خاص بالفيديو- موقع بصراحة يعرض لكم فيديو التُقط في محطة القطار أثناء مقتل المخرج يحيا سعاده… ومعلومات جديدة عن موعد وصول الجثمان
اذكر أنّني التقيت المخرج الرّاحل المبدع “يحيا سعادة” (يحيا نكتبها مع الف وليس ياء نزولاً عند رغبة يحيا وكما كان يطلب منا دائماً) لأوّل مرّة، منذ حوالي الستّة أشهر، في حفل تكريميّ أجري في الأونيسكو، وتم منح يحيا حينها جائزة عن مجمل أعماله، بعد استفتاء ضخم لطلاب الجامعات اللبنانيّة. المهمّ حينها رأيت يحيا صدفة، يجلس في الصفوف الأخيرة وفي زاوية معتمة، متواريا عن الأنظار، وظلّ يتابع الحفل عن بعد، وحين حان وقت تكريمه، اعتلى المسرح، استلم جائزته وانسحب.
ولكنّني قطعت عليه جلسته حينها واقتربت منه سائلا ايّاه عن ابتعاده عن الأضواء وجلوسه بعيدا عن الجميع، بدل أن يجلس بين النّجوم المكرّمين في الصفوف الأماميّة، فقال:” لا أحبّ هذه الحركات، سعيد بنيلي الجائزة، وجئت من اجل ردّ جميل كل من صوت لي، عملي هو النّجم وليس أنا”.
هذا هو “يحيا سعادة”، انسان غير متكلّف، لا يحبّ ال “بروباغاندا” الضوئيّة، يؤمن بعمله و يصرّ دائما على أنّ العمل هو النجم وليس هو…يحيى، أوافقناه أم لا في الخطّ الفنيّ الذي سلكه، لا يمكننا الا أن نؤكّد وبالخطّ العريض، أنّه صاحب فكر خاصّ جدا، وصورة عالميّة المستوى، لا تقارن بأي صورة لمخرج عربيّ، متفرّد في أفكاره، غير نمطيّ…كان يذهل النّاس بأفكاره المجنونة، الجديدة والبراقة، واستطاع أن يتحوّل من الادارة الفنيّة، الى اخراج الكليبات لأهمّ النّجوم العرب، بسرعة كبيرة، نظرا لمواهبه و رؤيته المختلفة.
أجمل ما قرأت عن يحيا على موقع الفايسبوك، الذي يغصّ بالتعزيات والتأسّف على رحيله…جملة تقول:” كان ينقل أحلامنا الى صورة، والآن بات صورة في أحلامنا”…!
نفس الكادر، الذي جعله من أهمّ المخرجين العرب…أخذه من بين أيدينا، الى عالم آخر…ذهب يحيا، تاركا أعماله تشهد له، ترك الدنيا أثناء التحضير لتصوير كليب جديد في تركيا. ولد يحيى فنيّا في موقع تصوير، وراء كاميرا الابداع…ومات في موقع تصوير آخر، أمام الكاميرا نفسها!
دائما يولد الموهوب على المسرح ويموت عليه…ودائما يتمنّى المبدع أن يرحل في المكان الأقرب الى قلبه، وها هو يحيا، يلقي التحيّة الأخيرة من على “بلاتوه” أحد أعماله، ويسدل السّتارة على تاريخ فنيّ لم يكتب له العمر المديد…فلترقد روحك بسلام، و لتنم نومتك الأخيرة قرير العين!
نذكر ان جثمان المخرج يحيا سعاده سيصل إلى مطار بيروت غداً الأحد الساعة التاسعة صباحاً وسينقل إلى كنيسة مار ضومط في ذوق مكايل على ان يوارى في الثرى يوم الأثنين ونشير إلى ان ذوي الفقيد لم يحددوا لغاية الآن موعد الجنازة وسنوافيكم بموعدها عند علمنا..
آخر تحديث السبت الساعة 8.40 دقيقة ليلاً: علمنا الآن انه ونظراً لعدم انتهاء الاوراق تعذر تحديد موعداً نهائياً لنقل جثمان المخرج يحيا سعاده الى بيروت إلا ان معلوماتنا تفيد بأن الجثمان وفريق العمل الذي كان يرافق يحيا الى تركيا سيصل إلى بيروت نهار الاثنين صباحاً او غذا الاحد صباحاً ان وقعت وزارة الخارجية التركية على اوراق مغادرة الجثمان لتركيا.
آخر تحديث الأحد الساعة 12.35 دقيقة ظهراً: يصل جثمان المخرج يحيا سعاده وفريق العمل الذي كان يرافقه إلى تركيا عند الساعة الحادية عشر ليلاً إلى مطار بيروت على متن طائرة الميدل ايست، وسيكون في استقباله اهله واصدقائه ومحبيه، ونشير إلى ان اخته “ايمان” والفنانة مايا دياب طلبوا من كل الذين يريدون استقبال الجثمان ارتداء الأبيض. سيُنقل الجثمان الى كنيسة مار ضومط في ذوق مكايل وستُقام الجنازة غداً الاثنين الساعة الثالثة.
حصل موقع بصراحة على التقرير الذي بثه التلفزيون التركي ويظهر في التقرير محطة القطار اثناء تصوير يحيى لكليب مايا دياب ويظهر في الشريط الاحتكاك الكهربائي الذي حصل والبلبلة التي حدثت من بعده، ومن ثم يشرح احد الخبراء أين كان يقف يحيى وكيف حصل الحادث… شاهد الفيديو
المقال من اعداد: باتريسيا هاشم – علاء مرعب – ريتا برباري