بين “تيتان” والتايتانيك، لعنة المأساة تتحرّك مجدّدًا داخل العائلة الواحدة
ذهبوا في رحلة بحرية سياحيّة معتادة لتفقّد حطام سفينة التايتانيك الغارقة على عمق ٣٨١٠ أمتار، واذ بهم يلقون نفس مصير السفينة العملاقة الراقدة في عرض البحر، ليصبحوا من مخلّفات ذكرى التايتانيك في القرن الحادي والعشرين، وانما في مشهد لم تنجلِ تفاصيله حتى الساعة ولم تتأكد حقيقة مأساويته.
هم خمسة ركّاب من رجال أعمال رفيعي المستوى، على رأسهم الميلياردير البريطاني هيميش هاردينغ(٥٨ عامًا)، ورجل الاعمال من أصل باكستاني يدعى شاه زاده داود(٤٨ عامًا) برفقة ابنه سليمان(١٩ عامًا)، والمستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت(٧٧ عامًا) ، إضافة الى المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشن جيت إكسبيديشنر”، راش ستوكتن، دفعوا جميعهم مبلغ ٢٥٠ ألف دولار للشخص الواحد ثمنًا باهظًا لتكلفة مغامرة استكشافية عبر غواصة ” تيتان” أودت بحياتهم جميعًا بسبب “انفجار داخلي كارثي” حسبما أورده خفر السواحل الأميركية في الساعات الماضية، بعد اكتشافهم خمسة اجزاء من حطام الغواصة التي كانت قد انطلقت صباح يوم الأحد الفائت في رحلة سريعة تمتد على ساعتين، وقد ذهبت بعض المعلومات الى الإشارة عن احتمال ان تكون الكارثة قد وقعت بالقرب من نهاية رحلة الهبوط يوم الأحد.
وبدا لافتًا الأجواء الحزينة التي أحاطت بالمأساة التي تكررت للمرة الثانية بعد انقضاء ١٠٠ عام على الأولى، اذ على ما يبدو فإنّ لعنة التايتانيك تلاحق احد أفراد المفقودين وهي ويندي راش، زوجة ستوكتون راش، الرئيس التنفيذي للغواصة السياحية التي كان يقودها بنفسه، وحفيدة حفيدة إيزيدور وإيدا شتراوس، الثنائي الثري الذي قضى على متن التايتانيك في مشهد خيالي سينمائي، وثّقه المخرج جيمس كاميرون في فيلمه التايتانيك الذي عرض العام ١٩٩٧، حيث صوّر الزوجين وهما يحتضنان بعضهما على فراش سريرهما منتظرَين لحظة الرحيل بعد ان اجتاحت المياه مقصورتهما وارجاء السفينة. فهل تشهد وندي راش على تخليد مأساة زوجها عبر غواصة” تيتان” سينمائيًّا كما شهدت على نهاية جدّي جدييها في سفينة” التاتيتانيك”؟
الجدان