وراء الشمس… ينقذ الدراما السورية وينتصر لها
كنا قد قدمنا سابقا جردة رمضانية، اضأنا فيها على اهم المسلسلات التي تعرض على شاشاتنا، كما عبرنا عن آراءنا اتجاه بعض الاعمال التي سقطت ولم تنجح جماهيرياً، واتينا على ذكر مسلسل “وراء الشمس” وقلنا انه يحقق نجاحاً كبيراً ورواجاً بين المشاهدين العرب…ولكن العمل يستحق فعلا اكثر من ذلك.. يستحق ان نخصص له صفحات في مجلاتنا… لاهميته و اهمية ما يقدمه مبتعدا عن “روتينية” سرد القصص الباهتة، واليوميات التي باتت تتكرر في كل الاعمال.
هذا العمل الموقع باسم المخرج الاكثر من “شاطر” الاستاذ ” سمير حسين” وتأليف المتميز “محمد العاص” تطرق بحرفية عالية لنماذج وحالات اعاقة مؤثرة جداً، فأدى دور المصاب بالتوحّد النجم “بسام كوسا”، والذي اجاد تقديمها كما لم يقدم دوراً من قبل، فاشعر المشاهد بانه فعلا يعاني هذا المرض، وهنا تكمن حرفية الممثل في ايهام المشاهد بحقيقة الحالة، واجتذاب تعاطفها معها.
كما تمت الاستعانة بشاب ليؤدي دور الطفل المصاب بـ “متلازمة داون” او ما يعرف بـ “المانغول”، وهذا الشاب يعاني فعلا من المرض واتقن دوره بطريقة مدهشة، فاستطاع سمير حسين ان يضيء على الجانب الايجابي في حياة ذوي الاحتياجات الخاصة… وان يعالج كل الامور الشائكة في تفاصيل حياتهم.. مقدماً عملاً ترفع له القبعة… عملاً دسماً يستحق كل من عمل فيه فعلا التكريم والاشادة.
في الناحية الاخرى، لا استطيع ان امر مرور الكرام على اداء النجم “باسل خياط”، لانه ابدع في اداء الرجل الذي يصل الى حافة الجنون بسبب عدم تقبله لحقيقة حمل زوجته بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، كما انني اشيد بدور النجمة “صبا مبارك” التي اتقنت لعب دور زوجة باسل خياط، والتي رفضت اجهاض الطفل والتخلى عنه، واصرت على انجابه متحدية رفض زوجها.
اضافة الى كل من شارك في التمثيل من النجمة “نادين” الى الكبيرة “منى واصف” الممثلة “ضحى الدبس” والنجم “سليم صبري”… كلهم يستحقون التكريم.. لانهم خرجوا بالعمل الدرامي من قوقعته واستنزافه لنفسه، ولانهم الى جانب مسلسل “وما ملكت ايمانكم” للمخرج “نجدت انزور”، اعلنوا انتصار الدراما السورية على المصرية لهذا العام!!