خاص- سعيد سرحان عبر “بصراحة”: عدّلت على شخصية النقيب رضوان بعد موافقة الصبّاح ولماذا اعتذر عن مسلسل “النار بالنار”؟

انحزنا اليه في مسلسل “الهيبة” فالوفاء عملة نادرة وهو كان وفياً لجبل شيخ الجبل ومن البديهي ان يكرّم الجمهور من دعموا بطلهم وحموه، فكان لعلي شيخ الجبل او سعيد سرحان حصة الأسد من محبة وتقدير جمهور “الهيبة” .

انتقل سعيد الى لعب اكثر من دور بعد الهيبة وحاز على اعجاب الجمهور لما يتمتع به من رصانة وجدية في الاداء فهو من الممثلين الذين يمارسون مهنتهم بشغف وحب كبير.

موقع “بصراحة” التقى سعيد سرحان بعد عرض مسلسله الرمضاني “وأخيراً” حيث شارك نادين نجيم وقصي خولي البطولة ومع عرض مسلسله المصري “تغيير جو” بطولة منّة شلبي خلال الشهر الفضيل.

ماذا تخبرنا عن أصداء المسلسل؟ هل كنت تتوقع كل ذلك النجاح؟ وما حسنات عرضه في خمس عشر حلقة فقط وليس بثلاثين؟

المسلسل فعلاً حقق نجاحًاَ كبيرًا الحمدلله. كما أنه كان يملك كل عناصر النجاح إن كان على مستوى النجوم من نادين نجيم لقصي خولي والسيدة منى واصف والمجموعة الكبيرة من الممثلين. بالإضافة أنه مُنح الإمكانات اللازمة بإشراف شركة الصباح ليكون من المسلسلات المتصدّرة في رمضان كما أن التوفيق من عند الله وهو الأهمّ.

توقعت  أن يكون العمل مُشاهداً ولكن لم اتوقّع أن يتصدّر لهذه الدرجة.

بالنسبة لمسلسل ال١٥ حلقة  فإن عامل التشويق والسرعة بالتشويق أكبر فيه. وبحكم عملي ككاتب فقد تتراجع الأعمال الرمضانية من ٣٠ حلقة بعد الحلقة ١١ او ١٢ وتتعرّض للهبوط، لتقلّع من جديد بعد اربع حلقات. من ثم تهبط من جديد في الحلقة ١٩ و٢٠ وتقلّع مجددًا من الحلقة ٢٤ وما فوق. وهذا الامر لا يحصل في مسلسل من ١٥ حلقة.

كما أن التجربة تعِد بأمر جيد كونها المرة الأولى وكانت ناجحة والواضح بأنها تركيبة فعالة بالإضافة الى أن الجمهور تقبّل مشاهدة مسلسل من ١٥ حلقة. فقد شوهد المسلسل بكثافة والناس تفاعلوا معه بشكل جميل جدا وما زالت تصلني الاصداء الايجابية على حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر.

قدّمتَ في هذا  العمل شخصية النقيب رضوان. شخصية بارزة من خلال ادائك، نبرة صوتك والتشويه في وجهك. هل قصدت تقديم الشخصية بهذه الطريقة أو انها مكتوبة بهذا الشكل؟ 

من بعد قراءتي للورق كنا أمام خيارَين. إما أن تُلعب الشخصية بشكل طبيعي بلا اضافات وبرأيي أنها كانت ستصبح شخصية بلا ابعاد. ولكن من باب انتمائي وعلاقتي بشركة الصبّاح وكوني من الكتاب فيها، اقترحت أنه علينا اضافة عامل التوتّر الى الشخصية،  وكوننا لم نكن نملك الوقت الكافي لإعادة كتابة الدور أو وضع الملاحظات ومناقشتها مع المخرج،اخترعت “Back story ”  مختلفة للشخصية بشكل سريع لأشكّل من خلالها “Arc”   لشخصية رضوان بملامحها وغموضها، فتقود المُشاهد للتساؤل حول نقيب الشرطة؛ لماذا شكله وصوته يوحيان بأنه يميل لرؤساء العصابات؟ بالإضافة الى انني ضدّ أن يتم حصر الشخص ذو الوجه المشوه بصورة نمطية معيّنة وهي “الشرير” ليتبيّن في النهاية أنه يرتكب الشر ويظهر السبب الكامن وراء ذلك الشر.

فكان لدي واجب تجاه العمل، تجاه المكان الذي انتمي إليه، تجاه الجمهور، تجاه النص وتجاه زملائي أيضًا أن اخلق حالة توّلد بدورها التوتر عند الناس وتزيد اسئلتهم لترفع بذلك الـ ” tension” لصالح شخصية “ياقوت” التي يؤديها قصي خولي وتكون بذلك شخصية النقيب الـ “نذل” متصدّرة نوعا ما. والحمدلله تمكّنت من فعل ذلك. فكان هناك تساؤلات مستمرة حول شخصية رضوان ما جعل الأخير شخصية جذابة ومستفزة بصوتها وافعالها وما تفعله بالبطل ياقوت. وقد خلقَت عند المُشاهد حالة من الفصام؛ فيكره فعل رضوان ويحب حضوره في الوقت نفسه. وهذا يعتبر توفيقاً من عند رب العالمين بأن تخلق شخصية ذات أبعاد وتحقق فيها كل ما تمّ ذكره بما فيه أن تتمكن من كتابة النص من خلال ادائك الشخصية على الهواء. فرضوان من أصعب الشخصيات التي مُنِحت مجهوداً كبيراً لتخرج من الورق بهذا الشكل مع العلم أن كل ذلك لم يكن مكتوباً، فالـback story  من اختراعي وهذا يعتبر من واجبي بحكم انتمائي للشركة سيما وأنه يتم استشارتي ببعض النصوص داخلها.

ماذا أضافت لك هذه الشخصية وبالتالي هذا العمل وخاصة أنك من ابطاله الرئيسيين؟ وهل بعد سلسلة النجاحات التي قدمتها أصبح من الصعب عليك تقديم ادواراً مساعدة او ثانية أو أن كل ما يهمك بأن يكون الدور جيداً؟

شخصية رضوان كانت في غاية الخطورة بالنسبة للشكل والصوت والتركيبة. ولكن كان من الضروري الذهاب في هذا الاتجاه للاسباب التي ذكرتها سابقاً.ما ضاعف ثقتي بخياراتي وبطريقة قراءتي للنص ونوعه واختيار العدّة اللازمة للدخول إلى المعركة وهذا أمر أساسي. بالإضافة أن الشخصية أثبتت لي أن الناس جاهزون لهكذا نوع من الأداء الذي يذهب به الممثل إلى رحلة كاملة باتجاه الشخصية ويعير قدراته كاملة إلى الشخصية لتختار بدورها ما يلزمها أمام الشاشة وهذه الطريقة يعتمدها رواد التمثيل في العالم في تقديم الشخصية.

والدليل على ذلك أن الدور منحني الكثير من حب الناس رغم توقّعي بأن “علي” في الهيبة الذي له “خزانة” شهرة خاصة عندي، الا ان رضوان أصبح اليوم بجانبه. وعلى الرغم من أن شخصية رضوان ولدَت ليكرهها الناس ولكنهم احبوها في الوقت نفسه. وقد أضافت لي الكثير من محبة الناس والالتفات الكبير من أصحاب الاختصاص من ممثلين، مخرجين ومنتجين فقد وصلتني الكلمات الجميلة اولها من استاذ صادق الصباح الذي عبر بشكل ابوي عن صدمته المحببة واعجابه بتركيبة الشخصية وجميل بأن من تسعى لتجعله فخوراً، يعبّر بدوره عن فخره فعلا بما تقوم به.

تعرّف عليّ الجمهور بشخصية “علي” واحبّني. وفي الجزء الخامس سُلّط عليّ الضوء بحيث ارتأى النقاد الذين كتبوا كثيرا عن علي ان الأخير يستحق أن يُسند اليه ادوار بطولة.

رضوان بمثابة نقلة نوعية لي وأتى ليثبت نوعاً جديداً من الأداء الذي يستحق أن يُعمّم وكما ادعو كل الزملاء لهذه الخطوة.

 كل ذلك يؤكّد أن سعيد يستحق أن يكون بدور اول ولكني لا امانع أن أخذ الدور الثاني واحوّله إلى دور اول كما حصل بشخصية رضوان. وهنا تكمن مهارة الممثل التي هي أشبه بفنان ينحت صخرة تتحول الى تمثال وتحفة فنية رائعة وبالتالي على الممثل أن يمتحن نفسه من خلال ادائه لمختلف الأدوار. وانا أمسيت جاهزاً لدور البطولة ولكن كل شيء في وقته جميل وانا اتفهّم كل ما يقال حول عدم حصول الأمر بعد، كما أني ادعو أن يتحقق هذا الأمر. والأساس هو في أن يُعطى لسعيد حجراً ثقيلاً، مع العلم أنه سيصبح اثقل لما سيضاف إليه من نفحة جمالية جديدة، كما أني جزء من شركة تعي تمامًا ما تقدمه لسعيد.

اذًا لنلخّص الامر من خلال هذا السؤال: بين بطولة مطلقة ودور ثانوي مستفز ونافر، ماذا تختار؟

كل ممثل يتمنى بأن يكون لديه بطولة مطلقة كونها بمثابة تثبيت لنجوميته.

ولكن إذا لم يستطع سعيد تمييز الدور الذي أسند إليه فمن الأفضل أن يذهب لصالح ممثل ٱخر يمكن أن يقوم به بطريقة مختلفة.

وبين دور ثانٍ نافر ومستفز ودور اول عادي، أختار الخيار الاول مع أنه حتى لو كان عادياً سيمسي غير عادي معي.

أظهرتَ صورة النقيب المرتشي في مسلسل “واخيرا”. لم تخف من ردود الفعل حول الموضوع كونه يعتبر أمراً حساساً نوعًا ما؟

صفتك أو مهنتك أو الرتبة أو النشان، أمور لا تُحدَّد إذا كنت  انساناً شريفاً أم فاسداً. فالإنسان المرتشي أو الفاسد -بصرف النظر عن الأسباب الكامنة وراء وصوله إلى هذه المرحلة- هو بالنهاية شخص فاسد.

وهذه الظاهرة موجودة وفي تزايد، من رؤساء فاسدين وزراء، جنرالات فاسدين، مدراء بنوك فاسدين. فالفساد موجود. وطالما هذه النفِس البشرية الشرهة لا تتوقف عند اي ذرة احساس ومشاعر ولا تفكر بغيرها، فإن هذه الشخصيات ستبقى موجودة وهذا ما تكلّمت عنه في المشهد الاخير.

وان تسليط الضوء على هذه الحالة المتفشية هو واجب، وبالتالي عندما تقوم بأداء واجبك فلا داعي للخوف. وإذا خفنا من أن نتناول ٱفات المجتمع فعلينا أن ندفن أنفسنا ونضع رؤوسنا في التراب كالنعامة.

على الورق رضوان هو شرطي فاسد ولكن الفساد هو حالة. أما الرشوة فهي نتيجة الفساد وبالتالي ما يتقاضاه الإنسان على فساده. أما أسباب الفساد لم تكن واضحة وهي التي جعلتني اخلق الBack story لشخصية رضوان.

كيف تصف تعاونك بكل من قصي خولي وخاصة أن أغلب مشاهدك كانت معه ونادين نسيب نجيم. فهل كانت الأمور جيدة وهل حصلت أمور طريفة في كواليس التصوير؟

قصي “حبيب قلبي” وهذا التعاون الثاني بيننا. التقيت به عام ٢٠١١ أو ٢٠١٢ في المطار وكان بصحبة منتج تجمعني به علاقة صداقة ولم اكن قد دخلت بعد إلى مجال الدراما  التلفزيونية وكنت أعمل في السينما والمسرح. وعدت والتقيت به في “بارانويا” حيث وُلدَت هذه الكيمياء الجميلة بيننا ونسعى إلى تثبيتها في هذا المسلسل.

هذه الكيمياء التي تظهر في المشاهد والجزء الأكبر منها يتم تأليفها خلال المشهد مباشرة. كما وقد تشاورنا بمشروع سيأخذ منحى جدّياً في الحديث بعد رمضان بهدف استثمار هذه الكيمياء التي تجمعنا.

لم اكن على معرفة سابقة بنادين نسيب نجيم وكان أول لقاء بيننا في مكان التصوير وكان لقاءاً جميلاً، مع العلم ان المشاهد التي جمعتنا قليلة. ولكني أشير أن ما قدمته نادين خلال المسلسل بالنسبة لي كمُشاهد كان كبيراً جدا من ناحية الاكشن والأداء الطبيعي الموصوفة به. فهناك لحظات ساحرة بالنسبة للأداء. كما أنني اتمنى أن يجمعنا عملًا سويا وخاصة أن من خلال حديثنا سويًا اكتشفنا ان هناك الكثير من الهوايات وطريقة التفكير المشتركة والشغف فيما نحاول تقديمه. كما أن نادين من أهم النجمات عربياً وأوجه لها كل التحيّات. وقد أثبت مسلسل “وأخيرا” أن النجوم الذين شاركوا فيه ينتظرهم الجمهور بفارغ الصبر وبالتالي نجومية نادين لا نظير لها.

نحن بحاجة أن نكون بجو مرح نوعًا ما على الـ set ولكن تركيزنا كان على تأدية الشخصيات وتنفيذ المشاهد بمهنية عالية وكنا بحاجة إلى التسليم بلا تأخير. بين الاستراحات يكون هناك جو لطيف. كنت انعزل لابقى ضمن الشخصية غالبًا ولكن لا يخلو الأمر من اللحظات المضحكة مع فريق العمل.

قدّمت مؤخرا دور شخصية ذات نفسية غير سوية وتعاني من مشكلة نفسية على صعيد المسلسلات الدرامية. فهل ترى أنك تكرر نفسك أو أنك تعي كيف تميّز بين عمل وٱخر رغم أن القاسم المشترك هو المشكلة النفسية الموجودة عند الشخص؟

العامل النفسي يشكّل جزءاً أساسياً بحياة اي انسان. كلنا لدينا مشاكل نفسية تؤثر على قراراتنا وتظهر فجأة وتتفاقم ويمكن أن تخف.

اهم عوامل لرسم أي شخصية هو الطريق النفسي. وانا دائمًا ما ابحث على الشخصيات التي تحوي الكثير من التعقيدات.

انا لا اكرّر نفسي، ولا تشبه اي شخصية اديتها الأخرى وما يجعلني هكذا هو البحث في العوامل النفسية للشخصية واحاول دائما استخدام أدوات جديدة والذهاب بالرحلة للنهاية. وقد تبين حتى الٱن أن حجم الاعجاب بما يقدمه رضوان كبير، كما أنها تصلني أصداء جميلة من مصر والسوق المصري الذي هو بمثابة حلم لكل ممثل فعليا. إن كان من خلال “واخيرًا” او في “تغيير جو”.

ماذا تخبرنا عن مشاركتك في مسلسل “تغيير جو”؟ 

“تغيير جو” هو تغيير جو عن رضوان. اعمل ضمن أسرة وعائلة لا تنتج سوى الحب بإشراف وإنتاج شركة الصبّاح. عمل مصري تحت إدارة المنتج انور الصباح الذي هو بمثابة اخ لي ومن إخراج مريم ابو عوف التي تتحدث أعمالها عنها وهي شخص جميل لأقصى الحدود ومنة شلبي صديقة عزيزة شغفها يأخذ العقل وكذلك إيمانها وهي من اجمل الناس الذين قد يلتقي بهم أي شخص، كما وبدأت تجمعنا صداقة جميلة جدا. اياد نصار ممثل رائع تمثيلا وروحا.ناس اخلاقيون وخلوقون ونجوم متواضعون إلى أقصى التواضع وانا كنت على يقين أن العمل سيكون ناجحاً لأنه أُدير بحب.

في “تغيير جو” شخصيتي مختلفة كليًا، أقوم بأداء شخصية “وسام” شاب لبناني بعلاقة مع فتاة اسمها “مريم” والأخيرة تلتقي بشريفة (منة شلبي) إلى أن يحدث امر ما مع الشخصية الأساسية يقود وسام ومريم لإيجاد الحل له. وبين مريم ووسام علاقة فيها الشد والجذب والاحداث التي نحن جزء منها هي في لبنان.

والجمهور المصري الذي شاهد رضوان سيشاهد وسام لمشاهدة هذه النقلة. كما أني قصدت أن اؤدى دور رضوان بهذه التعقيدات أما وسام بطبيعية جدا. والشخصيتان مختلفتان كليًا.

ما الأعمال التي لفتتك في رمضان وماذا تابعت من مسلسلات؟

بحكم العلاقة بيني وبين سامر البرقاوي مخرج “الهيبة” ومخرج “الزند” حاليًا ومحبتي الدائمة لشخص واداء ونجومية تيم حسن شاهدت “الزند”. والعمل ترفع له القبعة من حيث الإمكانات وأداء الممثلين، الصورة والإخراج وضخامة الإنتاج، بالإضافة إلى مسلسل “النار بالنار” الذي كان من المفترض أن أكون من بين الممثلين فيه ولكن الظروف الإنتاجية لم تسمح بأن ادخل في ثلاث مسلسلات في شهر رمضان. من هنا اريد ان أحيي صديقي جورج خباز فهو يقدّم السهل الممتنع وهو من اذكى الممثلين الذين اعرفهم ودائما ما انحاز للممثل الكاتب لأن الأخير يعرف كيف يستغل الادوات بشكل صحيح وتحويل شخصية عادية لشخصية معقّدة وملفتة للنظر والأمر نفسه بالنسبة للممثل المخرج. أوجّه تحية له ولجهوده ولزينة مكي التي كان لي مشاركة صغيرة معها في “الهيبة” ولكن حان الوقت للعمل سويًا بأدوار بطولة. كما أحيي كل الممثلين اللبنانيين، الذين شاركوا في الأعمال المشتركة هذه السنة والتي أعطيت لهم الفرصة للمشاركة. كما اني أحيي الممثلين السوريين في مسلسل “الزند”.

لدي انحياز نوعا ما لما يقوم به جورج خباز بالإضافة أن طارق تميم يقوم بعمل كبير جدًا.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com