الملحن سمير صفير يصرّح : البوم السيدة فيروز الجديد لا يليق بها وانصح السيدة صباح بعدم الظهور في الاعلام
أطّل الملحن سمير صفير في برنامج “عن جد” الذي يعرض على شاشة ال بي سي مع الزميلين شانتال سرور وفيني رومي و”عن جد” لو استمع اليه بعض فناني الوطن العربي هذا المساء لكانوا خجلوا من أنفسهم ومن فنهم ووضعوا رأسهم في التراب وربما “عن جد” اعتزلوا الفن …
ما قاله الملحن سمير صفير ليس جديداً على جرأته ، فقد اعتدنا عليه حرّاً لا يساوم ولا يقدّم تنازلات والاهم انه لا “يساير” على حساب مصداقيته وقناعاته لو مهما كلفه ذلك من عداءات مع الفنانين ، فهو يقول كلمته ويمشي، غير آبه بردّات فعل من سيستاء او يتضرر مما صرّح او قد يصرّح به مستقبلاً.
دون ادنى شك ان “دوز” جرأة الملحن سمير صفير هذا المساء كانت في أوجها وربما اعقل العقلاء كان سيتروى قبل انتقاد البوم السيدة فيروز الجديد والحان زياد الرحباني وقبل ان يطلب من السيدة صباح عدم الظهور في الاعلام حفاظاً على صورتها في ذاكرة محبيها …
هذا هو سمير صفير الذي لا يقبل ان يكون شاهد زور او مزوّراً للحقيقة مهما كانت صعبة ، ولو ان طريقة انتقاده لا تروق لي وربما لكثيرين، فأنا اعتبرها قاسية وجافة ولاذعة ولكن علينا ان نتقبل طريقته في توجيه الانتقاد ، وربما هو على حقّ، فالولد عندما لا يمتثل لنصائح والدته ويصّر على أذيّة نفسه تجد الام نفسها مضطرة الى القسوة عليه وعقابه لكي لا يكّرر فعلته …
حلقة هذا المساء من “عن جد” عرضت روبرتاجات عن ابرز فناني الثمانينات وأضاءت على سوء حالتهم المعنوية والمادية وفتحت شهية سمير صفير على النقد اللاذع فحمّل الفنانين انفسهم مسؤولية ما وصلوا اليه والحالة المتردية التي يعيشون في دهاليزها ، فهم وبحسب صفير لم يحسبوا حساب “المستقبل” ولم يوفروا “قرشهم الابيض ليومهم الاسود” ولم يعطوا أهمية لادارة اعمالهم التي من شأنها الحفاظ على فنهم ومكانتهم والاسهام في رفع شأنهم واضافة النجوم الى مرتبتهم ولكن هذا للاسف ما لا يؤمن به معظم فناني الوطن العربي الذين يدير أعمالهم أقرباء لهم ، لأنهم لا يثقون بأحد ولا يقبلون تسليم ادارة اعمالهم لأي كان فيتسبب ذلك ودائماً بحسب صفير الى تراجعهم واخفاقهم وبالتالي انهيار مملكتهم….
عن البوم السيدة فيروز ، عبّر صفير عن محبته الكبيرة للسيدة فيروز وللأخوين رحباني واعتبرهم مدرسة في الفنّ لا تتكّررلها هرميتها ومكانتها وقيمتها الا انه بالمقابل بدى غير راضٍ عن البوم السيدة فيروز الجديد واعتبر انه من غير المسموح ان تغنّي السيدة فيروز اغنيات لا تستوفي شروط الابداع الذي عوّدتنا عليه في السابق وانه من غير المسموح ان يلحّن زياد الرحباني أغنيات مماثلة، معتبراً ان السيدة فيروز هي ملك جميع اللبنانيين وعليها ان تحافظ على مكانتها وصورتها في ذاكرة جمهورها.
وكان صفير جريئاً في طرحه لموضوع اعتزال الفنانين فوجّه دعوة واضحة وصريحة للسيدة صباح بعدم الظهور في الاعلام بعد اليوم حفاظاً منها على صورتها المشرقة والجميلة في عيون محبيها وأكّد صفير ان على الفنان الاعتزال في عزّ عطائه الفنّي ويجب ان يملك الجرأة الكافية ليقوم بذلك وهو في القمة تماماً كما يفعل اللاعبون الرياضيون العالميون والمحترفون في سنّ معّين…
وقدّم الملحن صفير نصيحة الى جميع الفنانين بالتروي في اختيار اغنياتهم، واشترط ان تحمل مضموناً قيماً لناحية الكلام واللحن فتستمر الاغنية وتُخلّد بعكس موجة الاغنيات الهابطة في ايامنا هذه، فبحسب صفير، لا يهم ان يطيل الفنان غيابه عن جمهوره طالما سيقدّم له جديداً قيماً وجميلاً، وأكّد صفير اننا لسنا في عصر الاغنية كما يدّعي بعض الفنانين لتبرير فشلهم وتراجعهم . كذلك برّر فشل الحفلات والمهرجانات فتحدّث عن أهمية الاستعراض واهمية الاهتمام بنوعية الصوت والاضاءة وعروض اللايزر بدافع الابهار والبهرجة، فالفنان مطالب اليوم في عصر الانترنت والانفتاح على الغرب، بتقديم أفضل ما لديه والبحث عن جديد مبهر ومغرٍ بهدف ارضاء جمهوره الذي بات يقارن بين ما يقدّمه فنانو الغرب وما يقدّمه هو…
وكان للفنانة هيفا وهبي والفنان جاد شويري والفنان يوري مرقّدي حصّة من انتقاد سمير صفير حين تحدّث عن الـ Marketing لدى الفنانين ، فبرأيه من لا يملك موهبة يعوّض بالماركتينغ لكي يسوّق لنفسه ويحجز مكانة له على الساحة الفنية في حين هم لا يملكون الموهبة ولا الصوت بالمقابل بعض الفنانين الموهوبين جداً يعتمدون فقط على صوتهم فيتجاهلون الماركتينغ فيحتضرون ويسقطون لان الصوت وحده لا يكفي للحفاظ على النجومية.
حلقة رائعة جداً وحقيقية من “عن جد” مع الملحن سمير صفير الذي وضع كالعادة اصبعه على جرح الفنّ العربي النازف ، فهل من يسمع ويقتنع ويستجيب؟؟