نادين لبكي ترفع اسم لبنان مجدّدا في فيلم “رصاصة طايشة”…ونعلن ثورة السينما اللبنانيّة

المعروف عن اللبنانيّ أنّه يحبّ الحياة، ودائما في بحث عن ثقب أمل، وعن فسحة نور وفرج. ولذلك وبالرغم من الأوضاع الأمنيّة غير المستقرّة في هذا الوطن، يتّم حالياً عرض فيلم “رصاصة طايشة” للمخرج “جورج الهاشم” وكل من المبدعة “نادين لبكي”، المبدع ” بديع ابو شقرا” ، الممثل النجم “نزيه يوسف”، الممثلات “تقلا شمعون” ، “هند طاهر” و”باتريسيا نمّور” اضافة الى كوكبة من النجوم في عالم التمثيل.

الفيلم حاز على عدد كبير من الجوائز في مختلف المهرجانات العربيّة والدوليّة التي شارك فيها. والجميل أنّ الفيلم غير متفلسف، وفي الوقت عينه يحمل في أحداثة أبعادا سياسيّة، اجتماعيّة ثقافيّة عميقة وشديدة الأهميّة. وبساطة القصّة وعدم تحميلها أكثر ممّا تحمل، تشكّل نقطة قوّة الفيلم وتميّزه.

الفيلم باختصار يرينا تغيّرات القيم في الاسر اللبنانيّة بعد الحرب، وأثر هذه الحروب على نفسيّة الرجل والمرأة اللبنانيّة على حدّ سواء. لنرى نادين في دور الشابة التي تحبّ رجلا، بينما تستعدّ للزواج برجل آخر يكبرها سنا، تحت ضغط واحاطة العائلة. كما ونرى تمرّدها في ساعة اتّخاذ القرار و معارضتها لأخيها (النجم بديع ابو شقرا) ولعائلتها ومغادرتها للمنزل، وما يستتبع ذلك من وفاة والدتها الى تشرذم العائلة، حتى تصاب نادين بالجنون وتوضع في مركزّ متخصّص للمعالجة، خاسرة حلمها في الزواج ممّن تحبّ.

وأودّ الثناء على نادين لبكي، فهذه المرأة التي تنبض أنوثة، هي نجمة وراء الكاميرا، كما أمامها. اذ أنّنا عرفناها مخرجة درجة اولى، وصاحبة صورة نظيفة وجذابة، وصاحبة أفكار جديدة و مختلفة. لنراها اليوم، وبعد اكثر من فيلم كـ “البوسطة” و “سكّر بنات”، ممثّلة من الطراز الرفيع، تستحقّ كلّ الثناء والتقدير،، ونجزم أنّها ستحصل على أكثر من جائزة عن دورها في هذا العمل.

وأجمل ما في الفيلم، أنّه يحكي وجعنا، وجع كلّ عائلة لبنانيّة تفكّكت وانهارت بعد الحروب المتتالية على لبنان…والأذكى من ذلك هو المخاطرة في طرحه في مثل هذه الأيّام المتشنّجة سياسيّا، لأنّه يعبّر عن الشعب اللبنانيّ بكل أطيافه، ويرينا بامّ العين نتيجة اي حرب قد نفتعلها على أراضينا…وهو بمثابة “كفّ” لكلّ من يخطّط لينسف مبدأ العيش المشترك، ولكلّ من لا يهاب الحرب.

شكرا للمخرج جورج الهاشم، وشكرا لنادين لبكي ولكلّ من شارك في هذا العمل، لأنّه فعلا نقلة نوعيّة في السينما اللبنانيّة، ولأنّه يعلن بداية انطلاق السينما الحقيقيّة الهادفة الممتعة والمؤثّرة، علّ السينما اللبنانيّة تنافس كلّ ما يقدّم في عالم السينما العربيّة….لأنّه لا ينقصنا لا انتاج ولا مواهب تمثيليّة…بل ينقصنا أن نؤمن بانفسنا أكثر، وأن نقدّم أعمالا ترفع رأس الشعب اللبناني…كما فعل رصاصة طايشة… وآمل أن تكون هذه الرصاصة الطائشة، رصاصة اعلان لبدء الثورة السنمائيّة اللبنانيّة

 

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com