سؤال غريب وجواب اغرب

في احد ايام الشتاء كنا نجتمع مع بعض الاصدقاء،
نتابع البرامج والافكار التي تعرض على شاشات التلفزيون لمناسبة عيد العشاق.
فجأة وبدون مقدمات سألني احدهم سؤالا
لم يخطر في بالي ان اجيب عليه،
سؤال حائر بكل التلهف والشوق لمعرفة الجواب الشافي.
سألوني: ما هو الحب؟
للوهلة الاولى كان السؤال بمثابة صدمة،
لم اكن اتوقع في يوم من الايام ان اقف موقف المجيب على سؤال
فيه كل معاني الماضي والحاضر والمستقبل.
بماذا اجيب؟ لا احب الاجابات الكلاسيكية
انا التي يقولون عني اني هجومية الطباع والمواقف..
احترت في امري، وبعجلة وإلحاح من السائل أجبته بكلمة
لا اعرف كيف خرجت من فمي ولم اكن اتوقع ان تصدر مني:
“الحب يساوي العالم”
وبالرغم من دهشة الحاضرين قلت لهم:
اعرفوا المزيد وانتظروا الجواب بكلمة مفصلة في عيد الحب
مكتوبة بحبر احلامي وممهورة بختم آمالي.
الله هو الحب…
فهو الذي احب شعبه وبشريته وفدى نفسه
عنهم جميعاً بقدر ما أحبهم.
الحب والعالم صنوان لا يختلفان.
العالم واسع الارجاء والمدى،
والحب واسع التفسيرات والصدى…
عندما يطرق الباب لا تعرف من اين أتى
ولا إلى أين يأخذك معه..
تسير وراءه كطير يتخبط في آماله،
يحلق في السماء ليصل الى بر الامان..
الحب هو الحرية، انه الطير الذي كسر قضبان قفصه
بجناحيه ليحلق في فضاء الحلم والحقيقة..
الحب هو الامل… الأمل بغد يحمل السلام الآتي
عبر الساعات والأيام والليالي الطوال…
عندما يسهر الانسان مع آماله في بعض الاحيان
يغسل بدموعه اوساخ ضميره..
فيأتي الحب ليحلق به في عالم غريب…
لا يدركه الا في واقعه الخاص فقط..
لأن الذي يحب يبني صرحا كبيرا يعيش فيه في عالمه الخاص.
الحب هو التضحية..
يعني ان يفني الانسان نفسه في سبيل مَن يحب…
وما اجمل ان نعطي الحب للذي لا يملك ولا يعرف الحب…
تفسيرات كثيرة أطلقوها على الحب…
ولكنه بقي كالحلم لا يُدرك ولا يفسّر في الواقع..
الحب لا يعترف بالوداع.. لأنه هو اللقاء..
ما اجمل الحب عندما يجعلك تسير بهديه..
ليحقق معك السعادة المنشودة..
ما اعظم الحب عندما يطرق بابك..
يدعوك الى طريق الحق والخير والسلام…
ما اروع الحب عندما يحملك الى آفاق واسعة
من الدموع والابتسام..
عندما نحب نرى كل شيء اصبح جميلا..
نوزع السعادة على كل مَن حولنا لأنها تنبع من داخلنا..
نريد ان تكون ايامنا موسيقى نعزفها على انغام الاحلام..
بالحب نسمو الى الله…
بالحب نرتقي الى السماء…
بالحب نحقق السلام..
يا كل احلامي، يا دنياي الجميلة،
تعالوا نؤيد مَن قال ان الحب يصنع المعجزات..
تعالوا معي الى حيث الجمال..
جمال الروح لا جمال الجسد..
الروح باقية والجسد الى زوال..
وأنت، ايها السائل، هل وصلتك الرسالة؟
احملها معك رسالة سلام وادعُ لي بطول الحب.

الصحافية سوزان عبده معماري

ان مجلّة بصراحة الالكترونية أفسحت بالمجال أمام قرّائها لإرسال مقالاتهم على اختلاف مواضيعها ولغتّها ونشرها والسماح بالتعليق عليها تشجيعاً منها لهؤلاء وايماناً منها بحرّية الرأي والفكر.
الا ان مجلّة بصراحة الالكترونية تحتفظ بحقّها في نشر او عدم نشر اي موضوع لا يستوفي شروط النشر وتشير الى ان كل ما يندرج ضمن “بريد القرّاء ” او mailbox لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة التحرير وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.
لإرسال مقالاتكم ، الرجاء مراسلتنا على mailbox@new2.bisara7a.com

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com