نقد- ممنوع على مايك فغالي أن يمسّ بالجسم الصحافي… وبرنامج “كلام هونيك ناس” دون مستوى برامج محطة او تي في
شاهدت منذ ايام، بالصدفة، برنامجا بعنوان “كلام هونيك ناس”، تقديم “زياد سحّاب” و “ايزابيل سحّاب”، على شاشة “او تي في” اللبنانيّة، وشعرت بالحزن، كما بالاستغراب الشديد، لموافقة ادارة المحطة التي تعرض على شاشتها برامج جميلة ك “خدني معك”، و “لألأة”، و “الحق يقال”، و “ع نار لطيفة” و “ميكروسكوب” وغيرها، على عرض برنامج سطحي، لا فائدة منه، ودون المستوى ان من ناحية التقديم أو الاعداد أو التنفيذ النّهائي!
أوّلا، عندما تشاهد البرنامج، تلاحظ ضياعا تامّا بين المقدّمة والمقدّم، اذ أنّهما “يتعازمان” على من يطرح السؤال ومن قبل من، هذا عدا عن اللغة الركيكة والأخطاء “اللي بالجملة” التي ترتكب، في حلقة لا تبثّ على الهواء مباشرة، بل هي حلقة مصّورة وممنتجة ومطلع عليها بشكلها النّهائي قبل بثّها!
ثانيا، عذرا أستاذ زياد سحاب، ولكنّني لا أعرفك، بما أنّك مبتدىء، ولكنّ أسلوبك في الكلام مستفزّ وغير صالح أبدا للعمل التلفزيوني…بالله عليكم فلتشاهدوا حلقة من الحلقات، ولتعطونا رأيكم، فهو يتكلّم باسترخاء تامّ، “راخيا حنكه”، وكأنه تناول مهدّئا للأعصاب، أو مادة ما تجعله بهذه “الرخاوة” ان في كلامه أو حتى طريقة جلوسه على الهواء. هذا عدا عن المصيبة الكبرى، وهي التدخين بشكل متواصل طوال عرض الحلقة، وكأنّه لا يوجد آدبيّات للظهور التلفزيونيّ، ولا احتراما للمشاهد.
ثالثا، أراد الأخ زيّاد أن يضع كلمة “مختار” في الجمع فقال “مخاترة”، ليقوم ضيفه في الحلقة التي شاهدتها، مايك فغالي، بتصحيح الكلمة الى “مخاتير”. هذا عدا عن استخدام الكلمات التي لا تصلح لاستعمالها في برنامج، بل في حانة على الأكثر.
أمّا المصيبة الأخرى، فهي كلمة قالها الأستاذ “مايك فغالي” في سياق الحوار، قصدها أم لم يقصدها، غير مقبولة بتاتا. ففي حين كان يستفيض في التعبير عن آرائه، التي أحترمها، قال أنّه يحبّ الجنرال “ميشال عون” وكلّ من استلم مركزا عسكريّا، لأنّه يحبّ أن يكون السياسيّ رجل كلمة، قويّ العزيمة، وله هيبة وقدرة تليقان بمكانته. الى هنا لا شيء، ولكنّه، وللأسف، تابع قائلا:” كما فعل الجنرال، عندما وصل الى المطار، ونهر الصحافيّين”!ا
وهنا الفاجعة، لأنّه وكما يبدو مؤخرا، أنّ الصحافي بات “ملطشة” لمن ليس لديه ما يقوله ويفعله…والاستشهاد بموقف بدر عن الجنرال، وتم لومه عليه في حينها، من أقرب المقرّبين للجنرال، أمر خاطئ. ولا يحقّ للأستاذ مايك أن يعتبر أنّ الخطأ الذي ارتكبه الجنرال سابقا، وتراجع عنه بودّ، أمر مقبول وجميل ويدلّ على قدرة وقوّة. أو لم يسمع الأستاذ مايك بما يجري اليوم مع ملحم زين جرّاء تعرّضه للزميل الدكتور “جمال فيّاض”؟ أم أنّه لا يدرك من هم الصحافيّون، ولا يعلم أنّنا السلطة الرابعة، وأنّنا صورة المجتمع، و لسان الوطن؟!ا
من غير المسموح، من اليوم، أن يتمّ الاعتداء علينا، لا كلاما ولا فعلا، ومن غير المقبول أن نعتبر اهانة بعضنا البعض قوّة، ومن المرفوض قطعا أن يقل ما قاله مايك في اطلالته الأخيرة. أمّا فيما يخصّ البرنامج، فأجدد أسفي، لأنّ محطة ال “او تي في”، باتت اليوم، من أهمّ المحطات اللبنانيّة، ولا يجوز أن تمرّ على شاشتها، برامجا لا قيمة لها فنياً واجتماعياً.