خاص – في ظل تهديد بعض المنصّات للمجتمع العربي…. صادق الصباح يدعو الى الوعي والمناعة
تجتاح المنصّات الرقميّة مؤخراً وطننا العربي بشكل ملحوظ ومن بينها تلك المتخصصة بعرض المحتوى الدرامي الاجنبي والعربي على حدّ سواء. بعض هذه المنصات كانت محط اهتمام الجمهور العربي الذي وجدّ فيها متنفّساً فنّياً وتسلية ممتعة لكَمّ الأعمال الدرامية المتنوّعة عليها والتي تتفاوت مستويات قيمتها الفنية بين الجيّد والأكثر جودة، الا انها احترمت دائماً مزاج وذوق وقيَم المُشاهد العربي.
ولكننا مؤخراً نشهد على ولادة منصّات أجنبية جديدة تحاول فرض فكر ومعتقدات مؤسّسيها او مجتمعاتها على المجتمعات العربية او اقلّه التأثير بها بشكل تراكمي ما ينذر بعصر درامي جديد هجين ومُقلق.
ولذلك رفع المنتج اللبناني صادق الصباح، نائب رئيس “المنتجين العرب”، الصوت عاليًا عبر موقع “بصراحة”، حيث شدّد في تصريح خاص لنا حول التوعية والمناعة لتجنّب الخطر الداهم على الدراما مِن قِبل هذه المنصّات.
وأكد “الصبّاح” في البداية أن في الدول الغربية تم السماح بإثارة مواضيع عديدة “شائكة وحساسة” هم طبعاً احرار بطرحها في مجتمعاتهم لكن عندما يريد الغرب ان يتوجّه صوب الدول العربية، عليه أن يحترم خيارات هذه الشعوب كما هم يحترمون خياراته، فيتبيّن وكأنهم يمنحون شرعيّة لهذه المواضيع الدقيقة من خلال كافة الأعمال الفنيّة من بينها السينما والدراما والمسرح وحتى الرسم التشكيلي.
وكيف سيتعاطى “الصبّاح” مع هذه الآفة؟ أكد لنا أنه سيراقب المشهد ليكّون نظرة شاملة ومحاربتها تكون فقط من خلال طرح الأفكار المُبسّطة بالمسلسلات والافلام والمسرحيات العربية التي تدعو الى الانضباط الاخلاقي. مشددًا انه تعب للارتقاء بالدراما العربية وايصالها الى ما وصلت إليه اليوم، لذا من منطلق مسؤوليته المهنيّة حذّر المنتج صادق الصبّاح الممثّلين العرب الى مزيد من الانتباه خاصة ان هذه المنصات الآتية الى البلاد العربية قد تتعاقد مع النجوم الممثلين حصراً لقاء مبالغ مالية كبيرة لتوريطهم بالاعمال الفنية المحرجة والخطرة قائلاً “يتوجب الحذر.. هذا الموضوع يشكل خطرًا كبيرًا على الفنان الذي سيؤدي دورًا بهذه الأعمال المريبة وقد يصبح منبوذًا بطبيعة الحال”. طالبًا من صنّاع الأعمال الفنيّة الاتحاد وتوحيد افكارهم، قناعاتهم ومواقفهم ليكونوا أقوياء بقراراتهم.
واضاف “الصبّاح” انطلاقاً من الشق الانساني نحن نحترم رأي وموقف الغرب حول مواضيع حساسة كثيرة ولكن بالمقابل فليحترموا هم أيضاً ثقافتنا ورأينا. ونحن نتوقّع ان نواجه مشكلة اضافية بأننا قد لا نسمح بأن توضع أعمالنا الى جانب أعمال أخرى تروّج لمواضيع حساسة أو دقيقة على نفس المنصّة”. مؤكدًا ان هناك مواضيع لا يستطيع ان يتخطاها ومن موقعه كنائب رئيس “المنتجين العرب” فمن واجبه أن يُحّذر، مشددًا أن “الاتحاد” قد يُدلي بتوصيات وكل جهة تقول رأيها وفكرتها، لكن “الاتحاد” ليس له أي سُلطة ولا يُلزم شركات الانتاج بأي شيء، لكن هنا دور الرقابة. وهو رفع الصوت من باب المسؤولية وأيضًا المسؤولية بمهنته في أن يُجسد الامور الواقعية لكن ان يكون بنفس الوقت حذرًا.
وأشار “الصبّاح” أن المقاومة مطلوبة من الممثلين وشركات الانتاج وبطريقة مبّسطة وليس بطريقة انفعالية أو من خلال التحدّي لأن الموضوع حساس. فهو لا يمانع بظهور هذه المواضيع الحساسة أو الحرجة ضمن محتوى الدرامي العربي لكن بشكل عرضي لا الغوص بها وتعريتها من كل اشكال اللياقة والرقي واحترام خصوصية المجتمعات العربية.
اذا وبإختصار نحن على موعد مع غزو لمنصات اجنبية على عالمنا العربي لا نعلم حقيقة اجندتها وما تسعى الى فرضه على المُشاهد العربي ولسنا متأكدين ان كان الهدف من توسيع نشاطها في الوطن العربي هو محض تجاري او يتخطى ذلك الى التطبيع اجتماعياً وفكرياً معها. من هنا كانت صرخة المنتج “صادق الصبّاح” محقّة ويمكن اعتبارها جرس انذار بهدف التوعية وتعزيز المناعة المجتمعية. فهل نكون مستعدين لمقاومتها؟