لن نسكت بعد اليوم!

غداً يطل علينا وعلى الناس أجمع عيد الحب . عيد يضفي برونقه و بهجته على الخليقة قاطبة ويلقي بظلاله البهيجة على المحبين وعلى العاشقين . غداً نهرع إلى من نحب حاملين الورد و الهدايا لنقدمها بكل حنان وتؤدى إلى حبيب أو أب أو أخ أو صديق ، نضمه إلى صدرنا ونتبسم له ونبادله المشاعر الصادقة النبيلة . غداً ستضحك الدنيا لنا و ستمد لنا يديها لتعانقنا و تدفأنا بجوار من نحب . غداً سيفرش دربنا بالورود الحمراء و سنتحضر لساعات لنكون على أكمل وجه أمام مرئى الحبيب. غداً ننتظره بفارغ الشوق أما لآخرين فسيكون نار تحرق فؤادهم . فكما نتحضر نحن لهذا اللقاء هناك أناس يتحضرون للقاء من نوع اخر . متسلحين بالورود الحمراء ، متشحين بالسواد، مثقلين بالأحزان، محروقين من شدة اللوعة ، مهدودين من كثرة النحيب ، ممزقين من فقدان الحبيب !
غداً ستذهب عائلتك إلى قبرك يا رامي لتحتفل معك بعيد حزين ، عيد ينقصه العزيز الغالي، عيد مستوحش غريب ، عيد فقد بهجته مذ رحلت يا رامي ، عيد لديهم فيه موعد مع البكاء والعويل ،عيد لم يتبقى لهم فيه منك سوى ذكرى، عيد ألقى بظلاله القاتمة عليهم ، عيد بارد أليم . عيد بدل من أن تعانقك فيه والدتك وتطرب مسمعك بكلمة حبيبي يا ولدي ، تنظر بحسرة إلى صورتك المبتسمة المعلقة على باب القبر وتناشدك بصمت والعبرات تنهمر بغزارة من مقلتيها وتتضرع إلى الله أن يرأف بحالها وان يعيدك لها ، عيد لا تنفك تطالبك فيه بالرجوع إليها . عيد اشتاقت فيه أن تقول لك يا حبيبي أو يا تقبرني يا عيون الماما … عيد سيكون من أصعب ما مر عليها لانك كنت دوماً السباق لمعايدتها وللتمني لها بدوام الحب والحنية والصحة . عيد بأية حال سيأتي هذا العيد عليها ؟
هكذا سيكون عيدنا نحن أيضاً بدونك يا رامي ، عيد بدل من أن تفرحنا فيه الورود الحمراء إذ بها تخنقنا كونها تذكرنا بدمك الطاهر الذي أهراق في مصر من قبل سائق أرعن وطائش، إنسان معدوم من المشاعر، حيوان مستهتر وقاتل ، مجرم وسكير متخف بثوب متدين مسالم .
صدقني يا كشري أنه مهما وصفناك ومهما الحقنا بك من نعوت حيوانية ، فهو قليل بشأنك لا بل نكون قد ظلمنا الحيوانات إذ إن البعض منها يتمتع بمشاعر أما أنت فحالة ميئوس منها إذ لا أعلم لأي فصيلة تنتمي ؟
لا أعلم يا وجه النحس بأي عين ستأتي إلى بلد بات شعبه يحتقرك و لا يطيق أن يرى منظرك المقرف أمامه ؟
لا أعلم من أين تأتيك الجرأة أن تقف أمام شعب احتضنك وانت غدرت بابنه في أول سانحة؟
لا أعلم كيف ستواجه جمهورا يشمئز من رؤياك و عدا ذلك هو حانق من كذبك ومن الاعيب عائلتلك الدنيئة ؟
لا أعلم كيف تطل على شعب أنت كنت السبب الرئيسي في مقتل ابنه والأفظع من ذلك أنك وبكل وقاحة اتهمته بكل ما حدث ؟
لا أعلم ماذا تتوقع من اللبنانيين عندما ستقف أمامهم لتغني لرامي ،وهم للان لا يعلمون كيف مات فقيدهم الغالي ؟
لا أعلم إن كنت تظن نفسك أذكى من باقي البشر وانه باستطاعتك أن تضحك علينا كما ضحكت على رامي من قبل ؟
لا أعلم كيف سيطاوعك ضميرك أن تدوس أرض لبنان وتذهب إلى حفلة لتغني، وقبر من قتلت لم ينضب بعد ألماء من حواليه من كثرة ما بكينا ؟
لا أعلم ما هو شعورك عندما ستعتلي خشبة المسرح الذي سيذكرك برامي؟
استمثل علينا البكاء من شدة التأثر ؟ أم الانهيار ؟ ( الحمد لله أنه لدينا بارات ومراقص ليلية لمعالجتك إن ادعيت المرض بعد البرايم )
لا أعلم ماذا سيكون حساب الرب لك يا من لا يعرف الرب وليس له أي ضمير أو وعي ديني ؟
أولست خائفاً منا ومن ردة فعلنا عندما سيطل وجهك الشيطاني أمام ناظرينا؟
أتعلم شيئا نحن يا عزيزي بإنتظارك على أحر من الجمر وكما حاولت رولى جاهدة أن تأتي بك وتجعل من قدومك مفاجأة ، نحن أيضا يا عزيزي لدينا مفاجأة لك و لن نعلمك بها إلا في أوانها …
أريد أن أرى ردة فعلك عندما ستواجه جمهور يتوعدك بليلة لن تنساها في عمرك هذا إن رحموك!!
أما أنت يا رولى ، مجرد كم كلمة إذ لا تستحقين أن نتوقف عندك فالحوار شئ أكبر من أن تفهميه ولكننا نقول لك :
اتقي الله يا من ليس في قلبها أية مشاعر إنسانية أو حنية .
رامي ابن لبنان ، ابن بلدك ، رامي هو من سكن في اكاديميتك طيلة 4 أشهر ، هو من أطرب الملايين وهو نفسه من بكاه ولا زال يبكيه الملايين .
رامي هو هذا المرنم في مذبح الله الذي مازال صدى صوته يضج في كافة أرجاء الكنيسة التي تفتقده في كل صلاة .
طبعا كيف لك أن تعرفي رامي يا من هي نقيضه في كل شئ ، فرامي لم يكن أبدا انتهازيا مثلك ، رامي جمع الملايين بتواضعه وصدقه وايمانه أما أنت فجمعتهم من خلال الضحك عليهم وابتزازهم والنصب عليهم .
ليس هذا فحسب لا بل تجرأت ودعيت قاتل إلى أرضنا دون استشارة المعنيين في الموضوع مباشرة (أي طنط كوليت وناجي وشادي ) مدعية أنك مصلحة اجتماعية !!
يا للمدعية الغشيمة !! إن كنت تظنين بأن لعبتك مسترة للاسف لقد فضحناك ولن نقبل هكذا تصرف منك أو من سواك بعد الان.
من اليوم و صاعدا لن نسكت عن هكذا تجاوزات. لن نسمح لك بأن تدوسي على رامي وحرمة قبره وتأتي لنا بقاتله.
لن نسمح لك بأن تستخفي بمشاعرنا ومشاعر عائلة ذاقت من المر ما يكفيها لتئن مدى الحياة .
لن نسمح لك أن تدنسي ذكر (اسم ) رامي و ذكراه .
لن نسمح لك أن تتلاعبي بنا و بأحاسيسنا مجددا ، كما أننا لن نسكت عن دعوتك لوجه النحس كوشري ، و نعدك بأننا سنحارب هذا القرار الجائر بكل ما أوتينا به من قوة نستمدها من رامي وسنجابهك أنت وهذا الصعلوك وسنريكم من هم محبي رامي .
نامي اليوم مطمئنة يا رولى لأن الغد القادم سيحمل في طياته الكثير من المفاجأت.

يا محبي رامي الغالي ، غدا عيد الحب ، فماذا تنتظرون بعد لتظهروا حبكم ودعمكم لرامي بمقاطعة ستار اكاديمي ثمانية ؟ ماذا تنتظرون لمجابهة الطاغية رولى وخطتها الدنيئة ؟ ماذا تنتظرون لتنتفضوا على الظلم و لتضغطوا على رولى سعد ؟ أنظروا كيف استطاع الشعب المصري انتزاع حريته من براثن الطاغية، أوليس بمقدوركم فعل ذلك ضد رولى من أجل فقيدنا الغالي رامي ؟؟؟

حق رامي

ان مجلّة بصراحة الالكترونية أفسحت بالمجال أمام قرّائها لإرسال مقالاتهم على اختلاف مواضيعها ولغتّها ونشرها والسماح بالتعليق عليها تشجيعاً منها لهؤلاء وايماناً منها بحرّية الرأي والفكر.
الا ان مجلّة بصراحة الالكترونية تحتفظ بحقّها في نشر او عدم نشر اي موضوع لا يستوفي شروط النشر وتشير الى ان كل ما يندرج ضمن “بريد القرّاء ” او mailbox لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة التحرير وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.
لإرسال مقالاتكم ، الرجاء مراسلتنا على mailbox@new2.bisara7a.com