خاص – عدم النجاح في التعامل مع نقطة تقاطع الحياة الخاصة والفنية للفنانات سبب مباشر لاخفاقهن في الحياتين

تتقاطع الحياة الخاصة والحياة الفنية للكثير من الفنانين والفنانات في نقطة ينجح عدد منهم بحجبها عنا والإبقاء على خصوصيتها بالنسبة إليهم بينما يفشل عدد آخر في ذلك .

السيدة فيروز من أكثر الذين استطاعوا حجب النقطة التي تقاطعت فيها حياتهم الخاصة والفنية عن الجمهور وطوال عمرنا لم نكن نعرف سوى أنها الملاك المفاجئ القادم من الجنة الذي ّ حوّل ألحان الرحابنة العبقرية إلى خيوط من ذهب، بينما الواقع -وحسب الكثير من المقربين- أظهر أنه كان هناك عدد كبير من المشاكل والاختلافات ورغم ذلك، هي استطاعت إخفاء كل شيء في الظلمة …بعيداً عن الأضواء.

و أكثر ما يثبت تميّز فيروز وتصدّرها لقائمة أكثر النجوم نجاحاً في إبعاد حياتهم عن الضوء هو ما عرفناه مؤخراً وفاجأنا كثيراً، حيث تمّ الكشف عن وجود ابن ذو احتياجات خاصة أنجبته فيروز من زوجها الراحل عاصي الرحباني وهو الأمر الذي لم نعرفه أبداً ولم تشعرنا حتى بوجوده.

وفي النهاية استطاعت وبعبقرية ليس لها مثيلاً، تحويل قضيتها مع أبناء الراحل منصور الرحباني -أحد أعمدة مثلث النجاح الفنّي الذي تعتبر هي وعاصي الرحباني عموديه الآخرين- إلى قضية عالمية وليس قضية رأي عام فقط مع أنها لم تخرج إلى الإعلام يوماً بشأن هذا الموضوع ولم تسجّل أي حوار ولربما ذلك ما جعل القضية تحوّل كل العالم إلى صفّها وهو تماماً ما قصدته بالقدرة على تحويل لون نقطة تقاطع الحياتين الخاصة والفنية من أسود إلى أبيض لامع حيث استطاعت تحويل الصمت إلى التفاف جماهيري عارم.

نانسي عجرم لم تستطع حجب حياتها عن جمهورها ولكنها خلقت من حياتها الخاصة عامل نجاح إضافي لحياتها الفنية وقرّبت نفسها أكثر من جمهورها بمشاركتها لهم أهم لحظات حياتها ونقاط تحولها، وكانت خطوة الزواج التي تتخوف منها جميع الفنانات، سلُّماً إضافية لها نحو النجاح ، كما كان الإنجاب أكثر من مرة سبباً لنجاح جماهيري اضافي، بعكس شيرين عبد الوهاب التي لم تستطع الاستفادة من مجريات حياتها الخاصة وتحويلها إلى عوامل نجاح في مشوارها الفني و إنما ولعدم قدرتها -رغم محاولاتها الشديدة -على حجب كل خصوصياتها قامت بالتأثر والتراجع سلبياً في الفن ولم تجد خطة جيدة للحفاظ على رونق الاثنين .

ونستطيع أن نعتبر أن أكثر من نصف فنانات العالم العربي تخوفن كثيراً من عدم النجاح في التعامل جيداً مع نقطة تقاطع الحياة الخاصة والفنية مما جعلهن يُسقطن الكثير من أحلامهن ومخططاتهن الحياتية لكي لا تفشل مخططاتهن وأحلامهن الفنية فحرمن أنفسهن من شيء في مقابل شيء آخر ما دفع بأغلبيتهن على الندم و الأبرز طبعاً الشحرورة صباح التي هدمت مشاريع حياتية كثيرة في سبيل مشاريع أخرى فنية مما أفقدها استقرارها وهو ما ندمت عليه لاحقاً وبشدة..

النجمات الصاعدات وفور متابعتنا لهن في بعض لقاءاتهن الصحفية والتلفزيونية ، نستطيع اكتشاف معاناتهن من الفشل في الفصل بين الحياتين الخاصة والفنية ماعدا القليلات جداً، والأبرز في هذا الأمر شذى حسون التي صرحت مؤخراً في لقاء لزهرة الخليج أنها نادمة جداً بسبب احترافها الفن الذي أثر كثيراً على حياتها الخاصة وبدت نادمة أيضاً على تأجيل مشروعي الارتباط والإنجاب من أجل الأضواء، وتمنت أن ترتبط في النور قريباً رداً على ما توقعه لها أحد علماء الفلك بأنها ستتزوج في السّر هذا العام وهو الأمر الذي استبعدته شذى تماماً وشددت عليه ولكنها في رأيي بدت متخوفة قليلاً في اللقاء.

هذه كانت بعض الإضاءات على بعض أهم الأمثلة ولكن هناك الكثير مما خفي وكان أعظم ، فلن ننسى قصص الراقصات اللواتي تزوجن بالسّر خوفاً على نجاحاتهن الفنية وهو ما ساقهن في الأخير إلى حفر جحيمية كثيرة أو الفنانات اللواتي قضى الزواج و الإنجاب على تفوقهن ونجاحهن وشهرتهن مما أفقدهن الطعم الشهي الخاص الذي كنّ يتذوقنه في الماضي فأصبحن حبيسات الفشل والاكتئاب والتقدم في العمر بلا هدف..

لا نعلم ما هي خلطة النجاح في الربط بين الحياتين الخاصة والفنية عند البعض، ولكن نعلم جيداً أن للجمهور دور كبير في تحويلها إلى خلطة ناجحة بكل المقاييس أو فاشلة جداً.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com