رأي خاص- الدكتور زياد نجيم مع الاعلامي وسام بريدي، رجل جريء وحقيقي في مجتمع مزّيف ومنافق و”أم تي في” الخاسر الاكبر
حلقة الأمس من برنامج “مش غلط” مع الاعلامي وسام بريدي ، كانت طبعا حلقة استثنائيّة، والّسّبب أنّ الاعلاميّ الأكثر جرأة و تحرّرا من كلّ قيود المجتمع الدكتور ” زياد نجيم” حلّ ضيفا عليها.
والجميل أنّ وسام ولمعرفته بقوّة وحجم زياد الفكري، ولادراكه أن محاورته صعبة وشائكة لا تشبه محاورة أيّا كان لان زياد نجيم ضيف استثنائي و”نادر”، حضّر ملّفه جيّدا ليكاد المشاهد يشعر انه بالغ في القراءة والبحث وبدا ذلك واضحاً جداً خلال الحلقة فقد حاول وسام الاضاءة على أمور جديدة، لم يسبق لزياد أن صرّح بها، خاصّة أنّ آخر اطلالة له لم تكن منذ زمن طويل ولا تزال أصداء نجاحها فاعلة حتى اليوم، وذلك في برنامج “لألأة” من تقديم الممثل “طارق سويد”.
جدّد زياد نجيم اعلانه بعتبه على الجنرال ميشال عون، معتبرا بأنّه من كان في السابق يسعى لكسر رأس “حافظ الأسد” و “نزع المسمار”، ممنوع عليه أن يزور بشار الأسد بطيارته الخاصّة. وأكد أنّه مع العلاقات المتينة بسوريا كدولة شقيقة، ولكنّه يرفض زيارة سوريا، قبل الافراج عن كلّ الأسرى اللبنانيّين والمفقودين، أو حتى ارسال رفات الشهداء، لأنّه لا يستطيع أن يتحمّل وجع أمّ تنتظر عودة ابنها منذ سنين.
طلب منه وسام اعطاء صفة لأكثر من شخصيّة سياسيّة، مفترضا أنّه يحضّر لاصدار كتاب تاريخ جديد يوثّق المرحلة ، فجاءت اجابات نجيم على النحو التالي:
-السيد حسن نصر الله: داعم الصحوة الشيعيّة
-وليد جنبلاط: كنشرة الطقس على ال “ال بي سي”
-ميشال عون: لا تعليق
-نبيه برّي: أهمّ ممثل في القرن العشرين والواحد والعشرين
-سعد الحريري: شاب طيّب ومحترم، ولم نعطه الفرصة لنحكم على ادائه السياسي.
اعتبر نجيم أنّ معظم الاعلاميّين العرب “قرود في سيرك” لأنّهم يمثّلون أصوات أسيادهم، ورجال الدين والمال. هذا ورفض صفة “الاعلاميّ” رغم انّ خبرته في مجال الاعلام تتعدّى الـ 25 عاما، معتبرا ان صفة اعلاميّ تليق باسماء كبيرة كـ ” رياض شرارة” مثلا او “عادل مالك”، فيصبح من المعيب أن نطلق على احد من هذا الجيل هذا اللقب.
واعتبر أنّه من المعيب أن يجاهر الاعلاميّ على الهواء بصداقته للوزير او القائد، لأنّ ذلك سيقلّص من امكانيّة نقده ومحاسبته.
كما واعتبر أنّ عددا كبيرا من اعلاميّي العالم العربيّ لا يجرؤون على النظر في المرآة لأنهم يدركون ان “حقهم مصاري”. وعندما علّق وسام بان لكلّ انسان سعر، اجاب نجيم: ” لكلّ جهد يبذله الانسان سعر”.
اعتبر أنّه لا يجرؤ احد على أن يدفع له المال بغية شرائه اعلاميّا، ومن يفعل يكون من المؤكّد مختلّا. وأكد على أنّ أهم ما في هذه الحياة أن يعيش المرء بكرامة. واعتبر أنّه ليس حذقا ماكرا، كما أنّه ليس أهبلا، بل ملمّ بالقليل من كل شيء، ولو كان كذلك لكان اليوم من أصحاب الأموال والسلطة.
حول مارسيل غانم لم يقل زياد الكثير بحجّة أنّه لا يعرفه على الصعيد الشخصيّ، مؤكدا أنّه يتابع بعض حلقات برنامجه الجيّد والمفيد بحسب الضيوف والمواضيع ، ورفض ما غمز اليه وسام بأن زياد “يلطش” مارسيل في حديثه عن الاعلاميّين الذين يجاهرون بصداقاتهم على الهواء.
كما وأكّد على أنّ الاعلاميّة “مي شدياق” كالجبل، وعلى أنّها في نصفها الحيّ، أقوى منّا جميعا في نصفينا.
وأعلن أنّ والده يقول له دائما: “أنت عدوّ نفسك، وتهوى جمع الأعداء خاصّة في الوسط الاعلاميّ”.
أمّا حول الحزن الذي يرافقه في حياته، فقال نجيم أنّ هذا الحزن ليس مشابها لمفهوم الخمول والكآبة و البكاء المتواصل، وأكّد على أنّه يعمل دائما ويحضّر حتى عشر سنوات الى الأمام.
أما في مسألة الزواج وتأسيس العائلة، فقد أصرّ نجيم على أنّه ضد الفكرة، وعلى أنّه لا يؤمن بهذه المؤسسة. واعتبر أنّ أفكاره التي يزرعها في عقول النّاس هي أولاده. وبذكاء حادّ قال له وسام:” هل ستدوم لك افكارك عندما تشيخ”، فردّ عليه زياد بحنكة وحزن عميق:” وهل سيدومون لك أولادك عندما تشيخ”!!؟
وفي أكثر من مضمار تكلّم زياد، مؤكدا على أنّه في بحث دائم عن الله. كما و صرّح بأنّه علينا أن نحترم مثليّي الجنس، لأنّه لا يحق لنا أن نحاسبهم. ورفض فكرة أن يكون هناك جهة تسمح له من خلال شرعيّة معطاة لها بأن يرتبط بفتاة وينجب منها. وهذا واعتبر أنّ الرجل الواعي هو الذي لا يثق بالمرأة بشكل تام، والعكس صحيح. واعتبر أن عالم الحيوان أنظف وأبسط من عالم الانسان، حيث بتنا في عالم يعجّ بالمفترسين، أصحاب الأقنعة البرّاقة.
أخيرا، رفض كلّ المزاعم التي تقول أنّه حزين بسبب ترك حبيبته له بشكل مفاجئ بعد أن كان حضّر لمنزلهما الزوجيّ، واعتبر الأمر غير دقيق و أنّ القصة شخصيّة، مؤكّدا على احترماه لكلّ امرأة ربطته بها علاقة حبّ.
وفي كلمته الأخيرة قال :” كنت أستمع للسيدة فيروز في الصباح، وقتلتني عندما سمعت احدى أغنياتها التي تقول (تاري الأحبّة بيروحوا وما بيعطوا خبر)….
قد يحتاج الدكتور زياد نجيم الى حلقات طويلة ليتشارك معنا تجربة حياة استثنائية لرجل استثنائي ، قد لا يتكّرر بجنونه وشغبه وثورته وشغفه وحتى حزنه الذي يعيش طقوسه بطريقة ايضاً استثنائية.
أفكاره هي اولاده ، هذا صحيح !! وقد زرعها بمحبّة في كل شاب في لبنان يتخبّط منذ زمن بأفكاره التي لا يجرؤ على طرحها او التفكير بها بصوت عالٍ ، ولان الوطن العربي بدأ يشفى من داء الصمت والخوف والجبن فنتوّقع ان نتحوّل جميعاً وقريباً الى زياد نجيم الذي يقول كلمته ويمشي، والذي يعرف متى يقول كلمته ومتى يمشي والذي نحبّه ونحترمه مهما قال لانه ببساطة انسان حقيقي وبعكس المجتمع الذي يعيش فيه بغربة ، المجتمع الماكر والناكر والخبيث . وبعكس ما قاله خلال الحلقة عن “لذّة في تجميع الاعداء” ، فهو صديق نادر قد لا يقدّر بثمن لانه ببساطة يملك قلباً من ماس لا يعرف الضغينة ولا الشّر ولا الحقد ولكن نعرف ان الاعداء الذين تحدّث عنهم زياد هم اصحاب النفوس المريضة والحقودة والشريرة والرخيصة والغيورة والمنافقة والمزيّفة والخائنة و العميلة ، فهؤلاء ليسوا فقط أعداء زياد نجيم بل أعداء كل مواطن عربي شريف ….
هذا هو زياد نجيم، أحببته أم لم تحبّه…وافقته أم عارضته….يبقى رجلا ذو فكر خاصّ ومعتقدات خاصّة بعضنا يتفهمها ويحترمها وبعضنا يحبّها ويتمثّل بها وبعضنا ربما يرفضها ، ولكن وفي جميع الاحوال ومهما كانت مآخذك على تصرفاته وكلامه ومواقفه، لا يمكنك الا ان تعترف ان الدكتور زياد نجيم رجل جريء وحقيقي في مجتمع مزّيف ومنافق على أمل ان تمتلك بعض محطاتنا العربية بعضاً من الجرأة والحكمة لتعيد ملك البرامج الحوارية الى الشاشة الصغيرة ، ان استثنينا محطة أم تي في التي خافت من جرأة واقدام وذكاء ابنها زياد نجيم فتخلّت عنه في أكثر المراحل دقّة وصعوبة في الوطن العربي حيث تحتاج هذه المحطات وهذه الشاشات الى اعلاميين حقيقيين وجريئين يقودون المجتمع الثائر الى برّ الحرية والسيادة والكرامة فلا تبقى شعارات هذه المحطات العربية في الهواء ، يضحكون بها على المشاهد العربي ، فأي محطة تخاف من التعاون مع الدكتور زياد نجيم لا تتمتّع بالجرأة وهي بدون أي شك لا تؤمن بالحرية ولو تحمل رايتها …