خاص- مبارك سوزان، وبن علي ليلى، لأن خلف كل رجل جبار امرأة أكثر تجبراً
عندما اعتقد البشر أن شجرة الدر رحلت بمجرد ضربها بـ (القباقيب) فقد كانوا مخطئين تماماً، لأن شجرة الدر لم تمت على الإطلاق بل غادرت لفترة طويلة من الزمن ثم عادت بصورة أكثر بشاعة وفظاعة متمثلة في كل من سوزان مبارك وليلى الطرابلسي!! نعم ، وبالرغم من الفارق الزمني الكبير!!
طبعاً مع الاختلاف في الجذور والأصول إلا أن القاسم المشترك الكبير بين ثلاثتهن هو أنهن تعاملن مع السلطة بشراسة فقضمن من كل جوانبها وقاتلن لئلا يقتسم الغنيمة معهن أحد، حتى إن كان هذا الأحد هو أزواجهن!!
شجرة الدر والتي كانت في الأصل جارية عتقها ورفعها زوجها الأول الملك الصالح نجم الدين أيوب بن محمد عشقت النفوذ فقتلت من أجله وريث زوجها الملك عندما مات، و أقصد طبعاً طوران شاه ابنه الأكبر.. لتتولى هي الحكم وتنصب نفسها سلطانة على مصر وتكون أول امرأة تجلس على عرش الخلفاء في مصر، ومن ثم تزوجت من الوزير عز الدين أيبك لتعود وتقتله مرة أخرى من شدة البطش والكبرياء الذي أصابها..
سوزان مبارك فعلت بها السلطة ما فعلته بشجرة الدر فحولتها من زوجة مطيعة إلى آمرة ناهية تلاعبت بالنفوذ واستخدمت المنصب لإيذاء الناس .. وكلما أرادت ذكر مبارك بالسوء تذكرت زوجته قبله والشيء نفسه حصل مع ليلى الطرابلسي زوجة بن علي رئيس تونس المخلوع!!
حيث استطاعت كلتاهما قلب المفاهيم وتعريف الرئاسة بمنظوريهما الخاص فصار مسمى رئيس لديهما ما هو إلا التعريف الأنسب للسلطان المستبد المتعجرف الذي تُنصب زوجته رغماً عن أنوف الجميع السيدة الأولى أميرة الكل المتعجرفة باسم الرئاسة والمتسلطة باسم النفوذ.. والتي يجب أن تكون طبعاً الأكثر تفرداً وثراءً بين الناس فتجمع ما تجمع من مال ومجوهرات و ألماس و أنتيكات وغيره.. ليس هذا فقط بل و أكثر حيث من الممكن أن تتعدى صلاحياتها كونها المتحكمة الأولى في المالية الدولية والخزنة العامة إلى الحاكمة المقسمة للأراضي والبيوت والمهن والأرزاق والحرية أيضاً!
لقد وصلنا مع سوزان مبارك وليلى بن علي إلى الحضيض والسبب أنه لم يوجد في الدستور ما يوضح أن الرئيس هو وحده من ينتخبه الشعب، فيسلمه زمام الأمور بثقة ومحبة منتظراً منه الإصلاح والتغيير، وليس أنه وبمجرد أن يصبح رئيساً فهذا معناه أن زوجته أيضاً رئيسة و أبناؤه سلاطين وبناته أميرات!!
ما دخلنا نحن إن كان مبارك متزوجاً من سوزان أو كان بن علي متزوجاً من ليلى.. من أعطاهما الضوء الأخضر لتعتقدان ولو للحظة أنه من المسموح أن تتطلعا على أسرار الدولة و المالية والقضاء ومن قال أن في مقدورهما نفي هذا وذاك وإعطاء الأوامر لهذه الجهة والأخرى؟؟ من قال بأن الشعب المصري أو التونسي والذي يُعتبر المستحق الأول لأموال الدولة والتي تُبنى من خلالها المدارس والجامعات قد سمح للرئيس عندما انتخبه أن ينصرف عن إدارة دفة الحكم إلى وضع اسمه و اسم زوجته على المدارس والمعاهد والمراكز والمستشفيات و كأنه فتحها وصرف عليها من جيبه الخاص؟! أليست تونس ومصر جمهوريتين أم أنني مخطئة؟؟ أليست رئاسة الجمهورية إلا منصباً قابلاً للزوال ولا يعني أن الرئيس هو صاحب الأرض يملكها و يجزئها ويجزئ أرزاقها كما يحلو له هو وزوجته؟
من قال بان زوجة الرئيس عندما يتم انتخاب زوجها رئيساً فهذا يعني انتخابها هي ضمنياً؟إذاً فالأحرى بنا أيتها الشعوب العربية أن ننتبه جيداً، فعندما نريد أن نصوت لأي مرشح لمنصب الرئاسة مستقبلاً أن نسأل عنه وعن خلفيته جيداً ولكننا أيضاً يجب أن نسأل و بنفس الاهتمام عن زوجته و أصلها وفصلها وتاريخها أيضاً لأنه يبدو أن زوجة الرئيس ماهي إلا رئيسة في الحقيقة تُطيح بزوجها في فخ حب الدنيا والسلطة والفلوس!
اليوم ومن المضحك جداً ،إنني، وكلما قلبت بين الأخبار هنا وهناك وجدت مطالبات بإخضاع كلاً من سوزان مبارك وليلى الطرابلسي للمحاكمة على مجمل ما فعلتاه من فساد.. إنه فعلاً أغرب شيء سمعته.. لأنني لم أتوقع ولو لوهلة أن الاستهتار من الممكن أن يأخذ بالبعض إلى هذا الحد فيجني على نفسه وتاريخه وسمعته ويترك زوجته تجني عليه بشكل مضاعف.. ولا أدري إن كان ترك الحبال لتلك الزوجتين قد كان بدافع الحب أم بدافع إذاقة طعم استعباد الناس لجميع أفراد العائلة بقصد إمتاعهم جميعاً و إشعارهم بمدى روعة الأمر.
كل ما أعرفه هو أن هذا التدهور الذي شهدته الرئاسة في العالم العربي بالجمهوريات العربية المنكوبة الآن لم يكن خلفه فقط رئيس جبار و إنما زوجة أكثر تجبراً والدليل بن علي ليلى و مبارك سوزان!
لذلك اتنتبهوا يا شعوب العالم العربي، فعندما تريدون التصويت لانتخاب أي رئيس مرة أخرى اعلموا أنكم تصوتون لزوجة ستكون أكثر تأثيراً عليكم من زوجها فاحترسوا وانتبهوا واختاروا زوجة الرئيس قبل الرئيس نفسه.