رأي خاص- دبي بلينغ… ترف السطحية المذهل وصورة مشوّهة للمرأة العربية
“ترجّلوا عن متن طائراتكم الخاصّة وانضمّوا إلى الدائرة الاجتماعية المخملية في “دبي”، حيث الحفلات المترفة وناطحات السحاب المذهلة والأزياء المبهرة”، بهذه العبارة عرّفت شبكة نتفليكس الشرق الأوسط الجمهور حول مسلسل “Bling دبي” التي بدأت بعرضها مؤخرًا.
وبعد مشاهدة ثلاث حلقات من المسلسل أكدت الاعلامية باتريسيا هاشم، رئيسة تحرير موقع “بصراحة” ان هناك الكثير لتتحدّث عنه بما يخصّ هذا العمل، فهي انتظرت حتى الحلقة الثالثة لتتحدّث عنه خوفًا من أن تظلم فريق العمل لأنها دائمًا ما تشجع الافكار غير العادية.
وشدّدت هاشم انها قبل أن تنتهي من مشاهدة “Bling دبي” هناك اشياء يجب ان تقولها، فبعيدًا عن الانتاج المُبهر والحابس للأنفاس وعن المَشاهد الرائعة والترف الممتع وصورة دبي العظيمة التي تفتح الشهية على العيش والحياة،
سيئة هي صورة المرأة النمّامة والسخيفة والسطحية التي عكستها حلقات المسلسل ولأن جميعنا يعلم أن كل يُقال وينفذّ بأعمال Reality TV يكون معدّاً سلفًا أو Scripted لذا فمن المؤسف اختيار حوارات “بايخة” ومواقف غبية وسخيفة، جعلت “هاشم” تخجل أنها امرأة عربية.
وأشارت “هاشم” أن لجين عمران استطاعت انقاذ هذه السلسلة من الاسفاف والسطحية فكانت مشرّفة،راقية، حقيقية وصاحبة فكر وثقافة واخلاق على عكس بعض النساء الاخريات النمّامات ومواقفهن السخيفة وغضبهن المفتعل والمستفز واحاديثهن الغبية.
وتابعت “هاشم”: “ان الثروة والمال وحياة الترف لا تعني السطحية والغباء دائمًا. وبعض الاسماء المشاركة في هذه السلسلة كارثية. وأكدت ان وقتًا ثمينًا على الشاشة ذهب هباءً في النميمة ونقل الكلام وافتعال احداث “بايخة” فكل ذلك لا يليق بالمرأة العربية كون معظم المشاركات عربيات، ولا بجمال اخلاق المرأة العربية ولا روعة فكرها واحاديثها ولا بالعائلة العربية، واذا لا بد من Reality TV تعوّم بعض المستجدين والمستجدات على الغنى وبعض حديثي النعمة والثروة والجاه فعلى الاكيد ليس Dubai Bling فيجب ان يكون اسم السلسلة Dubai Fake Bling.
واضافت هاشم: “وأخيرًا عندما تريدون أن تقلّدوا الغرب الذي لا يجب ان يتم تقليده بالأصل، اخترعوا نسخة أعظم تليق بوطننا العربي وبالمرأة العربية وبالعائلة العربية وتعكس صورة العائلات التي تضيف لمجتمعاتنا وليس تلك التي تُسخّف العلاقات الانسانية، فمن الذي قال ان الاشياء الراقية “ما بتجيب views؟ وفي حال كان هناك من استثناء، لا يجب ان نشرّع لهن الشاشة وعلى الاكيد هذه السلسلة خسرتهن اكثر مما ربحتهن ولو زادت نسبة متابعيهن ولو ان نسبة المشاهدة من المتوقع ان تتخطى المعقول الا ان هذه السلسلة ستنجح تجاريًا لكن على الاكيد هذا لا يعني ان لها قيمة.
اذا وبإختصار، ربما رغبت الشركة المنتجة ان تسلّط الضوء على اثرياء الوطن العربي الذين يعيشون في دبي والذين وصلوا اليها فقراء وتحوّلوا فيها الى اثرياء بعد سلسلة نجاحات حققوها كل في مجاله وهذا حق مشروع لهم ومداعاة فخر واعتزاز لنا، الا ان تصويرهم بهذه السطحية واعطاء صورة مسطّحة عن اهتماماتهم الفارغة واحاديثهم السخيفة لم تخدم المشاهير المشاركين انما اساءت لهم ولمسيرة بعضهم الناجحة ان استثنينا النساء المتزوجات من رجال اعمال اثرياء اللواتي يقضين نهارن في حرق اموال ازواجهن والاستمتاع بحياة الترف السهلة والتلهّي بالنميمة والكلام الفارغ والمنافسة على تلبية الدعوات وعلى الشوبنغ والسفر. لا شك في ان هؤلاء موجودون في مجتماعتنا العربية ولعلهم ينعمون بما يتمناه كثيرون، الا ان تصوير الاثرياء على انهم يعيشون على هامش الفكر والحكمة والرصانة والمسؤولية المجتمعية فهذا دون ادنى شك لم يخدم هذه السلسلة التي بدت جميلة بالشكل وقبيحة بالمضمون ولكل هذه الاسباب لم تلقَ استحسان المشاهد العربي الذي وجدها مستفزة وسطحية.
يضم مسلسل Dubai bling العديد من المشاهير العرب من جنسيات وثقافات مختلفة منهم: لجين عمران، زينة الخوري، لجين عضاضة، فرحانة بودي، إبراهيم الصمدي، صفا صدقي، كريس فايد وغيرهم وهو من انتاج مازن لحام.