خاص – سهام انتقادات افتراضية تطال وائل كفوري، عمرو دياب وغيرهم. هل فعلا تغلّبت مصالحهم الفنيّة على مواقفهم الإنسانية؟
لوحظت في الآونة الأخيرة حملات انتقادات واسعة طالت نجومًا من مشاهير العالم العربي، الفنيّ والرياضيّ، شنّها بعض روّاد مواقع التواصل الاجتماعي ضدّهم متّهمين اياهم بالتزام الصمت حيال القضية الفلسطينية وعدم التحرّك مناصرة لها ولو بمنشور يدعمها عبر مواقعهم الالكترونية. ولم يكتفِ هؤلاء المتابعون بالتعبير عن سخطهم تجاه مواصلة هؤلاء المشاهير حياتهم الخاصة وكأنّ المنطقة تنعم بالسلام والأمان، فذهبوا الى حدّ السخرية منهم واصفين اياهم بتغليب مصالحهم المهنية والشخصية على الأراضي الغربية غير عابئين بهويتهم العربية التي تفرض عليهم الوقوف الى جانب بلد شقيق يعيش ازمة كيان ومصير منذ تاريخ وجوده.
ومن بين نجوم العالم العربي الذي طالهم هجوم السوشيال ميديا وتقلّص عدد متابعيهم رفضًا للسياسة التي يعتمدونها في بقائهم على الحياد، الفنان وائل كفوري الذي حجب نفسه ونأى بصفحاته الرسمية عن كل ما يجري في المنطقة وعلى الحدود الجنوبية لوطنه، بحيث يستعدّ لتقديم حفله المرتقب في باريس في ٢٧ تشرين الأول/أكتوبر الجاري بدل عن تأجيله. وما ينطبق على وائل يَسري أيضًا على الفنان عمرو دياب الذي يتابع نشاطه الفني سعيًا خلف “رزقه” وفق تعليقات المتابعين، وكأنّ الحفلات على مشارف انعدام فيستغلّ الفرص للتعويض عنها.
وعلى المقلب الآخر، خرج اللاعب المصري محمد صلاح من سجن صمته الطوعي، ليسجّل تحركًا على الأرض فقط بعد ان خسر آلاف المتابعين من جمهوره على وسائل التواصل الاجتماعي لانقطاعه عن التفاعل مع مأساة الشعب الفلسطيني والتزام عدم التصريح منذ اندلاع الحرب، عزا البعض اسبابه الى القرار الذي اتخذه ناديه ليفربول الانكليزي بعدم السماح لأي لعب باعلان موقفه تجاه ما يحصل في المنطقة العربية. ويبدو ان صلاح قد قرّر تلبية دعوات جمهوره الى اعلان موقف ما لا يبقيه على الحياد انطلاقًا من هويته العربية، فتبرّع لمؤسسة الهلال الأحمر المصري لتوفير المساعدات المالية للشعب الفلسطيني في غزة، حسبما تناقلته وسائل اعلام مصرية لم يؤكد معلوماتها رسميًّا اللاعب المصري او أحد من طرفه.
كذلك لم تسلم الفنانة أصالة من الانتقادات فعلى الرغم من ظهورها بعباءة تضمنت الوان علم فلسطين في حفلها الاخير في القصيم، إلا ان الجمهور هاجمها حيث كان من الواجب عليها الغاء حفلها والتضامن مع القضية.
أيضًا لم يسلم من الهجوم الفنان محمد رمضان الذي كشف أنه لا يستطيع الغاء حفلاته نظرًا لالتزاماته بعقود مع شركات عالمية. مؤكدًا انه لم ولن ينسى إخوته الفلسطينيين بالدعاء حتى قبل حفلاته خارج المنطقة العربية، هو وكل فريق عمله ومؤسسته يعملون منذ ثلاثة أيام لإرسال المعونات اللازمة لهم.
وفي اعقاب الحرب الدائرة حاليًا الكثير من الفعاليات والمهرجانات تم تأجيلها لقرءاة التفاصيل: متابعة -مهرجان ضخم يؤجل حفلاته تضامنًا مع فلسطين
ويبقى السؤال، هل ستؤثر خسارة هؤلاء النجوم لمتابعيهم بحيث وصل العدد الى المليون عند اللاعب المصري محمد صلاح، هدّاف ليفربول، ليعيدوا النظر في أسلوب تعاطيهم مع المأساة الفلسطينية التي تحوّلت الى قضية رأي عام يخسر من لا ينحاز الى فريقها؟