب تلك المذكرات الرئيس الإنسان الذي عرض ولا نعرف لماذا على صفوت الشريف شراء كل أفلام سعاد حسني الجنسية بمبلغ 100 مليون جنيه ولكن الأخير لم يوافق أيضاً لم نفهم لماذا!
وتبقى السندريلا لغزاً كما ستبقى مذكراتها المزعومة حتى نعرف حقيقة كل ما ورد فيها، فالكلام يبقى مجرد كلام في النهاية وجميعنا في انتظار الدليل وفي انتظار الحكم النهائي بشأن مقتل السندريلا وما سيخلفه من حقائق ستظهر وتفصل في كل المواضيع.. ويجب أن نتذكر إلى أن تظهر الحقيقة كاملة أن تلك المذكرات بكل أبطالها حيرتنا أكثر في الغامضة دائماً و أبداً سعاد حسني (الملاك الحاضر) وفي رجالها الذين ذكرنا عدداً منهم فيما ذكرت المذكرات الباقين، ولكن كانوا هؤلاء هم أبرز رجال السندريلا و أكثر من لونتهم تلك المذكرات بالمزيد من الغموض.