خاص- ظلمنا (موازين) والسبب شاكيرا… فقط لأننا لم نفهم! فعذراً موازين
اقتباساً لما قاله العازف والموسيقار الجزائري صافي بوتلة عن مهرجان (موازين) العالمي الذي يُقام في المغرب والاحتجاجات التي رافقت حفله الافتتاحي (من حق الشعب المغربي أن ينتفض ضد المهرجان؛ لأن ذلك جزء من الديمقراطية)، ولكن بصراحة ربما الديمقراطية أخذت منحناً آخراً مؤخراً في الشرق الأوسط، فاعتقد المنادون بها أنها تمثّل أشياء أخرى غير عناصرها الحقيقية التي تقتضي أولاً و آخراً عرض الرأي الشخصي والاستماع للرأي الآخر، دون محاولة فرض أي رأي على الآخر بالقوّة، بل فقط التوصل لتسوية معه ولكن ليس على حساب أشياء أخرى مهمة وأساسية…
ما حصل مع (موازين) هو محاولة من بعض المخرّبين لتحويل أهدافهم غير السويّة التي ترمي إلى تدمير الأمن والأمان و الإخلال بالنظام إلى حقائق ملموسة، مع الحصول على أكبر نسبة تأييد ومساندة من الشعب ! فلقد كانوا المحركين الأساسيين لكل الاحتجاجات التي رافقت المهرجان قبل و أثناء إقامته وليس الشعب كله كما يعتقد كثيرون..
فاستطاع أولئك المخربين أصحاب النوايا (المفضوحة) أن يشغلوا الرأي العام بهتافاتهم المنافقة وكان الأحرى أن ينشغل الرأي العام بالترويج للمهرجان والتحدث عن تاريخه العريق و أهمّ ما أُنجز من خلاله، بدلاً من أن نضطر جميعاً لزيارة كل صفحات الانترنت فقط بحثاً عن أي معلومة عن المهرجان وماضيه…
ولكن ولأننا دوماً نترك المهم من أجل (الكلام الفاضي) ونتقصد تسليط الضوء على ما لا يقدّم و إنما يؤخّر، تجاهلنا تاريخ المهرجان الذي بالكاد نعرف عنه شيئاً ، خاصةً و أن المهرجان استطاع هذا العام وبسبب التنظيم الممتاز لفت نظر العديد ممن يعيشون خارج المغرب و استطاع أن يحصل على أعلى نسبة اهتمام ومتابعة في تاريخه من قبل العالم العربي ، ولذلك كان لا بد لنا أن نتحدث أكثر عن المهرجان بدلاً من أن نتحدث عن ما يحصل له.
كلنا نعرف طبعاً أن الشرارة التي بدأت في فتح النار على المهرجان كانت موافقة شاكيرا على المشاركة به بأجر يقارب المليون دولار حسبما أُشيع .. فاستغل البعض هذه النقطة ليسلّط الشعب على منظمي المهرجان و كبار المسؤولين في الدولة، وذلك بسبب تزايد نسبة البطالة وتفشّي آفة الفقر، متناسين أن المليون دولار الذي سيصرفه المهرجان على شاكيرا سيعود بأضعاف مضاعفة على البلد وأهلها، لأن شاكيرا وحدها قادرة على استقطاب الكثير من السياح العرب والأجانب الذين سيطيرون شوقاً إلى المغرب فقط لمشاهدة شاكيرا على الأرض (بشحمها ولحمها)!
ولكن وبسبب تلك السطحية التي أصبحت تسكن الكثير من العقول، نسينا عالمية شاكيرا و أهميتها بين فناني كل العالم، ونسينا كيف أن للفن مقدرة كبيرة على تنشيط السياحة واستقطاب سياح العالم..
استغْلينا “مليون” شاكيرا الذي لن يكفي لإطعام كل العاطلين و الباحثين عن عمل بدلاً من أن نستغٍّل نجوميّتها لنرفع من شأن السياحة، فنرتقي ونكسب…
فعلاً ،كم يوجد بيننا أغراب ، يجرّون خلف العالمية زحفاً ولا يقدّرونها عندما يمكنهم الاستفادة منها فقط لأنهم يعانون من هشاشة في كل شيء… والأهم هشاشة الفكر الذي يجري متخبطاً خلف كل من ينادي بشيء ما، حتى ولو كان هذا الشيء مجرّد رجعية وسطحية!!
فأهلاً بـ (شاكيرا) في مهرجان (موازين) وفي بيروت بعد يومين… و أهلاً بـ (موازين) في قائمة أفضل و أضخم مهرجانات العالم، و أهلاً بـ (المغرب) التي استطاعت جذب السياح هذا العام أكثر من كل الأعوام السابقة لتدخل قائمة الدول العربية الأكثر اجتذاباً للسياح.
وشكراً لهم لأنهم منحونا (موازين) بكل من شارك به وسيشارك من نجوم وعلى رأسهم نجوم العالم العربي الذين تمّ انتقاءهم بعناية شديدة تدّل على ذوق رفيع وحسّ فني عالي..