خاص- عادل كرم في اجرأ تصريحاته: “مستاء من حقبة في حياتي نادم على اصدقاء السوء وعاتب على الموت”
حلّ الممثّل اللبنانيّ عادل كرم، ضيفًا على برنامج «Ab talk» الذي يقدّمه الإعلاميّ أنس بوخش عبر منصّة “يوتيوب”، حيث تحدّث عن رحلته مع الفنّ، الزواج والأبوّة والأثر العميق الذي تركه رحيل والديه في نفسه.
في بداية الحلقة، وردًّا على سؤال عن حاله أجاب عادل كرم، “أنّه يشعر بأنّه ما زال بخير ويستطيع ان يتحكّم بالأمور وما يجعله غير جيّد، هو الكوكب بأكمله والأوضاع في لبنان بشكل خاصّ”، كما لفت أنّه يعتبر الشعب اللبنانيّ من أقوى شعوب العالم، لأنّ معظم الشباب اللبنانيّ وهو منه ، قد وُلد في الحرب وهو يشعر أنّه ما زال يعيش فيها.
وكشف “عادل” أنّه خلف الكاميرا، ليس الشخص نفسه الذي يراه المشاهدون أمام الكاميرا، لكن كلّ كاميرا تختلف، فهو يعاني صراعاً ككلّ الفنّانين، لأنّ الجمهور يعتقد أنّه سيرى في الواقع الشخص نفسه الذي يراه على الشاشة وهذا غير صحيح.
من جهة أخرى، شبّه “عادل” نفسه في منزله بالـ “أسد” الذي يُحيط عائلته وأصدقاءه ومحيطه ويحميهم، مشيرًا إلى أنّه يُعاني دائماً من القلق على من حوله وأنّ حياة الأسد ليست سهلة، لافتًا أنّ أخويه فارس وطارق أيضاً أسدان وهو يفتخر بهما.
وعن علاقته بأخويه، قال “كرم” إنّهما قريبان جدًّا احدهما من الآخر ، ويحبون ويدعمون بعضهم دائمًا. مشيرًا أنّه يستغرب مشاعر العداوة والنفور التي يراها بين بعض الأخوة، مؤكّداً أنّ والدته السيدة أنطوانيت، ربّتهم على المحبّة والتضامن ، بعد وفاة والده بعمر صغير (٥٣ عاماً ) جرّاء إصابته بمرض السرطان.
في سياق آخر، لخّص عادل طفولته في ثلاث كلمات: جميلة، حقيقيّة ومباركة لأنّه يشعر أنّ أخويه بركة في حياته، وقفا الى جانبه، أكثر مما وقف هو الى جانبهما ووصفهما بالقويّان، لأنّهما وقفا الى جانبه في ظروف صعبة مرّ بها، “إستلشق” خلالها بنفسه كثيراً وكان “يفش خلقه” بنفسه، حسب تعبيره.
وأضاف عادل، أنّ غياب والده أثّر على منزلهما بكامله، لأنّه كان أسدًا في المنزل ووصف والدته الراحلة “أنطوانيت” التي فقدها مؤخّرًا بسبب فيروس “كورونا”، بأنّها كانت صديقته وهي سيّدة بكلّ ما للكلمة من معنى، جبّارة، قويّة، كريمة وربّت أبناءها تربية صالحة ، لذلك ساعدوها وكانوا على قدر المسؤوليّة، كما أشار أن شقيقه الأكبر لعب دورًا كبيرًا بعد وفاة والدهم وحاولوا جميعاً تعبئة الفراغ الذي تركه، رغم ان الأب لا يعوّض .
بتأثّر شديد، تحدّث “عادل” أيضًا، عن معاناة والدته مع المرض، حيث أشار أنّ تلك المرحلة كانت من أصعب مراحل حياته، لأنّها غيّرته ودمرته وأعادت تأهيله من جديد. لكنّه تمنّى لوالدته الرحمة لأنّها في مكان أجمل، لافتًا أنّ الدنيا “مسخرة” ومشوار سريع وهو يوميًّا يستفيق ويتساءل أين ذهب عمره .
وبالعودة إلى فترة الدراسة، أشار “كرم” أنّه لم يكن مجتهدًا في المدرسة ولا كسولًا، لكنّه لم يكن يحبّ أن يتسلّط عليه أحد وكان متمرّدًا وأنّ بعض الأساتذة كانوا يحبّونه وبعضهم العكس، لافتًا أنّ حُبّه للمواد التعليميّة، كان يعتمد على محبّته للأساتذة من عدمه.
وبالعودة إلى يوم انفجار المرفأ في بيروت، استرجع “عادل” ذكريات ذلك اليوم المشؤوم، مشيرًا إلى أنّه يعيش مباشرة مقابل المرفأ، ساردًا كيف نجا بأعجوبة من هذه الكارثة، لافتًا أنّ ذاك اليوم لا يذهب من باله والعناية الإلهيّة أنقذت الكثيرين من الموت من بينهم هو وعائلته، داعيًا بالرحمة لمن رحلوا.
كما تحدّث “عادل” عن بعض الضياع الذي أصابه في شبابه بسبب الحرب، لأنه كان محاطًا ببعض أصدقاء السوء، مما دفعه إلى اتخاذ قرارًا يندم عليه اليوم وهو عدم إكمال دراسته.
وتابع إنّ والده في ذلك الوقت عرّفه على أحد الأشخاص الذين يحترفون صياغة المجوهرات وعمل في ذلك المجال لمدة تسع سنوات وكان في الوقت نفسه يمارس هواية الرسم، ثم دخل إلى عالم تقديم البرامج والتمثيل. لافتًا أنّه ّ قام بتجربة مختلف المجالات التلفزيوينّة، لكنّه شعر أنّ مكانه الصحيح هو التمثيل وبكل تواضع اعتبر أنّ أغلب الأعمال التي قدّمها نجحت والجمهور أحبّها، سواءً في التقديم أو الستاند أب-كوميدي أو الدراما.
ولفت عادل كرم أنّ الكوميديا مهنة صعبة، خلافًا لما يعتقده الناس الذين يعتبرون أنّ مهنة الكوميدي سهلة. كما لفت أنّ تقديم البرامج كان بالنسبة له دورًا تمثيليّا، لأنّه لا يعتبر نفسه مقدّم برامج ولم يجد نفسه في هذا المجال.
وعن عمله مع شقيقه طارق، قال عادل كرم إنّ شقيقه هو سنده وكان ضائعّا بدونه، كما وصفه بالمدير الشاطر، الذي وضعه على السكّة الصحيحة.
أمّا عن نظرة الناس إليه، فقال “عادل” إنّها أنواع وأشكال وكل شخص ينظر له بطريقة مختلفة، لكن المُحبّين كُثر وهذا ما يُعزّيه ويُسعده.
وعن رأيه في “السوشال ميديا”، قال عادل إنّها صعبة وسيف ذو حدّين وإنّ إيجابيّاتها بالنسبة له كانت أكثر من سلبيّاتها، لكن يجب التعامل معها بطريقة صحيحة.
من جهة أخرى، لفت “عادل” أنّه شديد الإنتباه من “السوشال ميديا”، على أولاده لكنّهما مثله لا يحبّانها كثيرًا.
وفي إطار الحديث عن الانتقادات التي وُجّهت إليه من الشعب الخليجيّ، على فقرات كوميديّة قدّمها سابقًا في برامجه انتقد من خلالها الشعب الخليجيّ، بطريقة اعتبرها البعض مسيئة. أشار “عادل” أنّ تلك اللقطات ليست موجودة وأنّه لم يسء الى الخليج، بل إنّ بعض اللقطات فُهمت بطريقة خاطئة. لافتًا إنّ بعض الأشخاص يحاولون التشهير به وأذيّته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأنّه لو فعلاً اساء الى السعوديّة، لما تمّت دعوته إليها مؤخّراً للمشاركة في إحدى الفعاليّات.
من جهة أخرى، أكّد أنّ هذا الموضوع أزعجه في فترة من الفترات، لأنّ لديه أصدقاء كُثر في السعوديّة وكانوا يعاتبونه على أمور لم يقُلها.
وعن برنامج “هيدا حكي” قال عادل كرم، أنّه أحبّه كثيرًا وأزعجه كثيرًا، فالبرنامج كان يتضمّن فقرات جميلة، لكنّه في الوقت نفسه أزعجه وسبّب له “وجع رأس” لأنه قال يضطر أن يقول في بعض فقراته، أمورًا لا تُشبهه ولا تعبّر عنه، لكنّه مجبر على قولها لأنّه في النهاية مُمثّل ومطلوب منه أن يؤدي دوره باحتراف.
كما أعرب “عادل” عن انزعاجه من الإشاعة التي لاحقته بشكل كبير بأنه ترك ابنه بعد ولادته ولم تكن صحيحة، لافتًا أنّ قلبه أبيض وقرّر أن لا يتعاطى إلّا مع الأشخاص الذين يُشبهونه.
ووافق عادل كرم أنّ هناك “تلوّث معلومات” اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ ومعظمها معلومات خاطئة وأحياناً مؤذية وكاذبة.
وهل يعرف عيوبه، أجاب أنّه بالتّأكيد يعرفها، لكنّه اختار أن لا يتحدّث عنها أمام الكاميرا، مشيرًا إلى أنّ لكلّ إنسان عيوبًا، كاشفًا أنّه عصبيّ وعصبيّته مخيفة حيث يصبح بشعًا، لكنّه مع التقدّم بالعمر أصبح أكثر هدوءًا.
أما أسوأ نسخة من عادل كرم، فقال أنّ هناك عدّة مراحل لا يحبّها في حياته وخصوصاً في العشرينات والثلاثينات والأربعينات، لكنّه تعلّم منها وهو يندم على أمور كثيرة، لكنّه يعتبر أنّها مرّت ولا يفكّر فيها.
ولفت عادل، أنّه تزوّج ثلاث مرّات وإنفصل مرّتين وما تعلّمه من أوّل تجربتين أنّه كان ظالمًا وأنانيًّا في أماكن معينة وكان اختياره خاطئاً والظروف سيّئة، لذلك فهو يلوم نفسه كثيرًا.
كما أشار أنّ لديه إبنه الأكبر “شربل” من الزواج الأوّل وابنته “كيمبرلي” من الزواج الثالث وأكّد أنّ الطلاق يؤثّر في مكان معيّن على الأولاد، لكن والدة إبنه لعبت دورًا كبيرًا في تربيته، كي لا يتأثّر بالطلاق وزوجته الحاليّة تلعب أيضاً دوراً مهماً في ذلك، مشيراً أنّ ابنه ذكيّ وواعي وقلبه طيّب ومُحبّ ووالدته الى جانبه دائمًا.
ولفت عادل، أنّه قرّر الزواج للمرّة الثالثة لأنّه لا يُحبّ أن يعيش بمفرده، كما أنّه أحبّ زوجته الحاليّة “فريدة” ولم يتردّد في قرار الزواج منها ليكمّلا حياتهما معًا. مشيرًا أنّ علاقتهما كانت سلسة وبدأت بصداقة ثم قرّرا الزواج.
أمّا تعريفه للحبّ،فقال: “إنّه حالياً يعيش الحبّ ومكوّناته برأيه، عائلة ومحيط جميلين، مشيرًا إنّ زوجته هي رفيقته وكاتمة سرّه وملهمته وعلاقتهما الجيّدة تنعكس على المنزل بأكمله وأنّ ابنته هي مصدر الفرح والابتسامة في المنزل”.
أمّا أهمّ مكوّنات الزواج السعيد برأيه فهو الاستقرار الماديّ بالدرجة الأولى مؤكّداً انّ النقود أساسيّة وضروريّة وأنّه وزوجته يعملان لتأمين متطلّبات الحياة، إضافة الى الصداقة التي تجمع الزوجين. لافتًا إنّ زوجته هي حبيبته التي يُريد أنّ يقضي العمر معها.
وردًّا على السؤال الافتراضيّ، ما هو الدرس الذي يعلّمه لكلّ طفل في العالم أجاب “كرم”: “الاحترام لأنّه أساس كل شيء في الحياة”.
ورداً على سؤال، إذا كانت قصّة حياته فيلمًا ماذا سيكون عنوانه، أجاب: “رحلة أسد” بناء على نصيحة صديقه .
أمّا أكثر شيء يُخيفه في الحياة، فأجاب : مستقبل أولاده، فهو يخاف عليهما كثيرًا خصوصًا أنّ لبنان لم يعد لأولادنا برأيه.
وقال “عادل” أنّه لا يتذكّر أكثر كلام جارح قاله له أحدهم، لافتًا أنّه لا يقف عند الكلام الجارح وينساه.
وفي جوابه على السؤال، ماذا يعني لك لبنان؟ أجاب: “لبنان بلدي الذي اشتاق إليه دائماً لأنّه تغيّر كثيرًا” ووافق على فرضيّة أن يترك لبنان ليعيش في دولة أخرى من أجل مستقبل اولاده.
ووصف عادل كرم علاقته بأولاده بأنّها رائعة وهما فلذتا كبده، يحبهما كثيرًا، رغم أنّه أحيانًا يلوم نفسه أنّه أنجبهما في المكان الخاطىء.
وإذا كان بإمكانه أن يكتب رسالة ووالده يقرأها قال إنه سيكتب له: “رحلت باكرًا لكن من الجيّد أنّك رحلت لأنّ لبنان وخصوصاً الأشرفيّة حيث كنت تعيش وبيروت التي تعرفها لم تعد كما كانت، لذلك كنت ستحزن كثيرًا عندما تراهما الآن ، كما يكتب له أنّه وأشقّائه بخير وإنّ أولادهم يكبرون ويا ليتك كنت على قيد الحياة ليتعرّفوا إليك، لكن إبقَ حيث أنت “لاحقين يشوفوك”.
وإذا رأى والدته مجدّدًا، أجاب “عادل” أنّه سيقول لها:” اشتقت لك وأحبّك كثيراً وانتظريني، فأنا قادم إليك يوماً ما”.
وهل يشعر انّ هناك أشخاصًا سيفرحون لو توفيّ؟ قال “كرم”:”ليس من المفترض ذلك، لأنّني لم أؤذِ أحداً لدرجة أن يفرح عندما أموت”.
تابعوا قناة bisara7a.com على الواتساب لتصلكم اخبار النجوم والمشاهير العرب والعالميين. اضغط هنا
وكيف يتمنّى أن يتذّكره الناس بعد رحيله ،أجاب:” أن يضحكوا ويقولوا أنّني في يوم من الأيّام قدّمت لهم شيئًا جميلًا وتركت بصمة إيجابيّة في حياتهم”.
وماذا يقول قلب عادل لـ عادل أجاب :” يا ليتك كنت كذلك منذ ثلاثين عامًا”، مشيرًا إلى أنّه حاليًا إنسان سعيد، لكنّه أضاع وقته في السّابق، لافتًا أنّه شعر بأنّه أصبح إنسانًا سعيدًا بعد أن أتمّ الخمسين من عمره، إذ أيقن أنّه يجب أن يكون سعيدًا في حياته ووصل لفلسفة في الحياة أنً الدّنيا جميلة ويجب أن نكسبها، لأنّ مشوار الحياة سريع وليس هناك شيء يستحقّ الحزن أو الحروب أو النزاعات.
وردًّا على السؤال الأخير “عادل في كلمة” ليردّ “عادل كرم”.