داليا داغر تطلق من سفارة لبنان في باريس مبادرة إنسانية جديدة

إجتمعنا على أزمتنا، مقيمون ومنتشرون. مرحلة مريرة لا بدّ من إجتيازها معا، والمبادرات الفردية على قاعدة العطاء والمحبة هي سترة النجاة الأخيرة. ونادرون اليوم هم أولئك الذين يكون العطاء أحد متعهم الخاصة، وأحد أهدافهم الإنسانية؛ وهذا ما تبرهنه دائما مؤسِّسة ورئيسة جمعية “سطوح بيروت”، الإعلامية داليا داغر بخطواتها وبأنشطة جمعيتها وفريق عملها.

مرة جديدة تعود داليا داغر الى باريس التي أطلقت منها منذ أشهر قليلة جمعية “Les Toits de Beyrouth”، حيث خصّصت يوم المرأة العالمي لتطلق من سفارة لبنان في باريس مبادرة إنسانية جديدة، ستكون المرأة اللبنانية هي المستفيدة الأولى منها، وذلك بدعوة من سفير لبنان المعتمد لدى فرنسا رامي عدوان، الذي إحتضن في أرجاء السفارة اللبنانية حضور لفيف من الشخصيات اللبنانية الموجودة في باريس من مختلف المجالات، ووجوه إغترابية عديدة، وكذلك أصدقاء لبنان في فرنسا وأوروبا. وكان بارزا الحضور القوي لشخصيات من القطاع الطبي في لبنان وفي طليعتهم البروفيسور جان مارك أيوبي، والأطباء غبريال غريب، ايلي عبود، انطوان شديد، انطوان معلوف، وجان ميشال فانيتزيل، الذين نوّهوا جميعا بأهمية هذا الحدث.

وإذ، أعلنت داغر عن توقيع إتفاقية تفاهم وشراكة بين جمعية “Les Toits de Beyrouth” ومجموعة من أطباء متخصصين في مجالات عدة موجودين في فرنسا، من شأنها تعزيز العلاقة بين بيروت وباريس لا سيّما على مستوى القطاعات الصحية، خصوصا وأن داغر قد أطلقت العنان لمساعدة المرضى بصورة خاصة في تليتون سطوح بيروت الأخير مع تفاقم الأزمة المالية الإقتصادية لأنّ “الصحة أهم شيء في الحياة” على حدّ قولها.

وبالعودة الى تفاصيل الإتفاقية، فستوفّر للمتخصصات في القطاع الطبي في لبنان من طبيبات وممرضات وباحثات فرصة لتلقّي دورة تدريبية مجانية في فرنسا وفقا لإختصاصهنّ، على أن تعدن إلى لبنان بعد إنتهاء الدورة لمواصلة ممارسة عملهنّ، نظرًا لأن لبنان يعاني حاليًا من نقص حاد في الأطباء لا سيّما المتخصّصين منهم وفي الجسم التمريضي كذلك. وشكرت داغر الأطباء المشاركين في المبادرة وهم د. غبريال غريب، د. ايلي عبود، د. حسان الحسيني، د. انطوان شديد، د. انطوان معلوف، د. جان ميشال فانيتزيل وذلك لمساهمتهم في بناء هذا الجسر الانساني.

وفي السياق، أكّدت داغر بإسم الجمعية “امتناننا العميق للسيد نسيب نصر المدير الطبي لـ Hôtel Dieu de France وكذلك للجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف الذين اختاروا مَن قد تستفيد من الدورة التدريبية”.

من جهته نوّه سفير لبنان لدى فرنسا رامي عدوان بجهود داليا داغر، وأعرب عن فخره بالإحتفال بيوم المرأة العالمي عن طريق المبادرة التي أعلنت عنها، معتبرا إياها بالمرأة المكافحة عن كل نساء لبنان لا سيّما في القطاع الصحي. وتحدّث عدوان عن دور المرأة اللبنانية في القطاع الطبي والتي واجهت منذ عامين جائحة كورونا ووضعت نفسها في خط الدفاع، ناهيك عن نضالها في ظل الأزمة المالية والإقتصادية الخانقة التي يمرّ بها البلد والتي دفعت بالكثير من الأطباء والممرضين والعاملين في الجسم الصحي الى الهجرة والبحث عن فرص عمل في الإغتراب.

وفي الختام، سلّمت داغر السفير عدوان مجسّما، تكريما لكل جهوده المبذولة على خطّ توطيد العلاقات بين لبنان والدولة الفرنسية، وفتح قنوات التواصل بين المقيمين والمنتشرين هناك، ولدعمه كل المبادرات التي من شأنها أن تساهم في نهضة لبنان من كبوته.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ الحدث حظي بتغطية إعلامية محلية وفرنسية بارزة، وفي طليعة وسائل الإعلام التي حضرت “Le Figaro”، و “L’Officiel”.

قالت مؤسّسة ورئيسة جمعية “سطوح بيروت” و”Les Toits De Beyrouth” داليا داغر في مستهلّ كلمتها أنّنا “نريد الاحتفال في الثامن من آذار الحالي بما تبقى من إنسانية لدى النساء والرجال على حدّ سواء لأنّها وحدها تعكس معاناتنا ومعاناة بلدنا”، مؤكّدة أنّ “هذه الانسانية تحثّنا اليوم على نقلها من خلال العديد من الأنشطة التي نقوم بها لعلّ أبرزها تيليتون سطوح بيروت الذي يهتمّ هذا العام بصورة أساسية برعاية المرضى”.

وأضافت: “إهتمامنا في الشق الصحي هذا العام الذي فرضته الأزمة دفع جمعية “سطوح بيروت” الى إبرام مذكرة مع مجموعة من الأطباء الموجودين في باريس. مذكرة التفاهم هذه من شأنها تعزيز العلاقة بين لبنان وفرنسا لا سيّما على مستوى القطاعات الصحية”.

وتابعت: “نظرًا لأن لبنان يعاني حاليًا من نقص حاد في الأطباء فإن هذه الشراكة ستعمل على تحسين القطاع الصحي في لبنان”، كاشفة عن أنّ “هذا التعاون سيوفر  للمتخصصات في القطاع الصحي في لبنان من طبيبات وممرضات وباحثات فرصة للإستفادة من تلقي دورة تدريبية مجانية في فرنسا وفقا لإختصاصهنّ”.

وأوضحت أنّه “بعد الدورة التدريبية ستعود هؤلاء النساء إلى لبنان لمواصلة ممارسة عملهن حتى تأخذ عبارة “أهمّ شي الصحة” معناها الكامل”، مؤكّدة بإسم الجمعية على “امتناننا العميق للسيد نسيب نصر المدير الطبي لـ Hôtel Dieu de France وكذلك للجامعة اللبنانية وجامعة القديس يوسف الذين اختاروا مَن قد تستفيد من الدورة التدريبية”.

وإستعانت داغر بما قاله أبقراط “ليكن طعامك هو الدواء الوحيد لك”، لتوجه في يوم المرأة تحية حارة لإمهات حملة “كتر خيرك”. وهنا كشفت عن أنّ “لنساء “كتّر خيرك” قريبًا دور أكثر أهمية بفضل تعاوننا مع الطاهي المميز واللبناني الأصل آلان جيام وقريبا جدا سنتحدث أكثر في تفاصيل هذا التعاون”.

وفي الختام لفتت داغر إلى أنّه “بسبب الوضع الاقتصادي السيء في لبنان يتزايد عدد الحالات التي تتطلب تدخلات جراحية بشكل كبير وبالتالي من الصعب تلبية وتأمين كلفة الإحتياجات المتزايدة”، وقالت: “نحن بحاجة لمساعدتكم وتعاونكم لأن جمعيتنا غير هادفة للربح وغير سياسية ولا تميز بين الطوائف ولا تتلقى مساعدات من جهات دولية وخارجية بل يتم تمويل أنشطتنا وفق العديد من المبادرات التي قمنا ونقوم بها”.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com