بالصور وبالصوت: عرس السماء أحيته بالامس السيدة فيروز
استمتعت بالامس بسماعها ، استمعت اليها بأذني وعيوني وحنيني وذكرياتي وأمنياتي ووطنيتي وقوميتي وعنفواني ورومنسيتي، بالامس كرّمت عيني بمشاهدتها بل أعطيتهما شرف مشاهدة سفيرتنا الى النجوم ، بالامس غادرت جسدي وحرّرت روحي واستمتعت بغناء السيدة فيروز…
أطلّت ، فسقطت كل خيبات وانكسارات الزمن وصغرت كل المحن ومزّق صدري الشجن فاستمعت اليها بشغف الطفل لأمه وبشوق العاشق الى قبلة وبحنين المهاجر الى الوطن …
أطلّت ، فعبق المكان برائحة المجد والعنفوان وبرائحة المستقبل والامل وبرائحة الحياة والانتصار …
أطلّت ، واسترسل صوتها بتجييش الدموع والحنين والشجن فعلت “الآه” في المكان ألف مرّة و”كرجت” الدمعة على أكثر من خد وتغلغلت في أكثر من مقلة حتى تحوّل الجسد على نغمات صوتها الى مذبح مقدّس ،أجراسه نبضات القلب التي زاحمت نفسها بالامس في كل مرّة تطّل فيها السيدة فيروز، وقربانه الروح التي تحرّرت بالامس من قيود الحياة فصوت السيدة فيروز يحّررك من عبودية القدر وتشعر انك ولدت لتكون حرّاً أبيا ، فيعطيك صوتها الدافع والقوة والوسيلة لتتحرّر من كل هذه القيود ، فتخلع عنك ثوب العبودية والضعف والاستسلام وتنطلق في سماء الحرية …
أطلت ، فسجّلت كتب التاريخ بالامس السابع من تشرين الاول 2010 موعداً لانتصار الحق على الظلم وموعداً لانتصار الامل على اليأس وموعداً لانتصار حكم الناس على حكم القانون….
أطّلت….فكانت فيروز!!
زحمة سير خانقة على كل الطرقات المؤدية الى قاعة البيال في بيروت. زحف بشريّ على الطرقات، اعداد هائلة من اللبنانيين والعرب وحتى الاجانب يتكبدون عناء المشي لمدة ربع ساعة ليصلوا الى موقع حفل الاسطورة “فيروز”!
كمّ هائل من النّاس،لم ولن تشهده اي حفلة على الاطلاق. جاؤوا لينتصروا لفيروز لبنان ، فيروز الوطن، فيروز الماضي والمحاضر والمستقبل!
لم ولن نشهد هذا التجمهر الشعبي لأي فنانة أخرى مهما علا شأنها، فهي للسيدة فيروز…
سهرة من العمر بالامس ، تليها سهرة أخرى اليوم، لن تتكررا الا ان عادت واضاءت ليالينا السيدة بصوتها وطيفها وعظمتها مجددا، فهي دفّة الخلاص التي كنا ننتظرها لنتعلّق بها…علنا ننسى لساعات أزماتنا وويلاتنا وكوارثنا في بلادنا العربيّة!
عدد كبير من النجوم والنجمات توافدوا تباعا الى صالة البيال لمشاهدة وسماع “جارة القمر”ابرزهم النجم “عادل امام” الذي قصد بيروت خصيصا ليحضر الحفل رافضا اعطاء اي تصريح لأي وسيلة اعلامية، كذلك الفنانة الكبيرة “جوليا بطرس” التي وصلت برفقة زوجها السيد الياس ابو صعب وشقيقها الملحن “زياد بطرس” متأخرة فركضت لتلحق الدخول ومتابعة الكبيرة.
ايضاً حضر الاعلامي الكبير “عمرو اديب” والنجم “مروان خوري” والنجمة “احلام” برفقة زوجها و الاعلامية “انابيلا هلال” وزوجها طبيب التجميل الشهير “نادر صعب”، الاعلامية “يمنى شري”، الفنانة “مايا دياب” برفقة المصمم اللبناني العالمي “نيكولا جبران” والسيد طوني سمعان مدير شؤون الفنانين في شركة روتانا ، الفنانة “عبير نعمة”، الممثل “شادي حداد”، خبير التجميل الشهير “بسام فتوح”،الفنانة “صوفيا المريخ”، الممثل قصي الخولي، مديرة نشرة الأخبار في الجديد مريم البسام، الإعلامي جورج صليبي، وسام الساهر نجل كاظم الساهر وعدد كبير من الوجوه المعروفة اللبنانية والعربية ، بالاضافة الى أمراء عرب، سياسيين وديبلوماسيين.
غصت القاعة بالآلاف، يقدّر عددهم بأكثر من 7000 شخص جاؤوا من مختلف المناطق اللبنانية، ومن مختلف الدول العربية لسماع السيدة فيروز تغنّي مجددا بعد الحصار والمنع الذي تعرضت له الكبيرة والذي سبق ونقلنا لكم فصوله!
وكان لموقع “بصراحة” لقاءات مع ابرز الوجوه التي حضرت.
ننقل اليكم اولا تغطية شاملة للحفل كما عودناكم دائما بالصوت..
سألنا الحاضرين عن اسباب حضورهم الحفل وعن آرائهم بالنازاعات التي نشأت في العائلة الرحبانية وماذا ينتظرون سماعه من السيدة فيروز..وجاءت الردود على الشكل التالي:
الممثل شادي حداد اعرب لبصراحة عن سعادته بعودة السيدة فيروز الى الغناء مجددا وقال :” السيدة فيروز رمز من رموز لبنان وهي حاملة رسالة لبنان، رسالة المحبة والسلام الى كل العالم، فرصة جميلة انني استطعت حضور هذا الحفل الذي لا يتكرر الا كل عام مرة، و “الله يطول بعمرا” وانشاءالله يبقى هذا الرمز رمزا للبنان ولكل الدول العربية”.
امّا الفنانة عبير نعمة فقالت: ” السيدة فيروز ايقونة في عالم الموسيقى العربية واللبنانية، هي والاستاذ وديع الصافي اجمل شيء حصل في لبنان وفي تاريخه،وليس بالغريب ابدا ان يتواجد هذا العدد الكبير من الناس في حفل للسيدة فيروز، وان قامت السيدة فيروز يوميا بحفل غنائي ستجد هذه “العجقة” وهذا الكمّ الكبير من الحاضرين. أتيت لأسمع اي شيء تغنيه فانا اعبد صوتها واعشقها وكل ما تغنيه جميل خاصة ان كان لزياد الرحباني”.
اما الاعلامية يمنى شري ففرحتها لا توصف يهذا الحفل وقالت:” لم اهتم للخلاف الذي حصل ولم يعني لي شيئاً ولم اتابعه حتى لأنني لم احبّذ ان يخرج هذا النزاع الى الشاشة، كما انني لا استطيع ان ارى في الاعلام احدا يتشاجر مع “فيروز” وجئت زحفا لمشاهدة السيدة فيروز…وقصدت الحفل مشيا من منزلي وهذا الحفل قد يدخل كتاب “غينيس” العالمي لأن القاعة تغصّ بالناس من دون اي حملة اعلانية.كلنا قدمنا من منازلنا مشيا على الاقدام ولم نهتم لا لمظهرنا ولا لسياراتنا.جئنا لنشاهد فيروز فقط” !
اما خبير التجميل بسام فتوح فصرح لنا :” انا سعيد جدا بحضوري لانها المرة الاولى التي سأشاهدها “لايف”، وكل اغانيها جميلة خاصة التي اعدها زياد وحتى لو خرجت و “سبّتني” سأستمع لها…حصل لغط كبير، لا يهمني. المهم انني ساسمعها واشاهدها!
كذلك الاعلامية انابيلا هلال اعربت عن سعادتها بالحفل وقالت :” هذا انتصار لما حصل في المظاهرة فصوت فيروز لا يغيب ولا يمحى. ومهما جربوا ان يتحدوا، صوتها سيبقى عاليا لأنه صوت راسخ في جذور الارض اللبنانية”
اما الدكتور نادر صعب فقال:”مهما غنت سيكون جميلا وممتعا. عرفت فيروز بقديمها وجديدها ووصلت الى كل الدول العربية وكذلك الى دول اوروبا واميركا وجديدها رائع مع زياد الغنيّ عن التعريف بفنه وابداعاته. اتمنى ان يطول الوقت لكي نتمتع مع السيدة فيروز التي تستحق لقب “السيدة” والتي هي معلم من معالم لبنان التي نفحر بها”!
اما النجم مروان خوري فقال لنا:” اهم شيء ان تواصل فيروز الغناء وان لا يحصل اي شيء يؤثر عليها او على اي احد من العائلة الرحبانية التي نجلها ونحترمها”!
معلومات من كواليس الحفل:
-غنّت السيدة فيروز فقط من الحان المبدعين زياد وعاصي الرحباني
-حضر زياد الرحباني في الكواليس
-كان لافتا حضور عدد كبير جدا من الخليجيين والاجانب وخاصة الاشقاء السوريين الى حفل السيدة فيروز
– خضع الجميع للتفتيش وأخذت الكاميرات و الهواتف المحمولة من الجميع من دون استثناء ووقف كبار النجوم في الصفّ ليقطعوا بطاقاتهم قبل الدخول الى الصالة
– استاء عدد كبير من المصوّرين بسبب السماح لهم بالتقاط صور خاصة للسيدة فيروز من على بعد 2 كيلومتر وفقط لمدة خمس دقائق وكانوا بصدد الاتفاق فيما بينهم لعدم تسليم الصور للمجلات و الوكالات التي يعملون لصالحها ولكنهم عادوا عن قرارهم كرمى للسيدة فيروز
-تصوير الحفل (فيديو) اقتصر على شركة السيدة فيروز تحت ادارة المخرجة ريما الرحباني ولم يتقرر بعد على أي شاشة سيعرض الحفل لاحقاً
– تعجرف احد المنظمين للحفل الذي عامل الصحافيين الموجودين في باحة البيال بأسلوب فظّ فاعترضوا على ذلك مما اجبره لاحقا على تغيير اسلوبه في التعاطي لانه ادرك اننا عصب القوة لاي حفل ولأي نجم مهما علا شأنه!
– خصصت بعض السيارات و المركبات الصغيرة الحجم لنقل النّاس من مداخل البيال حتى ابواب القاعات لتسهيل وتسريع تنقلاتهم واللافت انها زينت باسم وصورة السيدة فيروز
– تهافت الحاضرون على شراء البوم السيدة فيروز الذي كان معروضاً في باحة قريبة من المسرح وسعر الالبوم حدد ب25000 ليرة لبنانية
– الحضور السياسي اللبناني كان خجولاً جداً وتساءل الحاضرون لماذا تغيب رئيس البلاد ورؤساء النواب والوزراء عن هذا الحفل . اما أبرز الحاضرين بالامس كان معالي وزير الطاقة والمياه جبران باسيل
-تردّد ان فستاني السيدة فيروز من تصميم المصمم اللبناني العالمي ايلي صعب
-عندما أنهت السيدة فيروز وصلتها الغنائية غادرت المسرح على تصفيق الحضور الحار الذي لم يتوّقف الى أن عادت السيدة فيروز وغنّت أغنية اضافية وتكّرر هذا الامر لمرتين متتاليتين
هكذا كانت أجواء الليلة الأولى لحفل السيدة فيروز التي روت عطش كلّ عشاقها الى صوتها ودفء حنجرتها فملأتنا أملا بيوم جديد ومستقبل أفضل و بعثت في نفوسنا السكينة والطمأنينة و غذت ارواحنا بطاقات أمل و حبّ وفرح…وايه في أمل!
تغطية باتريسيا هاشم – علاء مرعب