رأي خاص- هذا اسوأ ما في “برنامج عادي” لريما كركي
من المرات النادرة التي اشاهد فيها برنامج منوّعات حواري بهذه السلاسة وهذه العفوية وهذا الهدوء بعيداً عن صخب الحوارات الفضائحية و “نشر الغسيل” والاستفزاز. فبرنامج الاعلامية ريما كركي الجديد وعلى الرغم من اسمه “برنامج عادي” الا انه ليس عادياً ابداً إن اعتبرنا ان “العادي” اليوم او الرائج هو الخارج عن آداب الحوار والمهنية .
اختارت ريما كركي لنفسها معرض مفروشات لتطلّ منه على مشاهديها، وحتى ان اعتبرنا ان المكان هو مجرد اعلان “للغاليري”، فلا شك ان الفكرة “عبقرية” وخارجة عن المألوف، فلا تملّ عين المشاهد من الديكور الجامد والثابت ولا تملّ مقدّمة البرنامج من ادهاشنا بفكرتها الريادية فتسأل نفسك لوهلة “كيف خطرت على بالها هذه الفكرة” و”بأي شجاعة تحلّت حتى تجرّأت على الترويج لانتقالها للعيش في معرض للأثاث حيث خصصت لنفسها سريراً وغرفة جلوس؟ “.
ولكن من يتابع مسيرة هذه الاعلامية “المشاغبة” لا يسبعد عليها شيئاً فهي كانت السباقة دوماً في خلق هوية خاصة بها وتفرّدت دائماً في ابتكار عالم اعلامي يدور في فلكها.
استقبلت ريما كركي حتى اليوم كل من سارة ابي كنعان، رولا بقسماتي، طارق سويد وهذا الاسبوع يورغو شلهوب والقاسم المشترك بينهم كانت الراحة النفسية التي عكستها ريما كركي عليهم ولعلّها من المرّات النادرة التي يكون فيها الضيوف بهذا الهدوء وهذه السكينة والطبيعية ربما لأن مضيفتهم تتقن فعل امتصاص الرهبة والقلق، هي التي تغوص في كيان ضيوفها وتجول في اعماقهم دون اذن او استئذان لأنها المتمرّسة في اختراق الخطوط الحمراء لضيوفها بذكاء ورقي واحترام فلا تحكّم جوعها لاستقطاب الاضواء وتحقيق نسب مشاهدة عالية والشهرة الفارغة على حساب ثوابتها الاعلامية، فتختار ان تتّحد بضيوفها وتعانق انسانيتهم مخلّفة حلقات للأرشيف الذي فاض بانجازاتها التلفزيونية الناجحة.
تابعوا قناة bisara7a.com على الواتساب لتصلكم اخبار النجوم والمشاهير العرب والعالميين. اضغط هنا
لريما كركي اسلوبها الخاص في سبر اغوار ضيوفها، ربما يصحّ ان نطلق عليه اسم “اسلوب الماء”، فهي تتدفق كالماء في مكنوناتهم وتحصل بذكاء على كل الاجابات التي تريدها وقد يبدو البرنامج الذي لا يتخطى النصف ساعة خفيفاً، الا انه الأثقل على الاطلاق، فهو يستدرج الضيوف الى الوقوف امام مرآتهم بكل شفافية ، بدون رتوش او تبريرات مسبقة حيث يتخلّون بملء ارادتهم عن كل دفاعاتهم النفسية ويتجرّدون من كل اقنعتهم البراقة مخلّفين وراءهم في كواليس البرنامج الكثير من المتعة واللحظات الحقيقية.
اسوأ ما في هذا البرنامج هو الثلاثين دقيقة التي تمرّ كلمح البصر. وكنا نتمنى لو انه يطول اكثر ليطال جوانب أخرى من حياة الضيوف النجوم على المستوى الانساني والفكري ولعله طلب بسيط نتمنى ان تأخذه كركي والقيمون على البرنامج بعين الاعتبار، فيفوز المشاهدون بساعة حوارية ممتعة “غير عادية” في “برنامج عادي”.
منتج منفّذ للبرنامج ايلي عرموني واشراف عام ندى مخزوم واشرف على الانتاج ايلي خبسي ومنتج ماريا خبسي واخراج جان بيار عبدايم