بعد الهدوء تأتي العاصفة… وعاصفة زياد بطرس لا ترحم، في الفنّ كما في المواقف الوطنية
مثل العاصفة هبّ نشيد المؤلف والملحّن الموسيقي زياد بطرس “كالعاصفة” على الأغنيات الوطنيّة الداعمة لفلسطين، مُحدثًا زوبعة من التعليقات المشيدة بهذا العمل الغنائي المتقن الذي أجاد لغة تصوير المشهد الفلسطيني بالكلمة التي تصيب هدفها، واللحن الذي يشحنها بالعنفوان والإباء والاستبسال في مواجهة العدو وسحقه. والأغنية التي طرحها بطرس عبر حسابه على انستغرام، هي من كلمات فادي الراعي، ومن ألحانه، وتوزيع جورج قسيس، فيما تولّى إنشادها كورس غنائي، على الرغم من ان متابعي الملحن اللبناني تساءلوا عن سبب استبعاد شقيقته الفنانة جوليا بطرس عن نقل الرسالة بصوتها المقاوم، معبرّين عن تمنياتهم لو يعود بطرس فيسند الأغنية الهادفة إلى شقيقته المطربة. استمعوا الى الأغنية
وعلى وقع مشاهد كاريكاتورية سيطر عليها العلم الفلسطيني بألوانه الأربعة، مرفرفًا فوق انتصارات أطفال ونساء ورجال حاربوا من أجل قضيتهم بالسواعد والحجارة والكوفية والمظاهرات والإيمان باستعادة الأرض وكرامة الشعب، بالغضب أحيانًا وبالابتسامة الصامدة أحيانًا كثيرة، توالت كلمات الأغنية بلحنها الذي يثير في النفوس الاندفاع الى المقاومة بتهديد يكشف عن النوايا الراقدة في الأعماق والمترقبة هبوب العاصفة التي ستطيح بالعدوّ أينما كان. يقول مطلع الأغنية: “كالعاصفة سوف أقضي عليك، أينما كنت آتي إليك، غضب أزلي في عيني غاب ساعة إشراقي، إيماني دومًا في قلبي نبضٌ يكتنز أعماقي، انا أرضي وكرامة شعبي أوسمة حول أعناقي.”
تجدر الإشارة الى أنّ زياد من المناصرين الوفيّين لقضية الشعب الفلسطيني، وقد حرص على الوقوف الى جانب أبناء غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية عليها، صامدًا في وجه العنف الذي يتعرضون له مجزّئًا تفاصيله ويومياته في منشورات يستعرضها عبر مواقعه الرسمية، ناقلاً مشهدًا دمويًّا من هنا، ومعلّقًا على انتهاك أرض واستباحة أجساد بريئة من هناك، مطالبًا بالحقّ والعدالة البشرية التي أسقطها جشع الحكّام وتغليب مصالح دولهم وحكوماتهم على مصلحة أرض مقدسة ستعجز أقدام العدو عن تدنيسها حتى لو وطأتها بسلاح الغدر والخيانة.