زافين ودع “اللاب توب” الذي رافقه خمسة عشر عامًا، واستعان بـ “الآي باد” مواكبًا تطور التكنولوجيا السريع

اعتبر زافين ملاحظة ضيفه وديع تويني في حلقة سابقة، حول التطور التكنولوجي السريع بمثابة إنذار، واعتبر انه صار لازما عليه الانتقال من زمن “الكومبيوتر المحمول” إلى زمن “الكومبيوتر اللوحي”.

من هذه النقطة انطلقت حلقة “على شرف الآي باد”، التي عرضت الاثنين الماضي، والتي ودع فيها زافين “الكومبيوتر المحمول”، وقال لنفسه مبروك على “الآي باد”: “عبر هذا الجهاز سأتحكم أنا وفريق عملي بكل المعلومات التي تتعلق بالحلقة، والبرنامج، إن من حيث النص، أو المعلومات، أو الأسئلة وإيميلات المشاهدين وغيرها”.

خلال الحلقة الوداعية لـ “اللاب توب” التي كان ضيفاها رئيس المجموعة الدولية للأعمال، ورئيس الفريق المنظم لمؤتمر “أراب نت” عمر كريستيديس، والأستاذ الجامعي بمادة الإعلام الجديد والمستشار الاستراتيجي بالتسويق الرقمي أيمن عيتاني. استغل زافين المناسبة لطرح عدة أسئلة عن سرعة التطور التكنولوجي، كما استقبل ضيوفا كانوا اتصلوا في حلقة “حضانة عبر البحار”، ولم يسمح الوقت بسماع قصصهم وهم: منهل عزو، وزكية سليم ومادلين فواز.

بدأت الحلقة مع “سيرة وما انفتحت”، والتي خصصت للاحتفال بمريم حيدر، الطفلة التي يصادف تاريخ ميلادها مع تاريخ ولادة البرنامج في 24 تشرين الثاني 1999.

مريم التي كانت ضيفة البرنامج في حلقة سابقة، كانت خجولة وهادئة جدا، وطلبت لقاء والدها الذي يعيش في قطر منذ سبع سنوات ولم تتمكن من رؤيته منذ ذلك الوقت.

في تقرير عرض في الحلقة، تم تصويره في منزل جدها، تبين أن مريم الطفلة الهادئة، الطيبة، الخجولة، تخفي في قلبها حزنا عميقا، وشوقا كبيرا لحنان والدها. في التقرير، تحدث جد وجدة مريم عن معاناتها هذه، وعن حاجتها لحضور الأب في حياتها، كما تحدثت هي ودموعها تملأ عيناها عن أزمتها وعن أحلامها. “احلم أن يأتي والدي لنعيش كما كنا. لا أريد أن أبقى محرومة منه، لان ذلك يشعرني بأنني محرومة من الدنيا كلها.أتمنى أن يأتي ونعيش معه فقط… عندما أرى والدي اشعر وكأنني في مدينة الملاهي”.

أمنية مريم وطلبها رؤية والدها لقيت صداها لدى البرنامج الذي قدم لمريم، بالتعاون والتنسيق مع مكتب سفريات “غازي ترافل”، تذكرتي سفر إلى قطر وعمان لمريم وشخص آخر يرافقها.

مريم التي تأثرت كثيرا بالمفاجأة، وقبّلت زافين شاكرة له اهتمامه، اختارت شقيقها كريم ليرافقها في هذه الرحلة ويتشارك معها هذه الفرحة.

بعد وداع مريم، عاد زافين ليستكمل مراسم وداع “الكومبيوتر المحمول” التي تزامنت مع العيد الخامس عشر لظهور أول “لاب توب” على الشاشة اللبنانية والعربية.

بهذه المناسبة، تم عرض تقرير مفصل عن هذا “الكومبيوتر المحمول” الذي سمي بـ”لاب توب زافين”. وجاء في التقرير أن هذا الجهاز ظهر للمرة الأولى في برنامج زافين الأول 5/7 في تاريخ 1 آذار 1996، والذي كان يعرض على شاشة تلفزيون لبنان، حيث كان جزءا أساسيا من عدة العمل، فارضا نفسه على كافة موضوعات البرنامج. وبعد أن انتقل زافين إلى تلفزيون المستقبل، انتقل معه “اللاب توب”، لكنه ما لبث أن سرق من سيارته، مما دفع زافين لتخصيص حلقة خاصة عن السرقة على شرفه، وترك خلالها كرسيا فارغا للسارق، عله يفكر برد المسروقات وتبرير سرقته. لكن السارق لم يأت، بل ألقى بالأوراق الرسمية الخاصة بزافين على الرصيف، واحتفظ بالجهاز.

في 2001 أوصل “اللاب توب” بشبكة الانترنت لأول مرة، وأصبح زافين يستقبل الرسائل الالكترونية مباشرة على الهواء. وفي نفس العام، تم إطلاق www.zavenonline.com، وهو أول موقع الكتروني متفاعل على شبكة الانترنت، يرتبط ببرنامج حواري، كما صار أداة تواصل مفتوحة بين المشاهدين والبرنامج.

في آذار 2006 سرق “لاب توب” زافين من جديد، وكانت لحظة وداعية لم يستجب معها السارق، فوضع زافين وردة بيضاء مكانه.

تغيرت الماركات والألوان والأحجام، واستمر “اللاب توب” رفيقا لإطلالات زافين، حتى الموسم الماضي، حيث دخل “السكايب” إلى البرنامج، وصار التواصل مع المشاهدين بالصوت والصورة. خلال هذه الفترة أيضا، استخدم زافين “كومبيوتر الجيب” إلا أن صغر حجمه الغير مريح، أعاد “اللاب توب” إلى الشاشة.

واليوم يودع زافين “اللاب توب” الذي رافقه خمسة عشر عاما، ويستعين بـ “الآي باد” مواكبا تطور التكنولوجيا السريع.

بعد التقرير، تحدث ضيفا البرنامج عمر كريستيديس وأيمن عيتاني عن الفرق بين الكومبيوتر المحمول والكومبيوتر اللوحي فسألهما زافين عن إذا كان الكومبيوتر اللوحي هو موضة استهلاكية، أم ثورة ستقضي على الكومبيوتر المحمول؟ فرأى كريستيديس أن هذا الجهاز لن يقتل “اللاب توب”، وانه شخصيا يقتني الاثنين معا، لان لكل منهما مهماته واستخداماته. فالكومبيوتر اللوحي او “الآي باد” مفيد في مجال القراءة والمشاهدة والألعاب، فيما “اللاب توب” مفيد أكثر في مجال العمل الدقيق، إذ لا يمكن الطباعة وإجراء عمليات الفوتوشوب وغيرها بنفس الدقة والسرعة التي نجريها عبر “اللاب توب”. وعلق عيتاني قائلا أن “الآي باد” مريح أكثر في مجال تصفّح صفحات الانترنت، بحيث يمكن مشاهدة الفيديو، وقراءة الجرائد والاطلاع على كافة المعلومات بطريقة أسهل، كما أن سعره ارخص.

وعن فكرة إطاحة الكومبيوتر المحمول للكومبيوتر العادي “PC”، والتي لم تكن واردة قبل 15 سنة، طرح زافين إمكانية إعادة نفس الموقف اليوم، فيما بين الكومبيوتر المحمول والكومبيوتر اللوحي، وفيما اذا الثاني سيطيح بالأول؟ فأجاب عيتاني بأن التكنولوجيا تتطور من حيث القوة والسرعة بشكل متسارع، وهذا ما يغير من مواقف الناس وخياراتها تجاه الأجهزة ووجهة استخدامها. فالـ “لاب توب” لم يكن في الماضي بمتناول جميع الناس، بسبب سعره المرتفع، وعدم تمكنه من تلبية مستخدميه من حيث السرعة والعمل كالكومبيوتر العادي. وها هو اليوم يحل بقوة مكانه، بعدما أدخلت عليه تعديلات كثيرة، جعلته يتناسب وجميع متطلبات الناس.

وفيما إذا كان “الآي باد” لعبة أم جهاز يلبي حاجات العمل؟ يقول عيتاني، انه في نهاية السنة الماضية بيع ما يقارب 7 ملايين جهاز “آي باد” في العالم، وان اغلب الماركات اليوم تصنع هذا النوع من الجهاز، وتبتكر البرامج الخاصة به، كما أن اغلب التلفزيونات والمؤسسات الكبرى باتت تضع برامجها عليه، وهذا دليل على جدية خدماته. ويعترف عيتاني هو أيضا انه يقتني الجهازين، بحيث ينهي اغلب أعماله على “اللاب توب” ، فيما ويستخدم “الآي باد” للمشاهدة والتسويق، والعرض.

أما كريستيديس فأكد بان العائق اليوم في “الآي باد”، هو عدم سهولة استخدامه في العمليات الإنتاجية الدقيقة، كالطباعة وتصميم الملفات، والرسم، لكنه بشّر بحل مستقبلي لهذه المعضلة ، والتي ستكون عبر تمكن هذا الجهاز من إرسال إشارة ضوئية تستعمل كـ “كيبورد” keyboard، تمكن مستخدمه من العمل عليه بسهولة، كما بشّر بإطلاق الكثير من الأجهزة التكنولوجية الحديثة التي ستدهش الناس.

وعلى الرغم من انتشار “الكومبيوتر اللوحي” السريع، بحيث بيع منه خلال ثمانين يوما 3 ملايين جهاز، وستصل مبيعاته إلى 50 مليون جهاز حتى نهاية السنة الحالية، فإن اغلب الناس ما تزال تشعر بالغموض نحوه. ومن هذا المنطلق عرف زافين مع ضيوفه “الكومبيوتر اللوحي” وكيفية استخدامه: هو جهاز كومبيوتر يعمل من خلال اللمس ، دون حاجة إلى “ماوس” أو “كيبورد” وهي تقنية قامت بها شركة “ابل” غيرت عبرها طريقة استخدام الكومبيوتر. وهو جهاز الكتروني يمكننا من خلاله اخذ معلوماتنا، ومشاهدة أفلام، وسماع الموسيقى ومتابعة الانترنت… وأضاف كريستيديس شارحا عن مواصفات “الآي باد”، إن هذا النوع من الأجهزة سيفتح الباب واسعا أمام الابتكارات والبرامج التسويقية، التي تمكن أصحابها من بيعها والربح منها، خلافا لنظام المواقع والذي يكون عادة دون مقابل، ويتبع شركات كبرى.

الطريف في حلقة الاثنين، أن زافين عرض خلالها ملخصا لحلقة تناول فيها موضوع الانترنت في العام 1996، في برنامج 57، وبدا فيها الضيوف وقتها يتحدثون عن شيء أشبه بالمعجزة والدهشة والغرابة.

ما يتم الحديث عنه اليوم حول الكومبيوتر اللوحي، هو بنفس الروحية التي تم الحديث عنها عن الانترنت منذ 15 سنة. فهل هذا الجهاز اليوم يشكل خطرا على المواقع الالكترونية، وهل سيصبح معمما، كما عمم الانترنت. أسئلة طرحت في هذا السياق وكانت الإجابة عليها من قبل الضيفين، أن الغلبة ستكون للتطور ولمن يقدم خدمات أفضل وأسهل، ولا شيء غريب أو مستحيل بعد اليوم، فالتكنولوجيا ستفاجئ الناس بتطورها السريع، واغلب الحدود ستزال بين الأجهزة، وستصبح اغلبها مفتوحة على بعضها، فلا حواجز بين التلفون المحمول، والكومبيوتر اللوحي والكومبيوتر المحمول، لان الجميع سيكون بخدمة حاملها.

بعد هذا العرض المفصل عن “الـآي باد” وآخر ابتكارات التكنولوجيا ، عاد زافين إلى المواضيع الاجتماعية، واستقبل منهل عزو وزكية سليم ومادلين فواز. فتحدث عزو عن قصته مع زوجته الروسية، التي سرقت ابنه وسافرت إلى بلادها تاركة له جواز سفرها وكل أشيائها، وحرقة بقلبه على ابنه. يقول عزو انه كان يعيش في روسيا ، وبسبب رفضه التعاون مع السلطات هناك التي طلبت منه العمل كمخبر، تمت مضايقته وتهديده، وهذا ما جعله يعود إلى لبنان مع عائلته المؤلفة من ابنه وزوجته.

لم يرق العيش لزوجته هنا، وحاولت بشتى الوسائل العودة إلى بلادها. ولما لم تنجح استعانت بأحد الأشخاص الذين سهلوا لها خطف ابنها والهرب إلى بلادها. عزو اليوم لا يعرف شيئا عن مصيرهما وقد بكى كثيراً خلال الحلقة من شدة اشتياقه لرؤية ابنه، واستنجد بالسلطات اللبنانية، لمساعدته في العثور على ابنه وإعادته إلى حضنه.

أما السيدة زكية سليم، فقد حضرت لتطلق حملة البحث عن والدتها التي فقدتها منذ اكثر من 50 سنة. كان عمر زكية ستة أشهر فقط يوم اختلف والدها مع والدتها التي تركت المنزل. وبسبب اختلاف الدين بين الزوجين، كانت حياة والدة زكية مهددة من قبل أهلها الذين لم يكونوا موافقين على زواجها، وهذا ما جعلها تختفي وتغيب عن جميع اهلها بما فيهم ابنتها. زكية أطلقت نداء لوالدتها وطلبت منها الاتصال بها إذا كانت ما زالت على قيد الحياة.

أما مادلين، فهي تلك المرأة المعذبة التي تسبقها دموعا قبل كلماتها، تتحدث بحرقة عن معاناتها، فهي عاشت التشرد مع أخويها، بسبب تخلي أهلها عنهم، فنامت في الطرقات ، وعانت الكثير، ولما تزوجت وأنجبت من رجل سبعيني مزواج، تركها هو أيضا وابنها عرضة لجميع أنواع العذاب والحرمان، مما دفعها للعمل في البيوت لتعيل ابنها.

مأساة جديدة تضاف إلى عشرات، لا بل مئات المآسي التي يظهر بعضها على الشاشة، فيما يغيب الجزء الأكبر منه.

برنامج سيرة وانفتحت: إعداد وتقديم زافين قيومجيان
يعرض الاثنين 9:45 ليلا بتوقيت بيروت | 10:45 ليلا بتوقيت المملكة العربية السعودية

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com