مناسبة – تحيّة حبّ ووفاء الى أمهات الوطن العربي من موقع بصراحة

لعل الكثيرين منا يسارعون في الحادي والعشرين من الشهر الجاري للبحث عن هدايا لأمهاتهم أو باقة ورد، أو ربما بعض الكلمات البسيطة. فيما لن يحالف الحظ الجميع بلقاء والداتهم لبعدٍ أو سفر أو مشاغل، فيكون الملجأ مكالمة هاتفية تذكرهم قبل أن تذكر الأم، بأنه يوم لا يقبل التخاذل تجاه الأحضان الدافئة التي حملتنا صغارا، ولثمت خدودنا وأيدينا الصغيرة بأجمل القبلات وأرقها، وبعيون غنت لنا بكلمات لم تنطق بها الشفاه قبل النوم. بأرجوحة هي يديها تلاعبنا وتحملنا وتدور بنا، بغية الحصول على ابتسامة صغيرة منا، تزين حياتها وترسم أجمل ما فيها.

عيد الأم الذي رسمته الأساطير قبل آلاف السنين مع قصة الآلهة التي حركت الشمس، وصنعت تلألؤ النجوم. سطر الحب الصافي الذي لن نبالغ إن قلنا إنه لن يكون بإمكان أحد في يوم من الأيام أن يجد له تفسيرا دقيقا أو معنى سهل الفهم، تفاصيل احتفال الشعوب به في كل بقاع الأرض من مختلف الثقافات والأديان والأعراق والانتماءات… يومٌ للاحتفال بالمشاعر الطيبة الرقيقة، بأجمل معاني الإنسانية، يوم لا يمكن القول إنه يتمثل بوجود الأم فقط، إنما أسمى ملامحه هو أنه يحتفل بالحب المطلق غير المشروط الذي تمنحه الأم لأبنائها، ليمنحوه بدورهم لأبنائهم.

عيد الأم الذي يبدأ بأغنية يكاد لا يسمعها أحد إلا وتدمع عينيه، أغنية الفنانة فايزة أحمد «ست الحبايب» التي تبث في غالبية محطات الإذاعة العربية، ليكسب الصباح تلك الرائحة الخاصة بعيد الأم، بات يخصص برامج واحتفالات وأغاني، تحاول مجاراة قيمة هذا اليوم لدى الأمهات والأبناء.فمع تزايد عدد الفنانين الراغبين في أداء أغان لتقدم في هذه المناسبة، بات من السهل إفراد ساعات وساعات من البث الذي يقتصر على أغان تتغنى بالأم، وتذكر روعة حبها، فمن المغنين القدامى: فايزة أحمد، محمد عبدالوهاب، شادية، فيروز، نجاة الصغيرة، ووردة، وصولا إلى جيل المغنى الصاعدين في هذه الأيام، أمثال يارا، صابر الرباعي، عاصي الحلاني، وراغب علامة… وغيرهم الكثير من مشاهير ساحة الغناء هذه الأيام وجميعهم من دون استثناء على اختلاف قدراتهم وأماكنهم في الساحة الفنية، قدموا أعمالا تستحق أن تتميز، لا لجودتها وأدائها وتفرد كلماتها، بل لأن أي عمل من هذا النوع يستطيع أن يلمس مشاعر أي شخص، لأنه يتحدث عن أهم وأقرب إنسان إليه.والساحة الغنائية ليست الوحيدة التي سعت لأن تقدم شيئا للأم، فالدراما العربية زخرت بالأدوار التي تجسد عطاء الأم وتفانيها، ومن أبرز الأسماء التي قدمت أدوار الأم على طول مسيرتها الفنية، منذ شبابها وحتى يومنا هذا، الممثلة المصرية الراحلة أمينة رزق، والنجمة فاتن حمامة، ومنى واصف من سورية، وغيرهن..

وعلى رغم أن هذا اليوم أو العيد طقس يمارس في كل دول العالم، تتفاوت طرق التعبير عنه وتفاصيل الاحتفال به، إلا تاريخ الاحتفال به يختلف من بلد إلى آخر، فالبعض يحتفل على أساس دخول أول أيام فصل الربيع أي 21 من آذار وهو الغالب في منطقتنا العربية، إلا أن دول أخرى تحتفل في شهر أيار، وأخرى في تشرين الأول، وفي بعض الدول يكون يوم الأم محددا على أساس نهاية الصوم كما هو الحال عند بعض الطوائف المسيحية الكريمة .

ولابد من ذكر أن بعض المجتمعات تحتفل بهذا اليوم منذ مئات السنين بشكل منتظم كل سنة في حين أن دولا كثيرة ومنها الدول العربية لم تحدد بشكل رسمي يوما للاحتفال بالأم إلا مع بداية القرن الماضي كما أن بعض الدول تعتبره يوم عطلة رسمية.. وسواء أكان عيد الأم عمره ألف عام أو أقل من هذا بكثير أو أكثر، فإن عيد الأم يُخلق مع كل طفل جديد يولد ليسحر أمه بإحساس يتملكها ويتفوق على كل ما لديها من معرفة وجهل ليقدم لها أسمى وأنبل المشاعر البشرية.. إحساس الأمومة.

فلولا الأم لكان الوجود كوكباً منسياً يسكنه الجماد ، فما أعظم الامومة واضعف الوجود الذي يتسول منها الحياة ويملأ سلاله الفارغة من بيادرها الخصبة.. الأم هي الأرقّ والاجمل.. هي الأنقى والأسمى.. هي العدل والحكمة.. عروس الازمنة هي وحاضنة الاجيال.. حبها يفوق كل حب وجمال نفسها تفوق كل جمال وعطاؤها أنبل من كل عطاء.. جميلة هي في كل حالة.. إيمانها عميق .. تواضعها فريد ومحبتها سامية.. الأم ينبوع مبارك ليس لعمقه نهاية ولا يدركه جفاف.. مياهه أعذب من شهد العسل وأصفى من دموع الفجر.. كل قطرة منه تروي نفوسنا وتبعث فينا الراحة وهدأة البال.. هي النعمة الاولى التي ترنم بها شفاه الطفولة والقبلة الاولى التي يحتضنها جبين الطفل، هي الحضن الذي نلوذ إليه ليحمينا من القلق والحزن ..

لكل طبيعة لغة.. للجمال لغة.. للحكمة لغة.. للحياة لغة.. للطفولة لغة.. وللإيمان لغة.. وحده قلب الأم ينطق بكل اللغات فأي سر فيها وهي الحبيبية.. كيف لا نكرم الامومة وهي التي تحمل بيد يديها معجماً للحياة.. كيف لا نكرمها وهي التي اختارها الرب لتكون أحضانها مهداً للأجيال..

أمي يا أحب حبيبة أي الهدايا في العيد اهديك ؟ أأهديك جوهرة أم أيقونة من الذهب الخالص ؟ أم أحمل إليك اللآلئ الكريمة ؟ أي الهدايا أختار ونور قلبك أشد لمعاناً من وهج الذهب وكل حجر كريم.. أمي يا دنيا الخلق والتكوين ، يا بهجة حياتي وسر إلهامي أدعو المولى سبحانه وتعالى أن يبقيك هرماً وتاجاً على رؤوسنا وأن يحفظك لي سالمة من كل مكروه.. كل عام وأمهات الدنيا بالف خير..

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com