رأي خاص- ماغي بو غصن تفوز بالسباق الرمضاني برتبة ابداع شاء من شاء وابى من ابى
“بوناسيرا
وراء كل امرأة ناجحة نفسُها
مساء الخير يا وجّ الخير
يا احلا شي صار بالحياة
ايه انتِ
انتِ أحلا شي صار بالحياة
لأ إنتِ الحياة كلها
شاء من شاء و أبى من أبى”
اسمحوا لي أن استعير كلمات يسار التي إنتزعتها الممثلة المبدعة ماغي بو غصن عن ورق الكاتبة ندين جابر فرمتها أمام أعيننا حياةً على شاشة جعلتنا تنسمّر أمامها ثلاثين يوماً بترقّب وشوق، بل جعلت ماغي من نفسها إلهاماً ووحياً رافق المشاهدين طيلة شهر رمضان المبارك.
اسمحوا لي أن استعير تعابير يسار فأرميها في ملعبها، هي التي تستحق تلك الأوصاف، شاء من شاء و أبى من أبى…
ماغي بو غصن المرأة التي وقفت خلف نجاح الممثلة الأم والزوجة هي واحدة من أبرز نجمات الشاشة في لبنان الوطن العربي، حيث أثبتت نفسها بأدوارها المتميّزة والمتنوعة في عدة أعمال درامية.
تميّزت ماغي بقدرتها على تقديم شخصيّات معقّدة ومتنوّعة واستطاعت أن تلعب أدواراً تتراوح بين الدراما والكوميديا والرومانسية ببراعة وإتقان حيث لاقت تلك الأدوار استحساناً كبيراً من قِبل الجمهور والنقاد على حد سواء، فلم يقتصر نجاحها على الشاشة الصغيرة والكبيرة فحسب، بل شاركت أيضاً في عدة مشاريع خيرية وتوعية ابرزها تلك التي تعنى بحماية الاطفال.
تتميّز ماغي بحضور قوي وشخصية فنية متوهّجة، ما يجعلها واحدة من أهم الممثلات في الوطن العربي بفضل موهبتها وتفانيها واجتهادها في عملها، فكانت مثالاً يحتذى به لكل من اراد ان يصل و ينجح لتؤكّد للجميع انها لم تتفوّق عن عبث انما بفضل عملها الدؤوب وايمانها بموهبتها واصرارها على تطويرها.
تطلّ ماغي هذه السنة على الجمهور العربي من خلال مسلسل “ع أمل” حيث تؤدّي دور يسار المرأة القوية والمستقلة التي تواجه تحدّيات الحياة بشجاعة وإصرار بعد معاناة ٢٤ عاماً في مواجهة ماضيها المظلم والقاسي بعد ان تعرضت سهاد حلم للقتل من قِبل شقيقها سيف المتخلّف الذي رماها بالرصاص بعدما شوه وجهها ثم رماها بالنهر فانقذها الطبيب سركيس وزوجته فخضعت لعمليات جراحية ترميمية واكملت تعليمها الجامعي واصبحت اعلامية شهيرة تناضل في سبيل حقوق المرأة بعدما انجبت ابنة كانت داخل احشائها خلال محاولة قتلها وهجرت ابنة اخرى بقيت رهينة لدى والدها الظالم في القرية .
نجحت ماغي في تقديم شخصية متعدّدة الأبعاد وغنية بالعواطف والمشاعر المتأرجحة بين الغضب والنقمة والرغبة المفرطة في الانتصار لحرية وكرامة كل امرأة مظلومة ومغلوب على امرها. تمكّنت ماغي من التعبير عن مشاعر الحب والفقدان والأمل بطريقة مؤثّرة ومقنعة، ما جعل الجمهور يتفاعل معها بشكل كبير ويتعاطف مع قضيتها المحِقّة.
استطاعت ماغي بو غصن أن تجسّد صورة المرأة القويّة التي تواجه التحدّيات بكل شجاعة، وفي نفس الوقت تبقى حسّاسة ورقيقة ومتأثرة بالأحداث من حولها. كما نجحت في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية والإنسانية من خلال دورها كإعلامية مؤثّرة تحترم هواءها وتقدّسه، ما أضفى على المسلسل عمقاً وروحاً إنسانية.
كإعلامية مشهورة عربياً تدافع يسار عن المرأة وقضاياها في مسلسل “ع أمل” الذي كان له التأثير الكبير والإيجابي على الجمهور، حيث قدّمت ماغي في هذا الدور أداءً مميزًا يُبرز قوة وإصرار الشخصية التي تجسّدها.
بصفتها إعلامية، كانت ماغي امينة لصوت النساء المعنّفات والمظلومات ومنصّة لتسليط الضوء على القضايا التي تهمّهن. من خلال دورها، نجحت ماغي في تقديم صورة واقعيّة ومؤثرة لمعاناة المرأة في مجتمعاتنا العربية.
أداء ماغي لهذا الدور كان مفعماً بالعمق والطبقات والابعاد الدرامية ، حيث استطاعت أن تظهر تنوّع المشاعر التي تتورّط بها شخصيّتها.
من خلال تعبيراتها الجسدية ، نجحت ماغي في إيصال رسالتها بحزم وصدق، ما جعل الجمهور يتفاعل معها ويشعر بالتأثر والتأمل في القضايا التي يتناولها المسلسل.
جسّدت ماغي قوة المرأة وقدرتها على التحدّي والمقاومة والصمود في وجه الظروف الصعبة وكانت نموذجاً يحتذى به للنساء اللواتي يسعين لتحقيق المساواة والعدالة في مجتمعاتهن.
باختصار، أداء ماغي بو غصن في دور الإعلامية يسار الناشطة والمدافعة عن حقوق المرأة في مسلسل “ع أمل” كان استثنائيًا، حيث استطاعت من خلاله أن تلعب دوراً مؤثراً وملهماً يجسّد قوة وإرادة المرأة العربية في تغيير واقعها الصعب مهما بدا مستحيلاً.
قدّمت ماغي أداءً مذهلاً نقل الجمهور إلى عالم الدراما والتشويق فبرزت هذه السنة ثنائيتها الرائعة مع ماريلين نعمان الشابة اللبنانية الرائعة صاحبة الموهبة الفذة الحاضرة للتألق والنجاح، فمن خلال دور “فرح” إبنة “يسار”، الفتاة الطموحة التي تحب الحياة والمليئة بالحماس والعفوية، شكّلت الفنانتَين ثنائية رائعة فكان واضحاً من خلال أدائهما التناغم والكاريزما العالية التي جمعتهما، ما أضفى على العمل الكثير من الواقعية والعفوية كما جاذبية خاصة وشعبية كبيرة.
تفاعلت ماغي بو غصن ببراعة مع باقي أفراد الطاقم التمثيلي المبهر، ما ساهم في بناء علاقات شخصية قوية ومصداقية لافتة داخل العمل، ما أثر إيجاباً على جودة الأداء العام للمسلسل.
كان هذا العمل بمثابة تحدّي جديد لماغي بو غصن، فبعد نجاح منقطع النظير عاشته لثلاث سنوات متتالية من خلال شخصيّة “سحر” في مسلسل “للموت”، كان الرهان الأقوى في “ع أمل” ان كانت ماغي ستتمكن من الخروج من عبائة سحر فتنجح في تغيير جلدها وهل ستكرّر النجاح نفسه الذي تذوقته بجرعات زائدة في “للموت”؟ ففاجأت ماغي الجميع جمهوراً ونقّاداً وفازت بالرهان بعدما سمحت لسحر ان تتنحى جانباً وتترك ساحة النجاح ليسار وهذا يعتبر بحدّ ذاته انجازاً .
يمكننا القول أن من بعد عرض مسلسل”ع أمل” ومع الكم الهائل من التفاعل الايجابي و المتابعة غير المسبوقة، نالت ماغي بو غصن إشادة واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء، وأثبتت مرة أخرى موهبتها الفنية الاستثنائية وقدرتها على تقديم أداء متميز في الدراما العربية.
مبروك ماغي بو غصن هذا النجاح المدوي والمستَحق على أمل ان نلتقي العام المقبل في عمل فني ابداعي جديد لشركة ايغل فيلمز الرائدة التي نقلت الانتاج الدرامي الى مكان مختلف حدوده السماء والاحلام الممتعة.