خاص- الورد مقابل الشوك، هكذا كانت احتفالية النجاح والتكريم لورد الخال…ماذا حصل؟
هي ليست المرة الأولى التي تفوز فيها الممثلة ورد الخال بجائزة أفضل ممثلة لبنانية في استفتاءات جائزة الموركس دور السنوية. ففي العام ٢٠١٩، استحقّت ورد الجائزة عن دورها في المسلسل اللبناني “ثورة الفلاحين” بعد قطيعة طويلة مع القيمّين على حفل الموركس. أربع سنوات مرّت منذ ذلك الحين، ليعود اسم ورد فينافس بشدة من خلال شخصية كارما في ” للموت٣” على لائحة الأسماء المطروحة عن فئة أفضل ممثلة لبنانية. لم يكن من الصعب على المصوّتين الاقتراع لورد الخال، فالممثلة اخترقت الساحة الرمضانيّة بكل جهوزيتها التمثيلية وحضورها الثابت الذي يزيد نضجًا وشغفًا بالتمثيل وتمسكًا بنجومية أبدية لا يزعزعها اي غياب او إقصاء بفعل احتكار في زواريب الصناعة الدرامية. ولعلّ مفاجأة مسلسل للموت باجتيازه عتبة المواسم الثلاثة تفجّرت بدخول ورد على خطّ الأحداث الكاتمة للأنفاس. هل كانت ورد تنتظر كارما، ام ان كارما خيطت على قياس ورد؟ لعلّ الجواب الوحيد يكمن في قدرة ورد على اختراق ثنائية سحر وريم ( ماغي بو غصن ودانييلا رحمة) بمشيئة قدر وضع كارما في دربها فصقلتها بتجاربها الفنيّة، وزينتها بذوقها الأنيق المرهف، ودرّبتها على أدائها التعبيري بما جعلها هدفًا في مرمى المعجبين والنقاد أفضى الى الغاية التي ينشدها كلّ ممثل على مدار مسيرته الفنيّة. وأمس وقفت ورد على مسرح الموركس دور بفستانها الأبيض الأنيق الساحر من توقيع المصمم اللبناني أنطوان قارح تتأمل في هدفها الذي انعكس سعفةً ذهبيّة بين يديها، حملتها والكلمات تتدفّق من بنات أفكارها، شاكرة كلاًّ من صديقتها في الشراكة الحقيقيّة والمنافسة الشريفة، ماغي بو غصن التي سلّمتها الجائزة وتوقّعت حصولها عليها سلفًا في معرض نجاحها خلال عرض ” للموت ٣” ، والطبيبَين فادي وزاهي حلو ولجنة الموركس على منحها الجائزة التي تشكّل هدية لها لمناسبة عيد ميلادها الذي احتفلت به الأسبوع الماضي، كاشفة عن شعار الصمود الذي قررت ان تعتنقه في هذه المناسبة الاحتفالية ، وهو انعكاس لصمود الفنان اللبناني الذي يشبه صمود المواطن اللبناني والعربي في مواجهة الأزمات الطبيعية وغير الطبيعية”.
وانتهى الحفل التكريمي لتستيقظ ورد على تعليقات من جيوش المشككين بصدقية الجائزة التي استحقتها بجدارة وتفوّق تمثيلي لا غبار عليه، فقامت بالردّ على الردّ في رسالة شكر عبر صفحتها على انستغرام، توجّهت فيها الى متابعيها جازمةً بأنّها لم تسعَ يومًا الى جائزة، بل هي تعمل فقط من أجل متعتها الخاصة أوّلاً، والوسط الفني يدرك انها لم تشترِ خلال مسيرتها الفنيّة أية جائزة من أجل إرضاء غرورها. والى جاهلي خفايا الأمور، كشفت لهم انها منذ بداياتها تتكّل على مشيئة ربّها وعلى موهبتها اللتَين صنعتا استمراريّتها واسمها غصبًا عن الجميع، من منطلق التزامها وأخلاقياتها، مشيرةً الى ان هذه الاستمرارية اقتنصت من عمرها نصفه، وهي مجموع “بطولة ونجوميّة حقيقيّة” يسعى الجميع الى انكارها واستبدالها بعبارة “واسطة”.
وتابعت ورد في منشورها نافية ان يكون لديها معجبون بالمعنى الضيّق للكلمة، وهي كلمة لا تحبّها، بل هي تعتزّ بمحبين من كل الوطن العربي ومتابعين وجمهور عريض ومحترم من أجيال مختلفة تفتخر فيهم وبتقديرهم.
وللكارهين والكريهين والحاسدين وذوي النوايا الخبيثة الذي يجهلون كيف يفرحون ويكتفون ببثّ بشاعتهم وشرورهم، متخفّين في ثيابهم وخلف هواتفهم، قالت “أشفق عليكم”.
وتابعت ورد منشورها بتوجيه الشكر الى جمهورها على تقديره ودعمه وحبّه لها، كما شكرت نفسها التي تقدّر كلّ ما تصنعه، وما تستطيع ان تصنعه، اذا ما طال بها الغياب لأسباب كثيرة، آسفة لعدم إقامتها في بلاد أخرى حيث الصعوبة تكمن فقط باختيار الأفضل لوفرة الفرص والعروض المغرية. وختمت الممثلة اللبنانيّة قائلةً “نحن طموحنا أبعد من واقعنا، والتحدي الذي نملكه يكمن باستمراريتنا ونجاحنا بإصرارنا”.
الى ذلك، اعترضت حادثة ردود فعل على هامش حفل توزيع الجوائز عكّرت فرحة ورد بجائزة تكريمها، وذلك اثر تعرّضها لحملة انتقادات من قبل بعض المنصات الالكترونية وروّاد مواقع التواصل الاجتماعي بعد مداخلة تلفزيونية لها على السجادة الحمراء قبيل انطلاق حفل الموركس، حين سألتها احدى المراسلات عن مشاريعها القادمة، فأجابتها بأنها تدرس عروضًا مع الممثلَين براد بيت ونيكول كيدمان، لتعود المذيعة فتدعو لها بالتوفيق، ما جيّش تفاعلاً سلبيًّا تجاه ورد على اعتبار انها استخفّت بمحدّثتها وبوقوفها على السجادة الحمراء عبر جواب غير محترم لا يليق بأجواء الحدث الفنيّ وبأهميّة الجائزة التي ستستلمها خلال الحفل. على ان العارفين بخفايا الكواليس وما يدور في فلكها يدرك بأنّ جواب ورد نابع من صرخة وجع وعتاب فرضهما واقع فنيّ تشتكي منه الممثلة في مجالسها العلنية والخاصة منذ سنوات وهو استبعادها عن الدراما وحجب العروض التمثيليّة عنها، ما يجعلها في حالة انتظار دائمة، وهذا ما واجهته قبل مشاركتها في “للموت٣” وفي مرحلة النجاح التي تلتها. وبالتالي فإنّ ورد لم تكن في وارد السخرية من المراسلة كما شاء لبعض المغرضين ترجمتها، بل حاولت إيصال رسالة مبطنة يبدو انها سقطت منها في قعر جهل البعض وسوء فهمهم للوقائع وقلّة درايتهم بها حيث كان على المذيعة ان تسأل ورد أقله عما عنته بذلك حيث كانت ورد جاهزة لتفسير موقفها والتعبير عما يجول داخلها ومشاركته مع مشاهدي المحطة.
في النهاية، لا يسعنا الا ان نبارك لنجمتنا اللبنانية القادمة من زمن درامي جميل والتي تقبع معنا هنا في اسوأ زمن على الاطلاق حيث باتت الموهبة “وجهة نظر” في ظل فرض العلاقات نفسها على الادوار والمشاركات. فلا يصل الاكفأ والأشطر وصاحب الموهبة الفذّة، انما من كان المنتج او المخرج او المحطة راضيين عنه فيدفع المبدعون الثمن على حساب المتملّقين والوصوليين.