المخرج خالد يوسف يردّ على انتقادات مسلسل “سرّه الباتع” ويؤكد “لن أكرر التجربة”

حلّ المخرج خالد يوسف، ضيفاً على حلقة “تفاعلكم” على قناة العربية، ردّ فيها على الانتقادات التي طالت مسلسل “سره الباتع” اول عمل له على المستوى الدرامي بعد غياب لسنوات.

وقد صرّح يوسف بانه عمل على المسلسل بنفس التقنية المستخدمة لفيلم سينمائي وبالتالي اعتبره بمثابة فيلم سينمائي طويل. وقد اشترى الرواية بهدف العمل عليها منذ عام ٢٠٠٩،فهي من الأعمال التي كان يتمنى أن يتناولها منذ زمن كون التعمق بفكرة الكاتب “يوسف ادريس” يتفرع منه مئة خط درامي. من هنا قد رأى بأنها تحتمل ثلاثين حلقة من دون تطويل اللحظة. لذلك اعتمد فن تكثيف اللحظة، الأمر الذي يقوم به في السينما تماما، وبالتالي قد كثّف كثيرا الخطوط الدرامية.

كما أضاف بأن التجربة مرهقة جدا لانه قام بالعمل استناداً الى النسق السينمائي. فست عشرة ساعة ونصف تساوي خمسة أفلام. كما أضاف بأنه لن يقوم بدراما تلفزيونية مرة أخرى فهو احب أن يكون هذا العمل بمثابة إطلالة منه على الجمهور في البيوت مختلفة عن السينما، والمساهمة بالدراما التلفزيونية عن طريق تجسيد وجهة نظره حول كيفية العمل عليها. ليضيف “انا اكتفيت،وكدا مبسوط”.

في السياق نفسه قال خالد يوسف بأن الرواية قائمة على سبب بقاء الاستعمار الفرنسي في مصر لمدة ثلاث سنوات في الوقت الذي استعمرت مصر لسبعة ٱلاف سنة كل القوى العظمى التي تمركزت في مصر. فقد اقترب الفرنسيون من محاولة تغيير ملامح الشخصية المصرية في حين كان الاستعمار السابق مستبداً ونهب ثروات البلد وبالتالي لم يقترب أحد من ثقافات المصريين أو محاولة تغيير ملامحهم وعاداتهم أو محاولة إضافة منظومة قيم مغايرة للمجتمع المصري غير الفرنسيين ما أدى إلى استنفار المصريين.

والفكرة الأساسية هي بأن المصريين حساسين تجاه أي محاولة تعرض لهويتهم. لذا مزج المعاصر بالتاريخي بناء على تجربة الاحتلال الإخواني لمصر الذي لم يستمر أكثر من سنة وقد حاول أيضا الاقتراب من الهوية الوطنية واستنفار المصريين، ما  أدى إلى طردهم في غصون سنة.

فالمقارنة بين هذين الاحتلالين هي التي استوقفته وبالتالي تم مزج العصرين لتسليط الضوء على اهمية الانتماء للدولة المصرية الجامعة. وأكد بأن المصري هو المصري بصرف النظر عن ديانته.

أما بالنسبة للمقطوعات الموسيقية التي قيل بأنه استخدمها سابقاً في أفلامه فأكد على صحة هذا الكلام مستشهداً بفيلمه “حين ميسرة” الذي وظّف فيه موسيقى أفلامه السابقة، مستعينًا بموسيقى فيلم “العاصفة” للاستاذ كمال الطويل وفيلم “خيانة مشروعة” لياسر عبد الرحمن وصنع منهما موسيقى”حين ميسرة” بالكامل.

كما ذكر المعلومة بتتر فيلم الراحل كمال الطويل بعد أخذ الاذن من أولاده.

إذا ليس هناك من مشكلة، فالمُشاهد وكذلك الناقد من حقه ألا تعجبه الموسيقى كما أن من حقه هو أيضًا استخدام الموسيقى التي يريدها. مشيرًا بأن الموسيقى هي بمثابة وجدان كل عمل فني، فعندما يتعلق بموسيقى معينة من الصعب أن يستبدلها.

أما بالنسبة للانتقادات التي تم تداولها عبر “السوشال ميديا” حول بعض الأخطاء التاريخية أو الاخراجية؛ كظهور أحد الممثلين بحذاء رياضي لاحدى الماركات العالمية التي لم تكن قد وجدت في تلك المرحلة. بالإضافة إلى شخصية  “نابليون” التي يجسدها الممثل أيمن الشيوي وهو طويل القامة عكس ما هو “نابليون” بالحقيقة. بالإضافة إلى لبس وملامح الجنود الفرنسيين.فبرر يوسف قصة الحذاء بأن لديه حوالي الالف أو الألفَي كومبارس في اليوم ومحاولة السيطرة عليهم أو تحقق المساعدين منهم لم يكن كاملاً، ما سبّب بهذا الخطأ الذي سبق واكتشفه خلال التصوير واعاد المشهد من جديد مستبدلاً الفتى بفتى ٱخر مرتدياً الجزمة التاريخية، ولكن تم استبدال المشهدين بالخطأ وبعد عرض المسلسل بدل المشهد على الفور واعتذر عن الأمر.

واضاف كونه قام ببذل كل هذا الجهد والعمل على كل الملابس التاريخية المنضبطة وحركة المجاميع بأكملها فإنه لن يقف عند حذاء احد الكومبارسات ليهمله.

أما بالنسبة لنوعية الملابس وما قيل بأن القطن المصري لم يكن متوفراً في مصر ومحمد علي من أحضره من الهند، وصف الأمر “بفزلكة” من الطراز الرفيع.

مع أن الملابس القطنية متوفرة في مصر وفي حال لم يكن هناك قطن مصري فهو لا يعتقد بأن هناك شخص عظيم سيتمكن من دخول المشهد ليتفقد إذا كان اللباس من نوعية القطن. مشيرًا بأن لا تزعجه هذه التفاصيل كونها تخلق حالة جدل واهتمام والأمر ساعده.

أما في ما يخص الآراء حول شخصية “نابليون”. فالجمهور الذي تناقل الموضوع ليس على دارية ما هو الفن في الأساس. واستشهد هنا بالمخرج يوسف شاهين، حين جسد احمد مظهر شخصية “ناصر صلاح الدين” الموصوف تاريخيًا بانه عريض المنكبين وطويل والى ما هنالك من تفاصيل مع العلم أن طول احمد مظهر يوازي الـ ١٦٥ سم.

الموضوع يرتبط هنا بالرؤية الخاصة بالمخرج في اختيار الدور فعندما يريد أن يقدم “نابليون” بمظهر العظمة سيختلف الأمر عند تقديمه بصورة المستبد والأمر نفسه إذا أراد أن يقدم شخصية جمال عبد الناصر بصورة أعظم شخصية تاريخية فهو سيحضر الكاستينع الذي سيخدم رؤيته.

إذًا الفكرة الأساسية ليست في تطابق الشكل بل هي قضية رؤية المخرج للشخصية نفسها.

بالإضافة إلى التعليقات القائلة بأنه لم يكن هناك عجلة تجر الأحصنة في ذلك العصر شعر بأن هناك محاولة للتصيد طول الوقت على السوشال ميديا.

كما أشار بأنه شخص مثير للجدل طوال الوقت، ولو أن المسلسل عرض باسم ٱخر غير اسمه لما كان حصل كل ذاك الجدل ووصف العمل على أنه “فتح جديد في الدراما التلفزيونية.”

كما ختم أنه فخور بالعمل الذي قدمه والأصداء هائلة والمسلسل ناجح ونسبة المشاهدين عالية.

الجدير بذكره أن القصة التاريخية مستوحاة من قصة للأديب الكبير الراحل يوسف ادريس (سره الباتع) وبمعالجة درامية وسيناريو وحوار وإخراج لخالد يوسف. وبمشاركة في السيناريو والحوار لخالد كساب. وقد أدى غناء شارة المسلسل النجم محمد منير .

 ونشير بأن المسلسل من انتاج الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية وشركة سينرجي للانتاج الفني لمنتجها تامر مرسي. من بطولة اكثر من ستين نجم ونجمة منهم: احمد فهمي، احمد السعدني،حنان مطاوع، ريم مصطفي،حسين فهمي، عمروعبدالجليل وغيرهم من النجوم.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com