النجمة كارول صقر تبكي مع وسام بريدي وتقول: “لن أترك هادي شرارة أبدا، أولادي هم كلّ حياتي، والوسط الفنّي مجوي”

أودّ أن أبدأ مقالتي بالشكر للقيّمين على محطة “ام تي في” وللاعلامي الشاب الفطن “وسام بريدي” على استضافتهم، التي جاءت في التوقيت الملائم، للنجمة اللبنانيّة التي نفخر بها والتي اشتقنا لها كثيرا، “كارول صقر”.

أطلّت الليلة، بعد طول غياب، فانتظرناها بلهفة كبيرة، واستقبلناها بشوق لاطلاتها وصوتها النّادر، الذي نحتاج اليه، كجرعة يوميّة لننظّف آذاننا من نشاز الأصوات التي تملأ الشاشات العربيّة.

كنت أعلم أنّها فنانة من الطراز الرفيع، وكنت أعلم أنّ حنجرتها مختلفة، وأنّ فنها راق، وجديد…ولكنّني اكتشفت فيها مساء أمس في برنامج “مش غلط” شخصيّة استثنائيّة، امرأة مثقّفة، واعية، “نظيفة”، نفتقد الى مثيلاتها في الوسط الفنيّ، الذي بات وضعه مؤلماً ومقرفاً على حدّ سواء.

اكتشفت فيها عمق نجمة لا تهوى حياة الترف البالية، وتكاد تكون الأولى بين النجمات العربيّات، التي تعلم علم اليقين، أنّ الشهرة ليست الا “مجد باطل”، وأنّ “ظفر” أولادها يساوي الفنّ وما فيه، وأن “بيتها” وزوجها وحياتها أهمّ من السيّارات والمركبات والأموال والمسارح والقصور…لأنّها ابنة بيت عريق، ولأنّها أم، وزوجة وابنة ومواطنة ونجمة، قلّت مثيلاتها، بل ندرت!

باختصار هكذا كانت اطلالة كارول صقر، التي نادرا ما تطلّ في مقابلات تلفزيونيّة، قالت فيها الكثير وعبّرت عمّا تريد بصدق وشفافيّة، فعن الوسط الفنيّ قالت:” الوسط الفنّي “مجوي” وغير نظيف، عندما دخلته سمعت ورأيت ما لم أكن أسمع به أو اراه. وكنت قد سمعت من قبل أحدهم جملة علقت في ذهني مفادها أنّني ان بقيت حاملة عائلتي وزوجي شمعة بين يديّ لن أصل، وأنّه عليّ أن أكون سهلة المنال حتى أنجح”…كما سردت حكاية تلبيتها طلب احياء حفلتين في احدى الجزر الجميلة في العالم، وكيف صدمت لما رأته هناك، وكيف أنّها لم تحتمل الأجواء وقرّرت عدم احياء حفلة رأس السّنة عائدة أدراجها، مفضلة عدم تلطيخ اسمها بالصعود على ذلك المسرح!

وفي نفس السّياق، وبجرأة وشفافيّة، اعترفت كارول أنّها فكّرت مرّة بينها وبين نفسها، باعتماد الأسلوب “الماشي” وبدخول الأجواء لتنجّم، فقارنت سلبيّات وايجابيات الخطوة، فرأت أنّ ايجابياتها ستكون الشهرة والنجاح والتميّز والقصور والتبجيلات والأضواء، بينما سلبياتها ستكون خسارتها لأولادها وزوجها وأهلها، فرجّحّت كفّة عائلتها على كلّ أنعام الفنّ الزائلة لا محال!

أما حول كليب أغنية “جرح غيابك” الذي توقف بثّه آنذاك وبشكل مفاجئ من على شاشة روتانا من دون أيّة تبريرات، قالت:” اتحدّى أن يدلّني أحد على نظرة اغراء أو ايحاءات معيّنة أثناء قيامي بأداء مشهد غسل رجلي الموديل” وتابعت:” هناك شخص أو شخصين وراء ايقاف الكليب، فالكبار في روتانا شاهدوا الكليب ولم يعلّقوا، بينما الصغار و “السّوسة” هم الذي “حرطقوا” وأوقفوا عرضه بعد ثلاثة أسابيع على بثه على الهواء”!

وحول تعاملها الدائم مع زوجها الموزع الشهير “هادي شرارة” فتساءلت: ” لم لا أعمل مع أهم وأنجح موزّع في العالم العربي؟ كما أنّنا حاولنا أن نعمل مغ الآخرين، ولكنّنا مددنا يدنا وتعرّضت “للعضّ”!

وأكدت أنّها لا تمانع ان يتعاون زوجها مع نجمات أخريات، بدليل أنه يتعامل مع نانسي عجرم، هيفاء وهبي، الين خلف، أصالة نصري وغيرهنّ، وأكدت أنها تعطي رأيها في الأعمال وتقيّمها. وعن هادي قالت كارول أجملت العبارات، مؤكدة أنّه يستحيل أن تتخلّى عنه، فهو أخاها ووالدها وزوجها، ويملي عليها كلّ الجوانب التي تنقصها في حياتها.

أمّا حول قدرة الفنانة على التوفيق بين العائلة والعمل، قالت:” قد تكون نانسي عجرم قادرة، كما يظهر، على التوفيق بين عائلتها و فنّها، ولكن عليك أن تسألها ان كانت فعلا قادرة على ذلك…وأعلنت أنه تجرحها جملة “كارول لم تأخذ حقها في الفنّ بعد” لأنها فعلا لم تأخذ حقّها كما يجب!

وتوجّهت للنجم الاماراتي “حسين الجسمي” قائلة:” مهما كان شكلك ووزنك وطولك وعرضك، أحبّ صوتك لأنه يدخل الى أعماق قلبي” بينما حول النجم التونسي “صابر الرباعي” فقالت:” أين هو صابر؟ لم هذه الغيبة؟ وأتمنّى عليه أن يعود، ويفكّر بالأعنية الديو التي كانت ستجمعنا”، وأكّدت أنّها تحب أن تغنّي أيضا الى جانب النجم “وائل كفوري”، وأنّها بانتظار أن ترى بين يديّ النجمة “سيرين عبدالنور” طفلا.

أما في السياسة وحول لبنان فاستفاضت في التعبير، معلنة أنّها لو لم تمتهن الفنّ، لكانت بالتأكيد دخلت عالم السياسة، وحاولت الحصول على منصب رئاسة الجمهوريّة، معتبرة أنّ أهم بنود جدول أعمالها ستكون، زيادة وتوسيع صلاحيّات منصب رئاسة الجمهوريّة، مؤكدة ان الجسد بثلاث رؤوس لا ينفع، و أنّها ستعمل على تطبيق علمنة الدولة، أي فصل الدين عن الدولة، و أنها ستلغي طائفيّة المناصب الرئاسيّة، وستعمل على تحييد لبنان من عجقة الأحداث السياسيّة العالميّة!

واعتبرت أنّ كل النّاس تتجه للشر، لأنّ الحروب والمشاكل والنزاعات تولّد التشويق، بينما السّلام “بيزهّق”!ا…وأكدت أنّ مشكلتنا في لبنان، أنّنا لسنا متفقين، لذلك يسهل على أي طرف الدخول بيننا، و اعتبرت أن الشعب اللبناني غير طائفيّ، بل السّاسة هم الطائفيّون. و أكّدت أنها ضد مشاركة أختها الفنانة “باسكال صقر” في الاحتفالات الحزبيّة، لأنّ لبنان الذي نعيش فيه ليس لبنان الذي نحلم به!

أمّا في نهاية الحلقة، حيث لعب وسام على الوتر الحسّاس، بكت كارول ودمعت أعيننا معها، لصدق مشاعرها، عندما سألها وسام عن ما الذي ستقوله لابنها من زواجها الاول “جان -ميشال”اذا ما قرّر السّفر الى اوستراليا للّحاق بوالده فقالت وبغصّة:” ابني ضايع مثلي، لأنّ لبنان في عروقه، واذا ما قرّر السفر الى والده، أطلب منه الّا ينسى الرجل الذي وقف الى جانبه كأخ وصديق، حين كان والده بعيدا عنه، وأقصد هنا هادي طبعا” وبكت رافضة متابعة الخوض في هذا الموضوع لأنّه يؤلمها، فأظهرت احساس الأمّ الملوّعة، التي تدمن أولادها في آن، وتؤمن بمقولة: “أولادكم ليسوا لكم، انّهم أبناء الحياة”!

وقبل أن تختم قالت كارول:” لست حزينة لأنّني بعيدة حاليا عن الأضواء، فأنا كالصقر أراقب من بعيد، وأنتظر اللحظة المناسبة لأنقضّ وأعود”…ونحن نقول لها، لا تطيلي الغيبة كارول، فنحن في اشتياق دائم لصوتك وحضورك على السّاحة الفنيّة، ويكفيك شرفا أنّك أمّ وزوجة من الطراز الرفيع…وأنّك نجمة موهبتها ماسيّة، تطرب لها الآذان…وبانتظارك قريبا…فلا تغيبي!

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com