حوريّة متصاعدة من اليمّ… هبة القواس تصوِّر كليباً جديداً (لأني أحيا) مع ميلاد طوق
أنهت هبة القواس من تصوير كلييب اغنية “لأني أحيا”، من تأليفها الموسيقي وغنائها وشعر ندى الحاج وتصوير السينمائي ميلاد طوق (الذي سبق وصوّر اغنية القواس “سلام الحرية” عام 2006).
يومان في البترون جمَعا الفصول الأربعة، كأنّ هذه الأغنية التي تتعلّق بالحب “الطامع بالسماء كلها” لم ترضَ الاّ ان ترخي بظلالها على جو الطبيعة وتتوحّد بها وتنطلق بصوت القواس وموسيقاها، لتخترق الأثير تائقة الى المطلق. كما لم يشأ طوق إلاّ ان يتناغم مع جنون الطبيعة وطاقة الصوت والموسيقى من جهة، وجمال الإطار المختار لتصوير الاغنية ذات النبض القوي والايقاع الحيوي من جهة اخرى. وقد ابتكر مشاهد تصويرية لبَّته في تنفيذها القواس بالرغم من صعوبتها.
تمّ التصوير على علوّ شاهق لمبنى أثري تحيط فيه الأعمدة والسلالم قبّةً كأنها منارة تستقطب التأمل والعبادة. وقد تنقّلت هبة فيه على حافة الأعمدة، ثم أبحرت في البحر نحو الغروب وقد أشبعها البحر بأمواجه المتدفّقة.
وكان لقاء قصير تحدثت فيه هبة القواس بحماسة عن تجربتها في تصوير هذا الفيلم القصير قائلة:” ألّفتُ اغنية “لأني أحيا” في لحظة شبه انخطافيّة تنسجم مع جو القصيدة المتفلّت.
وقد اخترنا مكان التصوير ضمن إطار متفلّت ايضاً يكاد يلامس السماء ليقترب من الله. كما ان تصميم البناء الابتكاري المطلّ على البحر يذكّر بعنصر الارض الحسّي والمشرّع على المطلق. بالرغم من معرفتي المسبقة بقوة الطقس العاصف، انجرفتُ مع اصرار ميلاد طوق على التصوير بظروف صعبة، كوني أمزج بين الطبيعة والموسيقى، فهما تتشابهان وتختزنان أشدّ المعاني تناقضاً.
كان التناغم بيني وبينه كاملاً وكذلك توارد الأفكار. كما لدينا قدرة مماثلة على الارتجال في اللحظة ذاتها. أحبُّ الوانه الانطباعية وهو يصوّر الطبيعة بامتياز لأنه ابن الطبيعة وابن بشري”.
أمّا هبة التي تماهت مع الطبيعة وتوحّدت مع البحر والريح والمطر اثناء التصوير، فتخالها حوريّة متصاعدة من اليمّ. وقد صوّرها السينمائي ميلاد طوق على طبيعتها، رغبةً منه بإظهار جانبها النضر والمجنون، خصوصاً وان الجمهور يعرفها بجانبها المسرحي الجدّي.
أكّدَ طوق على الثقة المتبادلة بينه وبين القواس، ويقول: ” هبة فنانة متكاملة تحترم فنها وترتقي به الى أعلى المستويات، لذلك أهوى تصوير موسيقاها.
وقد فرضتْ عليّ موسيقى هذه الاغنية فكرة التصوير والمشهديّة من اختيار الالوان الى تركيب الصورة، فكانت منبع وحيٍ أفاض عليّ الأجواء المتماوجة بين الدراميّة والانطباعية. كما ان تقسيم الاغنية الى اربع حركات أدّى الى بناء هذا الفيلم الموسيقي القصير(5د)، مع ما يوحيه صوت هبة الاوبرالي واسلوب توزيعها الاوركسترالي.
واني أتوق الى إنجاز اعمال اخرى مع هذه الفنانة الراقية”.
جوّ رومانسي عاصف وتعبيري أشبه بلوحة انطباعية استوحى الرسام بكاميرته لإنجازها من ألوان الخالق، قارئاً في الغيوم لغة الجمال، وغارفاً الشغف من قلب القواس.
نحن في انتظار خروج هذا الكليب الى العلن وقد صُوِّر باحترافية عالية، ليسبق عرضه صدور الألبوم الجديد لهبة القواس والحامل الاسم نفسه، “لأني أحيا”.