بالصوَّر – هل تحوّل برنامج ديو المشاهير الى حيّ شعبيّ لتصفية الحسابات؟
مرّت ثلاث “برايمات منذ بدء برنامج “ديو المشاهير” المثير للجدل والذي يعرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال “ال بي سي” مساء كلّ جمعة، من انتاج شركة “فانيلا” لصاحبتها السيّدة “رولا سعد”، من تقديم الجميلة “دينا عازار”، اخراج المبدع “طوني قهوجي” و مشاركة ثماني نجوم من مختلف الاختصاصات الفنيّة.
سبق وأثنينا على البرنامج، وعلى أجوائه المرحة والجميلة، وعلى قالبه المميّز و فكرته الجديدة عربيّا، والتي تلاقي رواجا في العالم العربيّ. ولكن يبدوا أنّ ما قلناه كان صحيحا، وأنّنا أصبنا في تحليل لما يحصل بين المدرّب الرياضي “جورج عسّاف”، أحد النجوم المشاركين، والزميلة مسؤولة الصفحة الثقافيّة في جريدة النّهار السيّدة “جومانة حداد”، فنشهد كل أسبوع وبعد اطلالة جورج عسّاف حربا طاحنة بينه وبين جومانة وتراشقا كلاميّا من العيار الثقيل والجارح أحيانا ما يعكس أنّ اللعبة بينهما خرجت من اطار المنافسة والمزاح، ووصلت الى التلطّي خلف ضغائن مسجونة في قلبي كلّ من جورج وجومانة!!
لم نعد نشهد لا انتقادا موضوعيّا، قائما على أسس واضحة من قبل جومانة، ولا على روح رياضيّة وتقبّل للانتقادات من قبل جورج، بل بلغت الحرب أدنى مستوياتها، وبات التراشق الكلاميّ على الهواء مباشرة بمثابة “الرّدح”، ويبدوا أنّ الطرفين تناسيا وجودهما على شاشة محترمة وتجاهلا قواعد الاطلالة التلفزيونيّة، ووجوب احترامهما للجمهور العريض الذي يتابعهما أسبوعيّا .
هذا بالنسبة لساذجي النفوس والعقول الذين يعتقدون ان المشادات الكلامية بين جورج وجومانة حقيقية وواقع صادم لا محالة ويعيشون حالة الصراع بتفاصيلها المملّة ويأخذون طرفاً مع فريق في وجه الفريق الآخر ، اما لمن اعتاد متابعة برامج السيدة رولا سعد ، فالامر بالنسبة له طبيعي وعادي ومبّرر ، فهي اعتادت ان تختلق القصص لتضيف بعض “الحياة” الى برامجها ، فقصّة حبّ وغرام من هناك ام قصة فراق واشتياق من هناك والقليل من قصص الشجار والتحدّ ي لا تشكو من شيء، بهذه البساطة !! وكل من خرج من البرنامج نفى جملة وتفصيلاً كل الحالات التي عاشها في الاكاديمية وأكّد ان معظم القصص مركّبة ولا تمّت الى الحقيقة بصلة ، ولا اخفي عليكم سرّاً ان احد العاملين السابقين في برنامج ستاراكاديمي والذي كان يهتم بعملية المونتاج اوحى الي مرّة ان كل ما يراه المشاهد مركّب ومعدّل واحياناً مفبرك وذلك لدواعي انتاجية وبهدف استقطاب المشاهد واستفزازه على المتابعة واستدراجه للتعلّق بالمشتركين وتأيديهم ودعمهم وبالتالي التصويت لهم ، والظاهر ان جومانا وجورج “عاشا” القصّة جيداً بأدّق تفاصيلها من أجل خرق صمت الملل الذي يطغى على بعض محاور البرنامج بين الحين والآخر والا كيف تفسّرون ان تعّد صاحبة البرنامج وفريق الاعداد روبرتاجاً يضيء على خلاف جورج وجومانا بدل “لفلفته” لأن ذلك “لا يجوز” على الهواء ، وكم تعتقدون كان سيكّلف رولا سعد – المرأة الفولاذية – ام المخرج الحازم طوني قهوجي الطلب الى جومانا وجورج التهدئة والهدوء لان ما يحصل على الهواء “عيب” ولا يليق بصحافية في جريدة راقية كالنهار ولا بمدرب رياضي شهير والاهم لا يليق بمحطة كالمؤسسة اللبنانية للارسال ؟؟ كلمة واحدة …
الا ان ما لا يعرفه المشاهد ان كل ما يراه ويسمعه معّد سلفاً في كواليس البرنامج وكلمة واحدة لا تخرج الى العلن ان لم تكن السيدة رولا سعد والمخرج طوني قهوجي موافقين عليها …
لنعد سويّا الى الحلقة الأولى، التي أشعلت فتيل الحرب بين الطرفين، والتي بدأتها جومانة بقسوتها في تعليقها على أداء جورج، واستخدامها عبارات جارحة، ليردّ عليها الأخير بعصبيّة و انفعال، بكلمات لا تقلّ تجريحا واهانة…لنشهد في الأسبوع الثاني على مسرحيّة هزليّة جديدة، ردح فيها الطرفان لبعضهما على الهواء مباشرة، وكانت تأتي دائما “دينا عازار” لتنقذ الوضع وتقطع الخلاف…أمّا في حلقة الأمس، وبعد اطلالة جورج الذي غنّى بالاسبانيّة، الى جانب خريجة ستار أكاديمي 7 ميرال، اكتفت جومانة بوضع “لا”، معلنة عدم رضاها على أداء جورج، وقالت بأسلوب ساخر جدا ولا يليق بقيمتها الصحافيّة :” لا تعليق!”…فما كان منه الا أن أكّد على أنّه يحترم رفض كلّ من روميو لحّود ومروان الرّحباني، وتابع قائلا:” أمّا لا جومانة فمرفوضة، لأنّ والديّ علّماني أنّني عندما أقول لا، عليّ أن أبرّر سبب رفضي، لا أن أرفض التعليق، لأّنه ومن الأدب أن أعلّل سبب امتناعي عن أمر ما” مشيرا الى أن أسلوب جومانة ينمّ عن قلّة أدب، فردّت الأخيرة عليه بأنّها حرّة في رأيها، وأنّها حاولت اعطاءه فرصة كي لا يتحف المشاهدين بردود أفعاله الطفوليّة!ا…فاستفزت جورج ليعلّق أنّه راض عن هذه الطفولة التي يتمتع بها، لتردّ بما معناه، أنّ هذه الخصائص لا تتناسب مع شخص جورج، ولا تنمّ عن روح رياضيّة!
تأخرت هذه المرّة دينا عازار في قطع وصلة “الرّدح”، على غير عادتها، وكأنّها تلقّت أوامرا من جهة معيّنة بعدم قطع انسجام حشريّة المشاهد، لأنّ الأمر، بالتأكيد سيجذب المشاهدين، وسيرفع أسهم المتابعة!
لن نقول المزيد، ولكنّنا نتمنّى على السيدة رولا سعد، أن تمنع مثل هذه الحوارات من الدخول الى منازلنا، وأن تحافظ على النّظرة الايجابيّة التي بنينها حول البرنامج، لأنّه فكرة جميلة وأهدافه سامية و نبيلة، في قالب غنائيّ فنيّ رفيع المستوى…وأن لا تساهم، عبر صمتها المتعمّد، في سقوط البرنامج، وتحوّله الى حيّ شعبيّ، تصفّى فيه الحسابات…كما أخاف على جومانة من أن تصاب بأيّ أزمة صحيّة، لأنها تبدو على الشاشة، فقط مع جورج، في قمّة عصبيّتها و انزعاجها، كما أنّني أخاف على جورج أيضا من أن يفقد أعصابه ويحوّل المشادّة الكلاميّة الى مشادّة جسديّة…وفي انتظار ما ستؤول اليه الأزمة “السخيفة” بين الطرفين…تكون رولا سعد قد حققت هدفها في استفزاز الصحافة على الكتابة سلباً ام ايجاباً بما يخدم مصلحة البرنامج ونحن نكون اول من وقع بالفخ … وتصبحون على برامج الـ sms والضحك “عالدقون” !
اما ما فعلته المذيعة يمنى شرّي حين خلعت حذاءها مباشرة على الهواء لترقص حافية القدمين مع احمد الشريف وتاخذ “راحتها” فلا يدّل ذلك الا عن “عدم لياقة” ونكتفي بهذا اليوم لاننا نعتقد ان يمنى “مهضومة” وعفوية وتصرّفت على سجيتها و “لم تحسبها صحّ” الا اننا نتمنى عليها ان تدرس اكثر تصرفاتها في المرّة المقبلة فهي ليست هاوية وطالبة في برنامج ستار اكاديمي ولكنها اعلامية كبيرة وقدوة لجيل جديد من الاعلاميات والعفوية المفرطة والمبالغ فيها في بعض المواقف “بتضّر وما بتنفع” .
في ختام السهرة، غادر الشيف رمزي البرنامج بعد حصوله على أدنى نسبة من تصويت الجمهور، مع جائزة نقديّة قدرها 5000 دولار سيعود ريعها الى ” قسم التوحّد” في مؤسّسة الكفاءات، كما عُرضت تقارير عن كواليس البرنامج، وزيارة مصمّم الأزياء المصري محمد داغر الى مستشفى مرضى السرطان وتقديمه للجائزة والهدايا للأطفال، كما عرض تقرير آخر تحالف المشاهير الطريف ضدّ تصويت ” لا” من قبل لجنة التحكيم، خلال سهرات البرنامج.