خاص – جورج خبّاز لبصراحة : إنو ما حدا إختار لا دينه ولا لونه ولا إسمه ولا طائفته فعلى شو منضل مختلفين ما بعرف
ممثل درجة أولى دخل إلى كل قلب في كل دورٍ جسده فبرع في الكوميديا و في الدراما ، كاتب أبدع في كتابة أروع القصص و نقل أجمل الرسائل في اعماله فأوصلها إلى كل بيت، مخرج يدقق في كل مشهد وكل حركة لتصل إلى المشاهد كما لو أنه يشهدها مباشرةً…
هو الممثل الجدّي الذي لا يقبل بتقديم انصاف الاعمال على مسرحه فيتحدّى نفسه ويتفوّق عليها في معظم الاحيان حتى تكاد مسرحياته تتحوّل الى عملية حسم “إما قاتل او مقتول” وفي نهاية كل عمل مسرحي او تلفزيوني يخرج جورج خباز منتصراً على نفسه ويحصد اعجاب وثناء وتقدير الجمهور التي بات على موعد معه كل عام.
بإختصار إن فنان شامل لا بل مبدع شامل يثبت نجاحه في كل عمل يقدمه … إنه جورج خباز الذي التقيته بعد إنتهاء “إلى يارا” وبدء عرض مسرحيته الجديدة ” مطلوب” فكان معه هذا الحوار المميز …
بصراحة: نلتقيك اليوم بعد مرور أسبوع على إفتتاح عملك المسرحي الجديد “مطلوب”. فكيف كانت الإفتتاحية وما الأصداء التي تلقيتها لحد اليوم حول العمل؟
جورج: في البداية أنا لا أقوم بإفتتاحية رسمية للعمل “بس تما يفكروا الصحافة أنناً قمنا بإفتتاحية وما عزمناهم !” أنا افتتح عملي بطريقة عادية أما أهل الصحافة فادعوهم توالياً واضعهم بين الناس لكي يلمسوا ردة فعل الناس بمختلف مستوياتهم الفكرية والثقافية والعمرية…وبالعودة إلى إفتتاحية العمل المسرحي فقد كانت ليلة الإفتتاح جميلة جداً، فأولاً على صعيد الإقبال،كان الإقبال رائعاً كالعادة الحمد لله، وعلى صعيد التفاعل كان التفاعل “بياخد العقل” وأكثر مما توقعنا كفريق عمل!لذا أنا سعيد جداً بهذه المسرحية…
بصراحة: أخبرنا قليلاً عن هذه المسرحية ما الجديد فيها؟ وما الذي سيميزها عن أعمالك المسرحية الخمس السابقة؟
جورج: أولاً هذه المسرحية فيها شيء جديد ليس فقط على صعيد مسرح جورج خباز انما فيها شيء جديد على صعيد المسرح الكوميدي في لبنان بشكل عام ! لأنها تحتوي على عدة أنواع من المسرح إذ فيها كوميديا الموقف إلى جانب كوميديا الكلمة، وكوميديا النقد، وكوميديا المهزلة، وكوميديا الحركة، اضافةً إلى الدراما والميلودراما والكلاسيك…
إذاً هناك عدة أنواع مسرح داخل عمل مسرحي واحد، وما من نوع تشعرين بأنه parachuté ، كلو جايي بمحله! لذلك ستجدين أن في هذه المسرحية نقلة نوعية من حيث الشكل ومن حيث المضمون في آن.
فمن حيث الشكل، الديكور أكثر ضخامة هذا العام وحقيقي أكثر، كما أن الإضاءة والصوت والملابس قد تطوروا أكثر، وفي الموسيقى لأول مرة نعزف كل القطع الموسيقية على الات حية! كنا في السابق نستعين بالكمبيوتر أو بأصوات وهمية ومزيفة، ولكن في هذا العمل فقد حضر الموسيقيون إلى الاستوديو وسجلوا المقطوعات الموسيقية على الات حية ! وقد كلفت الموسيقى والديكور الكثير!
هذا من حيث الشكل، أما من حيث المضمون، فالمسرحية فيها مضمون قاس جداً وسياسي “ولكنه سياسي إقليمي لا يدخل بزواريب السياسة اللبنانية الضيقة والبلا طعمة !” وتتكلم المسرحية عن الخلاف السياسي الحاصل في العالم ما بين الإرهاب واللا إرهاب، و في الوقت نفسه تتكلم عن مسألة الهجرة وخاصةً هجرة الأدمغة، إضافة الى الأقنعة التي يضعها الناس وبخاصةً اللبنانيون! كما أنها تتحدث عن مسألة تقبل الأخر” إنو ما حدا إختار لا دينه ولا لونه ولا إسمه ولا طائفته فعلى شو منضل مختلفين ما بعرف !!!”
إذاً المسرحية تحتوي على عدة رسائل تصل إلى الجمهور بشكل إنسيابي من خلال قصة بعض الاشخاص الذين يسعون للحصول على فيزا من السفارة النيرونية وبالمقابل هناك منظمة تخطط لخطف السفارة وتفجيرها !
بصراحة: في مسرحك هناك دائماً ابطال ثابتون واخرين يتغيرون كل عام، فما العامل الأساسي وراء اختيارك الكاستينغ المناسب؟!
جورج: بالنسبة لي كل الذين في المسرح معي ثابتون حتى وان تغيروا! إذ أنهم ثابتون في المحبة والتواصل لان احد لم يغادر المسرح على خلاف معي الحمدالله ! أسباب المغادرة تكون إما عملية، إما بسبب ضيق الوقت، إما بسبب ارتباطهم بعمل ثاني، ولكن كلهم ثابتون وكلهم افتخر أني تعاملت معهم…وهناك أشخاص مستمرون معنا كل عام وأوجه لهم تحية كبيرة لأنهم اصبحوا فعلاً ركناً أساسياً من أركان مسرحي…
بصراحة: نلاحظ هذا العام وجود وجوه جديدة – قديمة في هذه المسرحية كطلال الجردي الذي كان بطل عملك المسرحي الأول “مصيبة جديدة” وغاب خمس سنوات عن مسرحك ليعود إليه اليوم، كما هناك وجوه جديدة كسينتيا كرم التي تقف بطلة على مسرحك للمرة الأولى…
جورج: صحيح هناك وجوه جديدة- قديمة هذا العام كطلال الجردي، فطلال زميل قديم وبعد مسرحية “مصيبة جديدة” اشتغلنا مسلسل “ساعة بالإذاعة” سوياً، إضافةً إلى الكثير من الأعمال التي إشتغلناها سوياً، واليوم عدنا مع هذا العمل المسرحي…
أما سينتيا كرم فهذه المرة الأولى التي تعمل بها معنا وهي تقدم دور جميل جداً وبيلبقلا كتير كفنانة استعراضية شاملة تغني وترقص وتمثل، فالدور يشبه شخصيتها كثيراً لأنه يتكلم عن شخص فرانكوفوني يحمل ماستر في Dance contemporaire، لذا يشبه شخصية سينتيا التي نعرفها…
إضافة إلى المجموعة نفسها كجوزيف قصاف، وسيم التوم، بطرس فرح، ولكن غسان عطية هذه ألسنة هو مساعد مخرج ولم يستطع أن يكون معنا كممثل لأنه مرتبط بسفر في شهر اذار، وطبعاً شقيقتي لورا خباز، فادي أبو جودة، طوني حواط،، جوفاني سلفيتي، كريستل فغالي، توفيق الحجل و روجيه بركات…
بصراحة: في مقابلة لي مع شقيقتك لورا، تمنت لو أن الممثل يورغو شلهوب يكون بطل عملك المسرحي! فلماذا لم تختاره بطلاً لـ”مطلوب” وتحقق للورا حلم التمثيل إلى جانبه؟ خاصةً وانكما لم تعاودا العمل معنا بعد عبدو وعبدو!
جورج: يورغو صديق لكل العائلة، ولورا مثلت مع يورغو في “مجنون ليلى” وأصبحت صداقتهما متينة أكثر مما كانت عليه وهما يقدران بعضهما كثيراً لذلك لورا تمنت لو يكون بطل المسرحية ! و أنا كذلك أحب أن يعمل يورغو معي في المسرح ولكن لا يقدر بسبب سفره الدائم كون زوجته ألمانية فيتنقلان دائماً بين لبنان وألمانيا. ولكننا حالياً نحضر أنا ويورغو لفيلم سينما سيكون تتمة لمسلسل “عبدو وعبدو”!!! وأنا على تواصل دائم مع يورغو ومنذ ساعة كنا نتكلم سوياً وبعد يومين سنتغدى معاً !!!لأن كل ما إثنين يبطلوا يشتغلوا مع بعضن بيخترعولن خلاف !!! لذلك قلت لك اننا سنتغدى معا بعد يومين…
بصراحة: بعد غياب عن الشاشة الصغيرة شاهدناك مؤخراً في “إلى يارا” هذا المسلسل الذي أثبت نجاحه حلقة تلو الاخرى. فكيف وجدت التجربة الكتابية الأولى لفيفيان انطونيوس وشقيقتك لورا؟
جورج: فعلاً فقد أثبت هذا المسلسل نجاحه وبقوة، وسأخبرك أمراً أول ما بلش المسلسل أنا فزعت لأني شعرت أنه لا يأخذ الرواج الذي يجب أن يأخذه، ولكن يوماً بعد يوم حلقة تلو الأخرى شعرت أن الناس تعلقت به كثيراً والجميع يستوقفونني على الطرقات ليتكلموا معي بخصوص هذا المسلسل! وأنا فخور جداً بتجربة أختي الكتابية الأولى وبفيفيان أيضاً، لأنهما فعلاً كتبتا قصة رائعة جداً، كما انني فخور جداً بتمثيلهما. فيفيان ولورا رائعتان ! وأنا وافقت على العمل والتمثيل بهذا المسلسل لثلاثة أسباب، السبب الأول هو أنه يحمل رسالة كبيرة جداً لأنه يتكلم عن مرض للأسف الشديد موجود في كل بيت بشكل مباشر أو غير مباشر! “كتير ناس خلصوا منو وكتير ناس ما خلصوا منو!” ولا أعرف لماذا يعتبرونه Taboo ويقولون عنه ” هيداك المرض، والله يبعدو…” بالوقت الذي ليس بيدنا حيلة وليس مرضاً نحن إفتعلناه اونحن سبب وجوده، هذا مرض رباني. لذا من المفروض أن يحكى عنه وعن تفاعل المجتمع مع هذا المرض ونظرتهم إلى هذا المريض ونظرة المريض إلى نفسه وإلى مستقبله بعد اصابته بهذا المرض وجردة حساباته بالنسبة لماضيه وتصرفه بالحاضر…فهذا الموضوع فيه بعد نفسي وإنساني جميل لذلك قبلت المسلسل والسبب الثاني تشجيعاً للورا وفيفيان، أما السبب الثالث فلأني أحببت دوري كثيراً واستفزني وشعرت انني استطيع أن أؤدي الكثير من خلاله.
بصراحة: ما الذي اضافه إليك دور زياد بعد غياب مطول عن الدراما؟
جورج: ما اضافه لي هو أني أثبت أكثر للناس أن باستطاعتي أن العب الدراما كوني معروف أكثر بالكوميديا، شرط أن يستفزني الدور الدرامي وأن يشبهني بالكثير من النواحي. كما انني ساهمت من خلال دور زياد بتوصيل رسالة إنسانية للناس. إضافة إلى أنه كان على بالي أن العب هذا النوع من الأدوار، لأني دائماً حين أشاهد احدهم يلعب دور شخصية مركبة من الداخل والخارج، احسده وأقول يا ريت بيجيني هيك دور! وفعلاً اجاني هذا الدور وشعرت إنو قادر فش خلقي فيه تمثيلياً !
بصراحة: لو لم يكن المسلسل من كتابة فيفيان ولورا هل كنت لتشارك فيه وتجسد دور “زياد”؟
جورج: إذا مكتوب بنفس الجودة أكيد!
بصراحة: علمنا أنك بصدد التحضير لمسلسل تلفزيوني جديد، أخبرنا أكثر عنه وإلى جانب من ستقوم ببطولته؟
جورج: اكتب حالياً سيتكوم عنوانه “كبرت البنوت” على غرار “عبدو وعبدو” و”ساعة بالإذاعة”…ما من أسماء محددة للبطولة لغاية الأن، وهو يتكلم عن علاقة أب بإبنته…
بصراحة: في جعبتك أيضاً مشاريع عديدة تحضرها فهل ستكشف لنا عنها؟
جورج: من المشاريع التي احضرها هناك تيليفيلم عنوانه “يوماً ما “وسيعرض قريباً على التلفزيون ، وهو من كتابة كلوديا مرشليان واخراجي أما البطولة فلبرناديت حديب، ديامان بو عبود وأنا إضافة إلى مجموعة كبيرة من الممثلين، كما هناك أيضاً فيلم سينمائي ثان أحضر له مع فيليب عرقتنجي. وطبعاً مسرحية “مطلوب” التي تعرض حالياً على مسرح الشاتو تريانو…
بصراحة: ماذا حل بمسلسل ” ورثة خالي” الذي حكي عنه منذ فترة طويلة ولم ينفذ بعد؟
جورج: صحيح مشروع “ورثة خالي” صرلنا زمان منحكي فيه وأتصور أنه سيتم تنفيذه قريباً وهو من إنتاج “مروى غروب”…
بصراحة: نلاحظ اليوم إقبالاً كثيفاً على الدراما من مختلف المحطات التلفزيونية، عدا عن “إلى يارا” هل تتابع المسلسلات اللبنانية الأخرى؟
جورج: للأسف الشديد، للأسف الشديد ما عم بقدر تابع لأني كل فترة هذين الشهرين كنت في تمرينات المسرح، ولكن إنشالله سأحاول أن أتابع المسلسلات اللبنانية يومي الإثننين والثلاثاء لأنهما يوما عطلة من المسرحية…
بصراحة: مع إشراف هذه ألسنة على نهايتها ما أجمل ما حصل معك خلالها وما أسوأ ما عشته؟
جورج: أسوأ ما حصل معي هو فقدان جدتي التي أحبها كثيراً فهي من الأشخاص الذين ربوني ورعوني وعلاقتي بها كانت جميلة جداً…أما أجمل ما حصل معي فهو الإستمرارية بالنجاح وتعرفي إلى أشخاص اصبحوا فعلاً أساسيين في حياتي!
بصراحة: كونك من البترون هل من شيء تحضره لمهرجانات البترون الدولية للعام المقبل؟ ومتى سنراك على مسرحها؟
جورج: أنا اتمنى أن أكون على مسرح مهرجانات البترون الدولية ولكن هذا العام لم استطع بسبب ارتباطي بعقود سفر لتقديم مسرحيتي في الخارج، فانشالله العام القادم أحضر مشروعاً جميلاً شرط أن يعطى العمل حقه المادي والمعنوي على حدّ سواء!
بصراحة: هل من أمر أخر ترغب بإضافته؟
جورج: في النهاية اود أن أشكرك جداً يارا فقد تكلمنا عن كل شيء ٣٠٠ ٪ (ويضحك)، واشكر موقع بصراحة الذي يأخذ فعلاً رواجاً كبيراً ودائماً يصلنا رسائل منه (ويضحك) وانشالله بالتقدم الدائم…