رأي – النجمة سميّة الخشّاب تغنّي بالقوّة مستنزفة صورتها، فهل تنتحر؟
كنت أشاهد برنامج “عيون آي آر تي” للاعلاميّة المصريّة “بوسي شلبي” على قناة ال “آي آر تي” مساء الخميس الماضي، متابعا التغطيّة المميّزة لمهرجان دمشق السينمائي في سوريا، واللقاءات العفويّة التي تقمها بوسي مع النجوم المصريّين الحاضرين للمشاركة في المهرجان، كما مع الممثلين السوريّين واللبنانيّين الذين تواجدوا خلال أيّام المهرجان الذي يقام سنويّا في دمشق، والذي يكرّم فيه كل نجم وممثل وكل مخرج ومبدع سوريّ كان أم عربيّ على مجهوده وابداعاته في عالم السينما.
البرنامج، والتغطية المميّزة وحتى المهرجان الكريم، ليسوا محور المقالة، بل الممثلة، المغنيّة مؤخرا، النجمة “سميّة الخشّاب” هي الدافع الرئيسي وراء كتابتي لهذا المقال.
فأثناء عرض الحفل الخاص بالمهرجان، وضمن أجواء السّهر والـ”جمعة” المباركة للنجوم المصريّين والسوريّين واللبنانيّين، أصرت الفنانة سميّة الخشاب على أن تعتلي المسرح لتغنّي، وتطرب الحاضرين بصوتها الرنّان و حنجرتها الماسيّة، كما أنّها لم تختر أن تغنّي من أعمالها، التي يطلق عليها تسمية “أغنيات”، بل اختارت أن تغنّي “أكدب عليك” لللفنانة وردة الجزائرية!
عندها بادرت الى ذهني الأسئلة التالية: عندما يحلّق أحدهم في مجال معيّن ويثبت نفسه، هل يصبح بحاجة الى اللجوء الى عالم آخر بهدف تحقيق المزيد من النجاحات؟ أم المزيد من الشهرة؟ أم المزيد من المال؟ أم أنّه ، ومن حيث لا يدري، يحفر قبره الفنيّ بيده ويعلن الانتحار؟
فسميّة الخشاب نجمة من الطراز الرفيع في عالم التمثيل، وموهوبة جدا، وتعتبر من نجمات الصفّ الأوّل، واستطاعت، كنجمة شابّة، أن تصبح اسما سينمائيّا مهمّا…كما أنّها قدّمت أهم الأعمال السينمائيّة في العصر الحديث للسينما منها : “حين ميسرة”،”خيانة مشروعة”، “الريس عمر حرب”، “بحبك وانا كمان”، “ازاي تخلي البنات تحبك” وغيرها الكثير من الأعمال التي رسخت في أذهاننا وجعلت منها نجمة شبّاك تذاكر…ولكن، ما الذي ألهمها لدخول عالم الغناء؟ وهل تجد في نفسها مواصفات الفنانة؟
أتعجّب لم عندما يصل الفنّان الى النجوميّة التي كان يزحف وراء تحقيقها، يختار لنفسه مهنة أخرى، يصنّف فيها فئة عاشرة، أو فئة أخيرة….فبعد أن أصبحت نجمة في عالم التمثيل، دخلت الى عالم الغناء الذي لا تجيد فيه شيئا ،من ألفه الى يائه، وصدّقت نفسها، وبدأت تقحم نفسها، حيث تتواجد كممثلة، لتسوّق لنفسها كمغنيّة!
على المقرّبين من سميّة تنبيهها واقناعها برجوعها عن هذه الكارثة، وبدفعها الى المتابعة في تقديم الأدوار الجميلة والمهمّة…لأنّها لا تملك لا الصوت الجميل، ولا حتى المقبول، ولا الكاريزما التي يجب أن يتمتع بها المغنّي، ولا الاطلالة المسرحيّة، وان تابعت على هذا المنوال، فهي بالتأكيد، تنتحر فنيّا، و تقتل نفسها وموهبتها التمثيليّة!
وبالعودة الى الحفل، نشّزت سميّة و” زعّقِت”…ولكنّها لم تغنّي، بل لم تقترب أصلا مما يسمّى غناء…لذلك، أنصح النجمة سميّة الخشاب، بأن تتخلى وتحيد عن هذه اللعبة الخطيرة…فأنت حقّقت حلمك و خضت غمار التجربة، وأصدرت أغنيتين وكليبين وفشلت وذلك برأي الجمهور وبرأي النجوم وبرأي النقاد ، وأعلم بأنّك تصرّين على عدم الاعتراف بالواقع المرّ، وأخاف عليك من أن تخرجي في يوم من الأيّام لتعلني نيلك جائزة عن عمل غنائيّ معيّن، أو أن تصرّحي بانّك تبيعين كثيرا، أو بأنّك نجمة حفلات أو غيره…
ركّزي في التمثيل واتركي “كار” الغناء لأربابه…فلكلّ عالم خصوصيّاته ومتطلّباته..ولكل مقام مقال!