تغطية خاصة- في حوار جريء، رحمة رياض توجّه رسالة للقيصر، تختار الفنّ على العائلة وتعلن “نعم! أنا نجمة العراق الأولى”
حوار العمر.. لعلّه الانطباع الأوّل في ختام جلسة مصارحة كُشفت خلالها كلّ الأوراق، وفيها غاصت الفنانة العراقية، رحمة رياض، الى قعر مكنوناتها الانسانية وتجاربها الحياتية والمهنية، فكنا أمام اسرارها وكأنّنا في حضرة ملاك وليس انسان في داخله ثورة بركان..فرياض التي حلّت ضيفة على البرنامج الحواري الترفيهي “Souhair Show من أربيل” مع الإعلامية سهير القيسي، لم تترك لمشاعرنا ان تلتقط أنفاسها، ولا لعقولنا ان تعي حجم الخضّات التي قلبت حياة فنانة حتى بلغت ما بلغت إليه من نجاح وانتصارات.
في الحلقة الثانية من الموسم الأوّل من البرنامج الحواري الذي يوقعه المخرج اللبناني باسم كريستو ويبث عبر منصة “شاهد”، استفاضت رياض في الكلام وأفاضت في التعبير، وبين الإسهاب والاعتراف محطات من أغنيات ذاع صيتها، ومداخلات لقريبين، وأسئلة في العام والشخصي، ومن هنا يبدأ الحديث.
“هل حققت رحمة رياض هدفها في هذه المرحلة الذهبية من انتشارها الفنّي؟ “، لعله السؤال البديهي الأوّل بعد الصعود الهائل الذي بلغته الفنانة العراقية بعد سلسلة عثرات، ويأتي الجواب ليحدّد مفهوم النجاح، “فالاستمرارية هي الأصعب في ثبات هذا النجاح، في عصر تحكمه التكنولوجيا ووسائل الاعلام، وهذا هو القلق الذي لا مفرّ منه..”. وتكرج التساؤلات، إذ كيف يمكن لمشتركة اقتحمت اكثر من برنامج هواة (سوبرستار ونجم الخليج وستار أكاديمي..) وخرجت مرارًا قبل النهائيات، ان تصبح ذات يوم عضوًا في لجنة تحكيم؟ والجواب، لم لا اذا كانت الفنانة شديدة الاحتمال، لا تحلم بما لا يتحقق، والى جانبها والدة حفرت في يأسها دعمًا وتشجيعًا ومثابرة. كان حلم الفتاة ان ترفع عاليًا اسم العراق، وان يتصدّر اسمها لائحة الفنانات الأوائل في العالم العربي، والطريق معبّد وسهل، فاللهجة العراقية صعبة المنال، ومن يتقنها تسهل عليه سائر اللهجات، وهذا ما يجعل من الفنانات العراقيات يتصدرن الحفلات على الخريطة الفنية العربية.
وبعد وصلة غناء يتشعب الحديث وتمعن المضيفة في نبش مزيد من تفاصيل.. وتعود بالذاكرة الى العام ٢٠٢١، عام النجاحات والانتصارات، وإنّما ايضًا عام اللقاء بشريك الحياة، الممثل ألكسندر علوم.. فهل حملت هذه السنة للفنانة السعادة والاكتفاء؟ تعترف رياض بالسعادة حقًّا، سعادة من ازدادت نجاحاتها أضعاف الأضعاف كلما حمدت ربّها ووقفت شاكرة عند عتبات نعمه. ولكن هل يمكن لهذه السعادة ان تكون مزيفة في مفهوم جمهور لم يبصر فيها سوى دمعة الفنانة الدائمة البكاء؟. تبتسم رحمة. فهي تكره البكاء وتكره من يبكيها، ولا تعترف به، بل تعترف بأن اغنياتها الحزينة قد تكون سبب هذا الادعاء.
ويتشعّب الحوار .. فبين حنين الى والد أبكر في الرحيل، وحاجة أمّ الى رجل ومصدر حماية وسند يقيها العوز والحرمان، وانغلاق أخ تبرّأ من شقيقته في مجتمع لا يعترف بحرية المرأة، كان لا بدّ من اللجوء الى مدربة حياة، علّها تخرج بها من قاع نفسها لتتصالح مع الماضي وتداويها من آلام الإخفاقات وعيوب الأخطاء. ومن أحضان عائلة مثقلة بالخيبات الى جوار زوج ينبض حبًّا بالحياة، يطلّ أليكس في شريط مصوّر، مستوضحًا زوجته حول بعض من خصوصيات، ويأتي السؤال من زوج يتوق الى رؤية الأطفال، فإلى متى ستظلّ الزوجة تؤجل بالانجاب، ويأتي الجواب معلّبًا وأقلّ اقناعًا “إنّها ظروف السفر”. ويتبعه سؤال آخر أشدّ وقعًا “في حال خيّرت شريكة العمر بين العائلة والفن، فمن تختار؟”.. فتتنهد الزوجة وتفجّر قنبلتها” اختار الفن”..ويخرج الزوج من الشاشة مقتحمًا الاستوديو ويأخذ زوجته بيدها ويرقصان رقصة عروسين على وقع اغنيتها الحالمة “كوكب”، تلك الرقصة التي لم يتسنّ لهما تأديتها لعدم احتفالهما بعد بالزفاف. وتتابع الضيفة حديثها في حقيقة الارتباط الذي يبدو انه يشغل بال المتابعين، فتعترف بأنها التقت بزوجها في قطر وعقدا زواجهما في أربيل، داحضة ما يتمّ تداوله من اشاعات، متكئة على خاتم زواج في اصبعها، مشددة على أنّ أليكس كان وسيبقى توأم روحها على الرغم ممّا شهدته علاقتهما من مطبّات قبل الارتباط.
ومن خفايا العشق يتسرّب الحديث الى بعض من متفرقات فنية..هل تعترف رحمة رياض بأنها نجمة العراق الأولى؟ كلّ المؤشرات تؤكد انها فعلاً كذلك، فأرقام الإحصائيات تثبت ما لا يمكن دحضه بالادعاءات، يشهد على ذلك قناتها الرسمية الوحيدة على اليوتيوب، وتبوؤها المرتبة الخامسة في العالم العربي بعدد المنتسبين.. لكن سرعان ما تتدارك الفنانة تلك المؤشرات لتعود فتلقي على الجمهور عبء الاعتراف بتحديد هوية النجمة الأولى. وعن تقليد الفنانتين أحلام واصالة لها في مشهد اعتلاء زوجيهما خشبة المسرح تيمّنًا بمرافقة زوجها أليكس لها على المسرح، اعتبرت ان ما حصل جميل سواء حصل بمحض الصدفة او عن قصد.. وعن تغريدتها في يوم المرأة العالمي، تنفي ان يكون للمرأة العراقية حقوق، وهي بالرغم من ارتفاع عدد أعضائها في البرلمان العراقي إلّا ان حضورها صوريّ اكثر منه فعّال. عن دويتو مرتقب مع صديقها وزميلها في شركة الانتاج الفنان ناصيف زيتون، تكشف رياض عن مشروع في هذا الخصوص، لكن تفاصيله ما زالت عالقة بين مدّ وجزر بحثًا عن جملة لحنية تناسب طبقات صوتهما، وحسّهما ومزاجهما..وعن الفنان كاظم الساهر، أما يزال حلم مشاركته الغناء أبعد من المنال؟ هو لا يزال مجرّد تمنّ، حسب تعبيرها، فهي لم تسعَ ولم ترتّب لتحويل الحلم الى حقيقة، لكنها في المقابل تتمنى على ابن بلدها المزيد من دعم للفنانات العراقيات وعدم الانحياز اكثر الى النجمات العربيات.. وعن إليسا بعد زوال الخلاف، تعترف رحمة بأنّ الفنانة اللبنانية نجمة يغار منها كل فنان …
ويتسمّر الحوار المتشعب الأطراف والمتناثر على حدود أزمنة متعلقة بأهداب امرأة، عند اغنية اليسا”اجمل احساس “..لكنه هذه المرة احساس على طريقة رحمة رياض، احساس الفنانة الثائرة المرهفة الأداء، القادمة من العراق لتقارع نجومًا في الغناء.