خاص- زياد برجي في اجرأ تصريحاته يعترف:احمد ماضي وانا صنعنا نجاحات اليسا وانا نادم على معرفتي بها
في حلقة عنوانها الصراحة والحبّ، أطلّ الفنان اللبناني زياد برجي على جمهوره عبر شاشة الجديد مع الاعلامية رابعة الزيات في حلقة خاصة لمناسبة عيد الأضحى المبارك، فغنّى وأطرب وباح واستفاض في الممنوع وغير الممنوع، مطلقًا سلسلة من التصاريح الناريّة في قضية فنية ظنّ البعض ان تكون قد خمدت وانطفأت نيرانها، فيما لا يزال برجي يؤجّج فصولها من موقع الملّحن لا المغنّي الحريص على هويّة صنّاع الأغنية بالمفهوم العام والمناضل من أجل استرداد حقّهم المعنوي قبل المادي، في مواجهة سيطرة الفنان على نجاح اي عمل غنائي وتجاهل من صنع له هذا النجاح.
وعلى عادته يتنقّل برجي بين موضوع وآخر، بين تصوّر فنيّ يشبهه وحالة عاطفية يعيشها وسط زملائه وأفراد اسرته، فيختلط الشخصي بالعام حتى ليضيع الحديث فجأة بين دهاليز ما يسعى الفنان لإيصاله الى جمهوره، معيدًا تصويب فكرته تاركًا جليسه في حالة ذهول ودهشة، ذهول من جرأة الضيف على تحرير مكنونات مشاعره غير آبه بفتيل الصاعق الذي أشعله ورماه في ليلة عيد، ودهشة من التحوّل الصادق في شخصية فنان يغني الحبّ والمشاعر بكمٍّ من الأحاسيس ما يجعله صاحب حقوق يدافع عنها في الحبّ والفنّ والوطنيّة والتربية الحديثة والزمالة المهنية، من دون ان يترك الخيار لمستمعيه سوى بالاقتناع والاقتناع فقط في حضرة افكار لا تشبه إلاّ صاحبها.
وبأغنية “شو حلو” التي افتتح بها حلقة العيد الاستثنائيّة، وقبل ان يدخل مباشرة في المحظور من الكلام، كان لا بدّ لزياد من ان يتطرّق بداية الى اغنية” انا لمين” التي طرحها مؤخرًا والتي تحظى بنجاح لافت أسوة بأعماله السابقة، والسبب كما يشرحه الفنان اللبناني يكمن في الرضا والنشاط وعدم الاستخفاف بذوق الجمهور. فما يصنع “الهيت” هي مجرد لحظة معيّنة تنتج مادة تنسجم مع اذواق الجمهور ومشاعرهم ومزاجهم تجعل المطرب ضليعًا في معرفة الوقت المناسب لإصدار اي اغنية. على ان الأمر بالنسبة اليه يتخطى كونه اختيار اغنية الى ما يُعرف بالصناعة الناجحة والتي يتشاركها والشاعر احمد ماضي منذ ١٧ عامًا، يعزّزها تقدير مستمرّ متبادل لجهود الطرفين نابع من مشاعر واحاسيس.
وسرعان ما يترك زياد مشاعر التحمية والإنذار لما سيفجرّه جانبًا، ليقتحم في تفاصيل نزاعه الفنيّ والقضائي مع الفنانة إليسا في اغنية “وبطير”، فيعترف بأنّه يترك القضاء يسير في شكل هادئ وصحيّ، آملاً بان تكون النتيجة سليمة بعد مخاض طويل حسبما طمأنه وكيله المحامي جان قيقانو الذي اكدّ له ان ملفه لا تشوبه شائبة والنتيجة ستكون لصالحه، مهما طال الزمن، وسيستمران معًا في مختلف المسارات التي يقودهما اليها القانون حتى النهاية. وقد رفض زياد اقتراح مستضيفته الاعلامية القديرة رابعة الزيات ان يرسم نهاية حبيّة ووديّة لإخراج النزاع من عنق الزجاجة، معتبرًا انه والشاعر أحمد ماضي مَن صنعا نجاحات إليسا، منطلقًا من اغنية “يا مرايتي” التي منحتها صفة ناشطة في حقوق المرأة ورفض العنف، ومعتبرًا ان “ماضي” هو صاحب الفكرة وله الفضل في ظهور اليسا في هذه الصورة، علمًا انها في المقابل لم تشكر صانع نجاحها بل شكرت القضاء اللبناني وأحد القضاة، وهي وان تفوهت بالشكر عن غير قصد منها فعلى الأكيد ان امتنانها لم يكن نابعًا من صدق مشاعرها، والاّ لما استتبعه هذا السلوك العدائي تجاهه وتجاه الشاعر.
وفي معرض دفاعه عن احمد ماضي يعترف زياد بأنه اعتذر لاليسا نيابة عن صديقه اثناء مرضها عندما تفوّه بعبارة لا تليق به وقد عاقبه القضاء اللبناني آنذاك بدفع غرامة تبلغ ٥٠٠٠ دولارًا. ويعود برجي فيوضح فكرته مشيرًا الى ان المطرب هو جسر عبور الاغنية بين صانعها والجمهور، ولكنه في الوقت نفسه هو الرابح الأكبر، في الوقت الذي يجب ان يتقاسم الجميع عنصر النجاح لتحفيز صنّاع الاغنية من شاعر وملحن وموزع على تكثيف نشاطهم الفنيّ. وفي هذا الاطار يكشف زياد بأنّه يتعب ويجتهد كثيرًا في بناء الاغنية، مستعيدًا اغنية “انا لمين” التي تطلبت منه جهودًا مكثفة امتدت على ثلاث سنوات حتى خرجت بصورتها النهائيّة، مضيفًا ان المستقبل لصنّاع الأغنية كما يحصل في الغرب والأيام القادمة شاهدة على ذلك.
وفي موضوع اليسا التي حرص زياد على تسميتها بكنيتها الأصلية إليسار خوري، ختم بانّ لا عودة له الى العمل معها، ذاهبًا الى حدّ الكشف عن ندمه بالتعرّف اليها ومبادلتها المشاعر الصادقة وحتى احتساء فنجان قهوة برفقتها، مستبعدًا ان تكون قد شكّلت اية اضافة الى اعماله، لا بل سيعمل جاهدًا على ان لا يترك صلة وصل بينه وبينها، معلنًا انه سيغني “وبطير” كي “يفقّعها” حسب تعبيره، لأنه يعلم ان لا شيء يغيظها سوى سماعها ينشد “وبطير”.
وفي مواضيع فنيّة متفرقة، وردًّا على سؤال حول ما اذا كان قد وضع تصوّرًا لأغنية شاء ان تكون لفنان ما وذهبت الى آخر، يروي تفاصيل اغنية “تعا نقعد مع بعض شوي” التي ارسلها الى الفنان جورج وسوف عبر احد الموسيقيين، لكنّ الوسيط لم ينجز مهمته عائدًا اليه مدّعيًا ان الوسوف لم يُعجب بالأغنية، فقرر اسنادها للفنان الفلسطيني محمد عساف الذي انشدها بأجمل ما يكون، ليكتشف لاحقًا الحقيقة كاملة بعد ان طالبه ابو وديع بها وكان قد فات الأوان على ذلك.
وفي ردّ آخر عن شعوره بالغيرة من فنان قدّم له اغنية و” كسّرت الارض”، يوضح برجي انه يرى الأمور من منظار مختلف، فهو يعتبر ان له حصة الأسد في ذلك النجاح على الرغم من ان الملحن والشاعر قد اعتادا على فكرة ان الاغنية أصبحت ملكًا للمطرب ولا يحقّ لهما بالتالي الاستمتاع بنجاحها الذي صنعاه بحبّ واحاسيس وجهود كبيرة.
وفي فقرة الأسئلة الخفيفة او “اللايت” التي تستنبط ردودًا دسمة من عناوين اغنياته، يقول برجي شو حلوة وشو كذابة لإبنته نور. وفي معرض الحديث عن الاغنية المستقاة من المسلسل الشهير عنوان الاغنية، يكشف زياد عن استعداده الدائم لخوض التجربة نفسها الى جانب الممثلة داليدا خليل في حال عرض عليه مشروع من هذا القبيل، لكنه يحرص على حضوره الغنائي اكثر من الدرامي في الوقت الراهن.
وفي حال ندم على امر ما في حياته اعترف بأنّ “وبطير” كانت غلطة الشاطر، وبانه ليس انسانًا سطحيًّا او خفيفًا، بل هو ذكي وشاطر لكنه طيب القلب وتلك صفة تسرق الكثير من الوعي والادراك عند الفنان.
اما لمن يقول “بيحسدوني لما اضحك” فاعتبر انها “ماركة ” مسجلة باسم ابو وديع، وان الحسد موجود في القرآن الكريم وهو يغلبه بالصلاة والتضرّع الى الله. كذلك يقول “ما بيستحوا” للمسؤولين الذين لا ينتمون الى وطنهم ولا يخططون لمستقبله ومستقبل شبابه ويحرضونهم على الهجرة المستمرة. ودائمًا في الحديث عن الازمة اللبنانية يعترف زياد بأنه نادرًا ما يودع امواله في المصارف لأنّه لا شأن له بالمال سوى لصرفه على امتاع المحيطين به واعطاء حقوق الذين يتعاون معهم ماديًّا.
اما لمن يقول “حليانة”، فللفنانة نجوى كرم التي استرسل في نعتها بكافة الاوصاف، فهي في نظره الفنانة الرائعة والمتواضعة والمحبة والكريمة وابنة البيت الاصيل التي تخاف الله وتعشق لبنان وتزن كلماتها على مدار سنيّ فنّها، خالصًا الى الاعتراف “أحبّ نجوى كرم”.
كذلك يقول زياد برجي “يا غالي عليّ” للفنان وليد توفيق، الذي يدعمه في الاعلام وخارجه ويطرح اسمه في المناسبات الفنية على الرغم من انه لم يقدّم له اية خدمة بالمقابل، وهو بالتالي لا يستحقّ منه هذه المحبة الفائقة التي جعلت منه الفنان الأعزّ على قلبه. من جهة اخرى رفض زياد تسمية الفنانين الذين قدموا له الدعم والمساندة في صراعه مع إليسا،داعيًا الله الى مسامحة من خذله.
ثمّ يتطرق زياد الى عيد الأب معتبرًا ان الأبوّة صفة حفّزته ومنحته النشاط ودفعته للمحافظة على عائلته ومستقبلها. وقد غيّرت فيه الابوة كثيرًا جدًّا الى درجة ان استأصلت الكثير من خصاله القديمة كي يكون وفيًّا لمسؤولياته تجاه المحيطين به . لكنه في المقابل يعتبر ان منزلة الأب لا تقارن بمنزلة الأمّ التي تبذل شتى التضحيات والسهر على راحة اطفالها، مشيدًا بدور زوجته سناء، المغربية الجنسية، المتجذرة في عادات بلدها التي تشبه الى حدّ ما التقاليد اللبنانية، لكنه في الوقت نفسه يعتبر ان التربية الحديثة تواجه دخيلاً تصعب مواجهته، مشيرًا الى انفتاح المجتمع على عالم الانترنت الذي اقتحم ثقافات الشعوب وتقاليدها لا سيّما اللبنانية منها، ما دفعه وزوجته الى اعتماد اسلوب تربية خاص ينسجم مع عادات العائلة ومفهومها الأخلاقي.
وردًّا على سؤال فيما لو شعر يومًا بانه زوج تحت الاقامة الجبريّة، اعتبر ان الزواح متعة والتزام ونعمة للذي يسعى الى النجاح والاستمرارية وبناء عائلة لا تفرّق بين الطوائف والأعراف. وتأكيدًا على ايمانه الثابت بمفهوم الحبّ ، اهدى زوجته اغنية “هيدي حبيبة قلبي” التي تليق فعلاً بها، نافيًا ان يكون قد خانها ولو بالفكر طيلة حياتهما الزوجية منذ اكثر من عشر سنوات، ملتزمًا بوفائه وحبّه لها.
وبعد ان امتع الحاضرين في الاستوديو وخلف الشاشات باداء اغنيته الأخيرة “انا لمين”، ختم زياد الحوار بالدفاع عن نفسه في ما خصّ استشراسه في الدفاع عن صديقه الفنان سعد لمجرد” لا سيّما بعد الإفراج عنه، وقبله زميله الفنان فضل شاكر، مؤكدًا انه سيقف دائمًا الى جانب “لمجرد” انطلاقًا من ايمانه ببراءته بعد ان تراجعت المحكمة عن ادانته، وهو بدعمه للآخرين انما لسعي لديه بالتفوّه دائمًا بالحقيقة وبما يشعر انطلاقًا من احترامه للآخر المظلوم.