لما الانسان مش قادر يغير خلّوا الطبيعة تغير… شعار جديد لـ انا حر
وبعد التحية، عاد “أنا حر” من إجازته ليمارس حريته مع جو معلوف الذي عبّر عن سروره لعودة الأوكسيجين الى رأسه والنفس الى صدره، فمن دون “انا حر”، يصعب التنفس بحرية.
عاد جو معلوف الى وضع في البلد أسوأ مما كان، فقد كان يتوقع عند تشكيل الحكومة تطورات ايجابية انما لبنان هو “بلد العجايب” بامتياز، عجيب بحكامه، بالكهرباء التي تشبه أضواء شجرة الميلاد، بالماء، الخ….ويبقى الأمن أكبر عجيبة، ذاك الذي يقولون عنه “أمن ممسوك”!
وتابع “أنا حر” ليطال الأجور في لبنان، فالناس غير قادرة على العيش بكرامة، فقد أصبح لبنان بلد الفقراء بعد ان انعدمت الطبقة المتوسطة فيه وبات الأغنياء قلائل والفقراء الأكثرية.
وماذا يتكلم جو معلوف عن البيئة؟ فقد عبر عن قرفه من البيئة وذكّر عن آخر المواضيع التي طرحها في برنامجه قبل الإجازة: قضية كسروان وشاحنات الرمل والبحص التي مُررت تحت الغطاء و”طار” بسببها ضابط اتُهم بأنه سرّب للإذاعة الفضيحة مع العلم أنه لم يكن هو من مدّنا بالمعلومات. وأصر جو معلوف على متابعة الموضوع كونه –كالجميع في الإذاعة- انتحارياً عند قول الحقيقة، “فحاميها حراميها” في كسروان رغم بعض الضباط الذين يحاولون تطبيق القانون في وقت يقوم بعض آخر بقبض المال لتغطية الكسارات. وأشار جو معلوف الى أن “الجرس بلّش يدق من كورنيش المزرعة الى كسروان”!
وتابع متناولاً التربية والمدارس، الصحة المهترئة، الأدوية “المضروبة” والغذاء الفاسد، وتساءل عما اذا كان علينا أن نصطاد سمكاً لنأكل، وهذا ذكّره بفضيحة شركة الكهرباء والبقعة البنية في البحر والتلوث التي سببته، ولقد أطلع قائد الجيش العماد جان قهوجي لدى لقاءه على الموضوع فطلب منه ارسال كتاب بذلك الى الوزير باسيل وتم توجيه كتاب بذلك. والى المستشفيات ينتقل ليتحسّر على الفقير “الذي يتبهدل كالشحاد” على ابوابها، معتبراً اننا بلد “مفلّس ومهتريء” رغم أن به اجمل وأقوى شعب.
ورفض جو معلوف تناول الوزارات بالتفصيل انما اعتبر ان 80% من الوزراء ليسوا في مكانهم المناسب، فهم لا يتحلون بالكاريزما او بالاختصاص بل هم “كالمكنات او الـ softwares، ما حدا قريب من القلب”، انهم يختلفون ويهاجمون بعضهم بعضاً رغم انهم فريق واحد، فبالأمس هاجم الجنرال عون وزير الداخلية رغم انه أتى وزيراً بموافقته،،هو فعلاً بلد العجيبة!
وفي عودة له الى “الأمن الممسوك”، لم ينكر جو معلوف بأنه حصلت حوادث أمنية في عهد الوزراة السابقة انما كان هناك عمل حثيثاً لمعالجتها ونتائجها كانت ناجحة. اما اليوم فمن اغتصاب امرأة تسعينية الى اشكال وجرحى بسبب أفضلية مرور، الى سرقة الكنيسة وبعثرة محتوياتها في دير الأحمر، الى اطلاق النار في عين الرمانة ليلاً، الى حادثة دير القمر بسبب كرة السلة، وهنا توقف جو معلوف متوجهاً الى من اختلفوا بسبب لعبة رياضية قائلاً لهم يا عيب الشوم…والى فاجعة حوادث السير التي كانت حصيلتها خلال أسبوع 6 أو 7 قتلى وحوالي الـ 70 جريح، ومتفاجئاً، اعتبر جو معلوف بأنه لو كان مكان الوزير المعني لكان استقال احتراماً للقتلى والجرحى. وتساءل عن سبب ازالة الرادارات واعادة تركيبهم بعد أن بدأ طرح الموضوع، فهل أزيلت الرادارات بسبب نفسي أو شخصي! “فالأمن فارط والبلد فلتان”، ولا تهدأ الاشكالات الا بتدخل الجيش اللبناني، والتبريرات السريعة خاطئة ونحن لسنا بأغبياء….ولموضوع الأمن تتمة!
ومن الأمن الممسوك الى النائب اللامسؤول وقصته مع الجيش اللبناني، وخجل جو معلوف من وجود نائب من الأمة اسمه خالد الضاهر، وقد خجل من كل هذا الحقد موجهاً له “التحية” مذكّراً اياه بأن النائب هو نائب بأخلاقه وبتمثيل الناس التي انتخبته معوّلاً على نواب في كتلته كالسيدين محمد قباني وعقاب صقر برفضهم لما صرح به مستغرباً موقف الرئيس فؤاد السنيورة تجاه التصريح، وتوجه الى قائد الجيش قائلاً له بأن يعلو فوق الكلام وأن لا يُجر الى الأفخاخ، فالجيش وقوى الأمن الداخلي هما على رؤوسنا ولحمايتنا رغم حاجة قوى الأمن الى التأهيل..وختم صوب خالد الضاهر: لا تستحق أن تعود نائباً وكثيرون لا يوافقون على أسلوبك، فلو توجهت الينا بأسلوب آخر لربما ناقشنا ما طرحته.
ومن الصيف الى الشتاء، أمطر جو معلوف المسؤولين بتحذيراته من الطرقات التي ستطوف بالماء متوجهاً الى الوزير اللامسؤول مذكّراً بتنظيف المصافي ومجاري المياه.
وتابع “انا حر” مشواره لهذا الأسبوع منتقلاً الى الندوة التي أقيمت بالتعاون بين المركز الكاثوليكي للإعلام وبين اذاعة جرس سكوب تحت عنوان: “كذب المنجمون ولو صدقوا”، وقد شارك بها ممثلون عن الديانات السماوية بما يؤكد عن رفض الجميع لظاهرة النصب والاحتيال المُمارس من قبل المنجمين “النصابين”، خاصة وأن “أكبرهم” تعيش بالقرب من المركز. وسيتوجه جو معلوف الأسبوع القادم مترافقاً مع الجمعيات الى النيابة العامة. يُشار الى أن الندوة ستُبث قريباً عبر جرس سكوب.
وعن موضوع الكونسرفاتوار الوطني، ذكّر جو معلوف بأنه أول من تناول الموضوع بعد رحيل الدكتور وليد غلمية محذّراً من “تسييسه” ومن المعارك الطاحنة من أجل “الكرسي” راجياً بأن يكون المركز للرجل المناسب بعيداً عن السياسة رغم أن قرار التعيين هو بحاجة لمجلس الوزراء، انما لا يجب أن تتدخل السياسة في الأمور الفنية والثقافية، وطلب من السياسيين المثابرة على “سرقتنا ونهبنا” على أن تترك الأحزاب والتكتلات الكونسرفاتوار الوطني بحاله!
وختاماً، لم يشعر جو معلوف بعد عودته من الإجازة الى أن شيئاً تغير في البلد، فالأمور متوجهة نحو الأسوأ، فنحن في بلد يغرق، لن يتنفس ولن يسبح ولن تنبض شرايينه لأن التركيبة هي ذاتها والخيارات ما زالت فاشلة والرهانات ما فتئت خاطئة!
ومن اعصار الولايات المتحدة، استلهم جو معلوف شعاراً جديداً: “لما الانسان مش قادر يغير بقا ووصل لحيط مسدود، خلّوا الطبيعة تغير! ودعا المستمعين الى التأمل بما فعل الاعصار بأهم دولة في العالم، واعتبر أننا في لبنان بحاجة الى قوة وغضب من عند الله ليبيد جميع المسؤولين لكي نبدأ من جديد، “لنُخلص ونرتاح منن!”
أنا حر، مساحة حرة رسمها جو معلوف وحددها المواطن اللبناني