رأي خاص- القاب جماليّة للبيع لمن يريد…فلتان جماليّ في لبنان فمن يحاسب؟
منذ سنوات ونحن تعاني من تدفّق الألقاب الجماليّة علينا كأمطار فصل الشتاء بل وأكثر، ومنذ سنوات نغضّ الطّرف ونصمت، سانحين لكلّ من يتاجر باسمنا كشعب لبنانيّ، بان “يتفلسف علينا” و ينصّب علينا، ملك جمال من هنا، وملكة جمال من هناك.
باتت الألقاب لا تعدّ ولا تحصى، وبات لدينا المئات، ان لم يكن الآلاف من الوجوه النسائيّة والذكوريّة التي تمثّلنا عن غير وجه حقّ في المحافل العالميّة والدوليّة. وبين ملكة جمال الجنارك وملك جمال قصب السكّر لا ينقص الا أن يصبح لدينا ملكملكة جمال التراب، والبحر، والشلوش اللبنانيّة، و الحجر، والبشر…وحتى الضجر!!
والمصيبة الأكبر أنّ كلّ حاملي هذه الألقاب، يملأون صفحات المجلات، كلاما ينفي زيف القابهم، بل ويؤكّد على رسميّة مراكزهم، وعلى اشراف وزارة السياحة على حفل تتويجهم، أو حصولهم على شهادات من فلان، و رضا فلانة!!
مؤسف هذا الـ “فلتان” الجماليّ الذي نعيشه في لبنان. فمن العيب، أن نقبل بأن تقوم احدى المؤسّسات، التي تحتكر السّوق اجمالا، بتوزيع الالقاب على الشباب والشابات، بحسب أهواء مالكيها، او لأنّ هذا الشاب “يخصّهم” فيبتكرون له اسما خاصّا، أو لأنّ هذه الشابّة دفعت رقما مرقوما فيورّثونها لقبا من اختراع الخيال…وكم هو واسع ذاك الخيال!!
كما أنّه من غير المسموح، أن تقف وزارة السياحة، كما المعنيّين في الأمر، مكتوفي الايدي، في الوقت الذي يتمّ استخدام أسماءهم وصفاتهم لاعطاء الرسميّة لهذه الألقاب والصفات…ومن غير المسموح أن لا يتمّ ترشيد هذه الالقاب، ووضع شروط صعبة و محقّة، على كلّ من يريد أن يصنع احتفاليّة جماليّة، أو لقبا جديدا كما انه من غير المسموح أيضاً ان تتحكم المعارف الشخصية والمحسوبيات على قرارات وزراء السياحة فيبطل الوزير المقبل قرارات الوزير السابق ليتبين لاحقاً ان “يا محلا السابق” !! ولم ننسى بعد اتهام الصحافة للوزير ماروني لاعطائه السيد نضال بشراوي صاحب وكالة بشراوي لعرض الازياء حق تنظيم حفل انتخاب ملك جمال لبنان لعشر سنوات، ليتبين لاحقاً ان ماروني هو محامي بشراوي الخاص .
كفانا فسادا في هذا الوطن…حتى عالم الجمال تمّ اقتحامه من قبل بعض المتطفّلين والمتطفّلات، فدخلت “سوسة” الفساد لتنخر فيه، الى درجة بتنا لا نؤمن حتّى بمصداقيّة الالقاب الشرعيّة المعترف عليها…حيث اختلط الحابل بالنّابل و بكلّ صراحة “ضاعت الطّاسة”
حافظوا على وجه لبنان الجماليّ، ولا تعطوا لأنفسكم الحقّ بمنح أيّ كان لقبا جماليّا، يحمل اسم “لبنان”، ويدور فيه في انحاء العالم زورا ونفاقا…فلم نختره نحن، ولم ننصّبها نحن…بل أموالهم هي التي توّجتهم، ملوك جمال عليكم أنتم فقط!!