خاص- “المشوار”… .نجاح واخفاقات تحت سقف واحد
مع مرور الإسبوع الأول لشهر رمضان، ما زال مسلسل “المشوار” يحصد إعجاب المشاهدين ويلقى الكثير من الدعم والإشادة كما تصدّر قائمة “الترند” لأكثر المسلسلات مشاهدة في الإمارات و تربع على عرش المرتبة الاولى.
لهذا العمل عوامل عدة ساهمت بنجاحه ولعل العامل الأقوى هو عودة المخرج محمد ياسين بعد توقّف دام لست سنوات من آخر أعماله التي قدمها في ٢٠١٦ وهو مسلسل “أفراح القبة”.
محمد ياسين واحد من أهم المخرجين وأكثرَهُم شغَفاً لعمله رغم قلة اعماله الذي ينتقيها بدقة والتي لا تتجاوز الأربعة أفلام وثلاث مسلسلات. له بصمة يصعب عليك تجاهلها وهذا ما كان واضحاً وجلياً جدا في أولى حلقات المشوار.
أما العامل الثاني فهو مشاركة النجمة المتألقة والمحبوبة “دينا الشربيني” وتعدّ هذه المشاركة الثانية لدينا ومحمد رمضان بعد فيلم”جواب إعتقال”.
من الواضح ان الثنائي يتناغمان بشكل ملحوظ، ما يعطي العمل رونقاً و نجاحاً إضافياً. فلا يمكننا غض النظر عن الأهمية الكبرى التي تلعبها الشربيني في نجاح وتألق العمل. فالكاريزما العالية والتناغم الكبير بين النجمين واضحة جدا خاصة في المشاهد المنكّهة بخفة دمهما وبنفحة كوميديّة عالية ما يعطي العمل تألقاً زائداً. من المؤكد ان الدراما العربية والمصرية ستشهد على ولادة ثنائية جديدة ناجحة ومطلوبة. فدينا الشربيني فنانة متميّزة صاحبة أداء وحس عاليين، تتألق عملاً تلو الآخر لذا حجزت لنفسها مكانة لا يستهان بها في السباق الدرامي الرمضاني كل عام . فهي أبدعت بادوار وشخصيات عدة فأصبحت وبجدارة، بطاقة الدراما الرابحة وحصانها الجبار.
تَحسِب خطواتِها وتنتقي أعمالها بحرفية كبيرة، تتحدى نفسها دوراً تلوَ الآخر، تغيِّر جلدَها وتتلون بحسب تطلبات أدوارها، غير آبهة لاي جمال او طلة وشكل. تعرف تماما ماذا تريد، شقّت طريقها وسارت بعزم، فلم تلتفت سوى لصوت نجاحها.
بالحديث عن محمد رمضان، لا يمكن لأحد ان يقلل من شأن موهبته الفذة، فهو فرض نفسه نجماً شاملاً على الساحة الفنية العربية وبأحقيّة موهبته، حضوره القوي وأدائه المتميز، ونحن كنا وما زلنا من اول الداعمين له، رغم هفواته التي باتت كثيرة وخطيرة وتكاد ان تفقِده الكثير مما بناه لسنوات طويلة وبمجهود كبير وهذا ما لحظناه من خلال “مسلسل” موسى الذي لم يحظَ بالنجاح الذي إعتاد عليه ولعلّ السبب يعود لعدم وجود أسماء كبيرة بجانبه تدعم نجاحه ونجاح العمل.
إعتدنا ان نرى رمضان، يتقمص الشخصية قلباً وقالباً وبكامل مضمونها، لكن مؤخرا نراه يتغاضى عن بعض التفاصيل التي تصنع الفرق في الاداء والنجاح.
ففي مسلسل “المشوار” يلعب محمد دور رجل فقير، ذو حالة مادية صعبة أقل من متواضعة، يعمل في منجم للملح لجني بعض المال ولكن للمفارقة، نراه صاحب بسمة هوليوودية بيضاء كالثلج، بسمة لا يمتلكها سوى النجوم والمشاهير واصحاب الملايين، شعره “مصفصف” بطريقة خلابة ولحيته منمقة ومهذبة بالسنتمتر.
ألا يستحق عمل بهذا الحجم من نجم بحجم “محمد رمضان” أن يتخلى عن صورته المنمّقة والمثالية ليخدم الدور والشخصية؟؟
كثيراً ما نرى هذه الهفوات التي يقع فيها النجم والتي تُفقده الكثير من المصداقية، فالجمهور العربي من اكثر الجماهير ذوقاً ودقة بإبداء الملاحظات والانتقاد.
الدراما رسالة وهي مرآة المجتمع لذا يجب ان يتحلى الممثل بالمصداقية تجاه جمهوره المُشاهِد وان يتخلى عن صورته اللمّاعة والمثالية وعن هيبة وبهرجة حضوره وعن جمال واناقة الاطلالة من أجل ان “يتمرمغ” بغبار الدور ويتّحد به فيكون أميناَ للورق وثقة الناس على حدّ سواء، فأي نجم مطرب يجب ان يساوم ويتنازل عن كل نجوميته لصالح النجم الممثل وهذا ما نعتبره نادراً في وطننا العربي حيث يتمسّك المشاهير بترف النجومية على حساب ترف اداء الدور والشخصية.