رأي- ثقافة جنسية مطلوب معرفتها وبرنامج لازم تعرف يضيء عليها، فمن يريد تعتيم عقول الشعوب العربية؟

ابتداءً من منتصف تشرين الثاني بدأت المؤسسة اللبنانية للإرسال lbc بعرض برنامج “لازم تعرف” الذي يُعنى بالثقافة الجنسية وباعطاء ارشادات طبية شاملة وكذلك اعطاء اجابات شافية لأسئلة الجمهور والمشاهدين، البرنامج من تقديم الدكتور لبيب غلمية اخصائي أمراض نسائي وتوليد وساندرين عطالله اخصائية صحة جنسية، يُعرض كل نهار أحد عند الساعة العاشرة مساءً.

البرنامج يقدم للمشاهد ارشادات صحية ونصائح لحياة جنسية أفضل، ويضيء على حالات مرضية، والأهم يقدم معلومات تثقيفية توضح حقيقة بعض الأفكار المغلوطة الراسخة بعقول الناس والمنتشرة بالمجتمع، كما يجيب عن الاسئلة التي تُوجه من المشاهدين عبر البريد الالكتروني وكذلك الحاضرين في الأستديو.

البرنامج يعتمد الاجابة السريعة والخاطفة من قبل مقدمي البرنامج الدكتور غلمية والاخصائية عطالله ليقدما لنا المعلومة بأسلوب مختصر ومفيد وجريء ودقيق فيعلق بذهن المشاهد، وأستطيع ان أؤكد من خلال متابعتي لعدد من حلقات البرنامج ان المعلومات التي قُدمت لغاية الآن هي دقيقة بنسبة 97 بالمئة وتعتمد الثقيف الجنسي بشكلٍ راقٍ دون ابتذال وهذا ما افتقدنا اليه في السابق بمجتمعنا العربي.

افتقارنا إلى الثقافة بشكل عام والثقافة الجنسية بشكل خاص أمرٌ مخجل، ففي مجتمعنا العربي ما زلنا نعتمد أسلوب النعامة التي تخبئ رأسها في الرمل ولو على حساب صحتنا وصحة أطفالنا وسعادتنا ومستقبلنا. الملفت ان هناك افكاراً مغلوطة منتشرة في المجتمع وراسخة بعقول الناس وقد لاحظت ان البرنامج سلط الضوء بشكل كبير عليها لتبيان حقيقتها وبالأرقام، فمثلاً، كان هناك وقفة هذا الأسبوع مع “أساليب منع الحمل والأفكار المنتشرة حولها” وقد أوضح الدكتور غلمية والأخصائية عطالله للمشاهد الكثير الكثير من الأمور التي يتكلم عنها الناس ويعتمدوها كأسلوب حياة وهي خطأ، وانا شخصياً سمعت من بعض الأشخاس أشادة بالبرنامج وبالمعلومات الذي يقدمها واعترافاً منهم بأنه لو توفرت لهم هذه المعلومات من قبل لكانوا وفروا الكثير من الآلام وخاصة تلك الناجمة عن انتقال عدوى عبر العلاقة الجنسية او الحمل عن طريق الخطأ.

الغريب ان هناك اشخاصاً بدأوا يهاجمون البرنامج بحجة انه تخطى حدود الجرأة ليصل إلى درجة الوقاحة، وهذا غير صحيح لأن البرنامج لم يقدم لنا لغاية اليوم أي مادة مبتذلة ولم يعتمد الكلمة البذيئة وخاصة أن المشرف على التدقيق اللغوي بالبرنامج هو الأستاذ “أنطوان كسابيان” والمشهود له بانتقاء الكلمة الأدبية الراقية… فلماذا يهاجمون برنامجاً تثقيفياً نحن بحاجة اليه لتوعية الشعب جنسياً من شر أنفسهم أولاً والمقربين منهم ثانياً أم ان هناك من يريد أن تبقى الظلمة على أعين الشعوب العربية غاضاً الطرف عن كل ما تقدمه الشاشات من برامج سوقية غير مهذبة لا تساهم سوى بإنحدار مستوى الأخلاق فهل هذا ما نريد ان ينشأ عليه اولادنا؟