لقاء مشوّق مع الفنان نقولا سعادة نخلة تضمّن الكثير من الشجن ، الصراحة والدموع

واثق الخطى يمشي ملكاً .هذا حال الفنان نقولا سعادة نخلة الذي يفاجئنا دوماً بابداعاته الغنائية ، ولعل البوم “القلب الحنون” من أجمل اصدارات العام ان لناحية قوّة الكلام الذي شارك فيه كل من الاديبة مريم شقير ابو جودة والشاعرة المبدعة سهام الشعشاع و الفنان الشامل مروان خوري ومحمد العبدالله الفيصل كتعاون أول باللهجة الخليجية وغيرهم من الشعراء ام لناحية الالحان التي وضعها نقولا نفسه بالاضافة الى مشاركة الملحنين جاد أطريب ومحمود عيد.

12 أغنية تكاد كل واحدة ان تكون تحفة فنّية متكاملة ، جيّر لها نقولا عمل سنوات عدّة وحرص على ان يقدّم البوماً يشكّل مقدّمة محترفة وشاملة لسيرته الفنيّة . من تابع نقولا سعادة نخلة وما قدّمه من أعمال على الساحة الغنائية لن يتفاجأ بالالبوم الجديد الذي يحمل خصوصية لا تشبه الا نقولا نفسه سيما وانه حافظ على لونه الغنائي من خلال الاغنيات المختارة ولو انه نوّع في الكلمات والالحان

للوهلة الاولى ولدى سماع الالبوم تعتقد نفسك امام البوم عملاق من حيث الكلمات والالحان والتوزيع، أغنيات تحمل روح وابداع الشعراء المشاركين والملحن الفنان صاحب العمل نقولا سعادة نخلة.
“القلب الحنون” تحفة فنّية متكاملة أطلقها نقولا خلال المونديال بكل ثقة في حين لم يجرؤ سواه من الفنانين على طرح أعمالهم لانهم اعتبروا القيام بذلك بمثابة انتحار فنّي لانشغال الناس بكرة القدم.
وعندما تسمع العمل تدرك لما كل هذه الثقة والجرأة لدى نقولا وهذه المخاطرة بطرح الالبوم في هذه الفترة الحرجة اي المونديال ، لانه وبكل بساطة عمل مكتمل العناصر من حيث الابداع بالكلمات والالحان وحتى التوزيع وهو قنبلة الصيف دون ادنى شك فقد سُمع دويّها في سماء لبنان وغطّى على الهتافات المشجعة لهذا الفريق ام ذاك

فنان عصامي ، صنع نفسه بنفسه ولنفسه فقط الفضل عليه، وصل الى القمة واحتل قلوب نساء الوطن العربي لانه حاكى قلب المرأة  فكان في غاية الرومنسية وحاكى عقلها فكان في غاية الحكمة والرجولة…
الحانه احتلت المراتب الاولى  ومهّدت الطريق وأعدّت المملكة لصوته الذي هزّ كل العروش وشكّل في وقت قياسي خطراً على فنانين آخرين ، لا بدّ ان يراجعوا بجدّية حساباتهم ….
دعم الكثير من الفنانين المبتدئين وامسك بيدهم وسهر على موهبتهم  وانتج لهم اغنيات والبومات شكّلت نقطة تحوّل في مسيرتهم الفنّية ، منهم من كان وفيّاً لنقولا وآخرون للأسف نكروا وقوفه  الى جانبهم وعندما تسال نقولا عنهم يجيبك “الله يهديهم”…

زرنا نقولا في منزله وكان لنا هذا الحديث الصريح والحقيقي معه ، من القلب الى القلب….

بصراحة : بداية علمنا ان البومك “القلب الحنون” احتل المرتبة الثالثة في محلات “Virgin Megastore” خلال اربعة ايام من طرحه في الاسواق، “الف مبروك”…
نقولا: فرحت كثيراً عندما علمت انه خلال اربعة ايام وصل العمل الى الجمهور واحبّه، هذه نتيجة مشجعة جداً خصوصاً عندما “نتعب على عمل فنّي” ونجيّر له كل طاقاتنا ومجهودنا واحساسنا فنشعر بخوف وقلق شديدين لأن النتيجة النهائية فقط لدى الجمهور، الحكم الوحيد. فاما ان يحب العمل ويقدّره او بكل بساطة لا.

بصراحة: اشعر بأن الفنان يبرر دائماً عدم ارتباطه بعدم وجود شريكة مناسبة له ويتذرع بالبقاء “عصفور طيار” كما صرّحت لبرنامج “مش غلط” مع الزميل وسام بريدي.نحن اليوم موجودون في بيتك و”البيت فاضي” ،الى اي مدى تزعجك الوحدة؟ لما لا تعترف…
نقولا : لا تزعجني الوحدة .. فأنا من الاشخاص المرتبطين بالعائلة ، أقدّرها، احبّها واعشقها. فالعائلة اكثر ما يشعرني بالأمان، الظروف شاءت الا اجد الفتاة المناسبة، لأن الاستمرارية بالحب صعبة وانا واقعي وصريح مع نفسي ولست بـ”عصفور طيار” ، لكن الارتباط يحتّم علينا مسؤوليات واولويات وتضحيات تجاه الشريك وانا لست متفرغاً حالياً الى حد ما لانجاح هذه العلاقة كي لا اؤذي الشريك أو اظلمه.

بصراحة: انت متهم بأنك شرس الطباع ربما بسبب قساوة لهجتك وتعابير وجهك وفي نفس الوقت أنت اكثر الفنانين رومانسية .كيف تفسر هذا التناقض؟ وهل تفضل المرأة الرجل الحاد؟
نقولا : انتِ ستجاوبين عن السؤال الأخير اذا كانت المرأة تفضل الرجل الحاد..
لكنني رجل طبيعي وعفوي وهذه العفوية تتضمن ” نكرزات مني” ربما تكون قاسية احياناً وملامحي تظلمني قليلاً ولكن انا احمل في داخلي قلباً حنوناً ومحبة كبيرة جداً.

بصراحة: هل تسعى الى اظهار وجهك الشرس؟ أقلّه هكذا رأيناك خلال اطلالتك في برنامج “مش غلط”…
نقولا : خلال الحلقة بكاملها ربما انفعلت لثلاث دقائق فقط. هناك اشياء يجب على الله اعادة النظر فيها، خصوصًا التعاطي بين البشر. فمنذ التكوين، هناك مشاكل ولم نصل الى نقطة ليستطيع كل طرف ان يرضي الطرف الآخر لكن “التوك منّا نحنا” .
اطلب من الله ان يخلق طريقة ثانية لأن هذه الطريقة بالتعاطي فاشلة.

بصراحة: صرّحت أيضاً انك سيد المتكبرين وخادم المتواضعين، مع انك متّهم من قبل زملائك بالتعجرف “وشوفة الحال”. ما هو تفسيرك لهذا الموضوع؟
نقولا : انا أؤمن بأنني لست اكبر واهم ولا اعظم من احد الا بإنسانيتي والعكس صحيح ، ولا يحق لأحد ان يتكبر مهما علا شأنه او مستواه العلمي والمادي. مثلاً انظري الى عامل القمامة، بعض الناس يعتقدون أنهم أهمّ منه بكثير، الاّ ان لهذا العامل أهمية توازي أهميتي من حيث المهنة والانسانية لأنه يعمل في مجال نحن نخجل العمل به ومهنته أساسية مثل مهنة رئيس الجمهورية.
لا احد يحقّ له ان يتكبّر على الآخر سوى بإنسانيته لأنها تثمر محبة وعطاء.

بصراحة: انت لديك مشكلة مع ملامحك…
نقولا: انا سعيد بهذه الملامح فقط لسبب واحد، ان المتعجرفين يبتعدون عني من تلقاء نفسهم وكل انسان يعتقد انه أهمّ من غيره فهذه مشكلته ،لأنني اعتقد ان لا احد أهم من أحد وانا اؤمن بالله الواحد والباقي كلهم بشر مثل بعضهم.

بصراحة: علمنا ان أغنية “بعدك معي” ابكت الشاعرة سهام الشعشاع عندما سمعتها ملحّنة لأول مرّة. انت لحّنت هذه الاغنية قبل وفاة والدك ، هل اختلفت طريقة تفاعلك معها بعد خسارته؟
نقولا: لمَ تنكرين انك بكيت الآن أيضاً ؟ (باسماً) . الموت حقّ وانا اتقبّله لأنني انسان مؤمن. عندما توفي والدي شعرت بحزن كبير وبكيت كثيراً كأي انسان عادي، لكن في نفس الوقت لدي نظرة تفاؤلية وواقعية في هذه الدنيا المليئة بالمشاكل والمصائب، لأن في الحياة ايضاً مصادر للسعادة يجب ان نشكر الله عليها. ولكن لا انكر انني أشتاق لوالدي ، فنحن نشتاق للاشخاص الذين نحبّهم، فكيف ان فارقونا الى الابد؟

بصراحة: اعطنا أمثلة عن مصادر السعادة؟
نقولا: يوجد اشياء كثيرة ويجب ان نشكر الله عليها. لدينا الحواس بحد ذاتها نعمة. ان نرى ونشعر ونتفاعل مع لذة الأكل والشرب والنوم . الملذات كلها جميلة وقد انعم الله علينا بها. أتقبّل أي شيء ولا احب ان اعيش بالاحزان وخصوصاً الموت فهو ارادة الله .لا نستطيع ان نبقى حزينين لان هذا ينعكس علينا سلباً. يجب ان يكون لدينا نظرة تفاؤلية فالموت “حكمة للطيبين” حتى نعلم ان الاشخاص الذين فارقونا هم طيبون.
بالعودة الى أغنية “بعدك معي” ، لا تجعلني اشعر بالحزن لكن اعيش بحالة جميلة لأن الكلمة والصورة الشعرية والتوزيع جميل والمغنى شجي لكنها لا تجعلني ابكي على والدي بل بالعكس اشعر بالفرح عندما اتذكره لأنه عندما غادرنا كان “راضي عليي” وقد حاولت ان اعمل قدر المستطاع لكي ارضيه فـ “رضا الله من رضا الوالدين”.

بصراحة: لكنك لم تفرح قلبه بحفيد…
نقولا: هذا قدري وستبقى “حرقة” في قلبي. فوالدي كان قدوتي في الحياة وكل يوم اعرف قيمته أكثر فأكثر ، خصوصاً انه “ربّاني” على قيم ومبادىء وقد كان الاب الحكيم الذي علّمني ان احترم النفس وحرية الآخرين مهما اختلفنا في التفكير.

بصراحة: ما هو اكثر شيء يستفزك لكي تلّحن؟
نقولا : “الكلمة الحلوة”.

بصراحة: فلنتكلم عن علاقتك بالشعراء ولنبدأ بأول اغنية بالالبوم “القلب الحنون” للأديبة الشاعرة مريم شقير ابو جودة . ماذا تخبرنا عن هذا التعاون؟
نقولا : انا اعتزّ بصداقتي ومحبتي وتقديري للأديبة مريم شقير أبو جودة. لو مهما تكلمت فالكلام لا يوفيها قيمتها ومكانتها في قلبي، فهي ” امّ الكل وحاضنة الوسط الفني من زمان” وبيتها مفتوح للجميع وتاريخها الكتابي معروف وانا فخور وسعيد لأن لهذه الاغنية وقعاً خاصاً ومميزاً وسيكون “وجهها خير عليّ وعلى الالبوم وانشالله يكون انا وجيّ خير عليها”.

بصراحة: بدأت هذه الأغنية تأخذ رواجاً كبيراً وخاصةً بعد عرضها على طريقة الفيديو كليب…
نقولا : أجل، لأنها لامست واقع الحياة. فانا اشكر الأديبة مريم على ثقتها بي وكتابة هذه الاغنية فهي نادراً ما تقدّم شعراً غنائياً لأحد.

بصراحة: هناك كثير من الانسجام بينك وبين الشاعرة سهام الشعشاع . فهل يتحول هذا الانسجام الفني يوماً الى انسجام عاطفي؟
نقولا : هناك انسجام عاطفي قوي وهناك حبّ من نوع خاص بيني وبين “سهام” ليس بمفهوم العشق والغرام بل هناك علاقة احترام ومحبة و” خوف على بعض” وايمان كبير ببعض وانسجام على الصعيد الانساني. انا صرحت سابقاً بأن سهام لديها “شهامة الرجال” وفيها قمة “انوثة النساء” وصفات النساء وانا اعتبرها صديقة ورفيقة وشخص اتكلم معه بكثير من الراحة وبدون اي ضغينة او مصالح.
وهذا اول تعاون بيني وبين الشاعرة سهام الشعشاع كمغني وهناك انسجام عالي جداً بيني وبينها كما قلت سابقاً.

بصراحة: تربطك علاقة انسانية ومهنية قويّة بلشاعر محمد العبدالله الفيصل…
نقولا: ان صداقتي ومحبتي الكبيرة للشاعر الكبير محمد العبدالله الفيصل هي التي شجعتني لأغني باللهجة الخليجية لأن عندما يكتب هذا الشاعر العظيم يعالج في قصائده البعد العاطفي والانساني والواقعي وهو مثالي الاعلى بالانسانية والفن.

ماذا عن تعاونك مع الفنان الشامل مروان خوري ؟
يهمّني ان اذّكر القرّاء انني تعاونت سابقاً مع الفنان مروان خوري من خلال اغنيتين هما “كوني مرا” “والله معا” وهما متوفّرتان في البوم “القلب الحنون” .مروان فنان حساس جداً ولديه افكاراً جديدة ويحترف صياغة الكلمة.

بصراحة: هناك اغنيات من كلمات الفنان الشامل مروان خوري ولكنها ليست من الحانه، لماذا؟
نقولا: لقد تعاونت مع الفنان مروان خوري من قبل واخذت منه عدة نصوص قبل ان ابدأ الغناء فالجميع يعلم ان أغنية “الله معا” كانت لـ “عباس ابراهيم” ولكنني اخذتها وغنيتها، و”كوني مرا” لحّنتها ونفّذتها بالاستديو الخاص بي لذلك غنيتها، ولكنني اتمنى ان يكون هناك مشروع متبادل بيني وبين مروان.

بصراحة: هل تخشى ان يتفوّق لحن مروان خوري على لحنك؟
نقولا: لماذا اخشى مروان؟ بالعكس فانا تعاونت في الألبوم الجديد مع ملحنين شباب جدد ولكن موهوبون كثيراً. أنا افصل بين نقولا المطرب والملحن.

بصراحة: صعبة…
نقولا: كلا، لأنني كملحن سوف انفّذ اعمالاً كثيرة ليس بالضرورة ان تشبهني والعكس صحيح. اذا وجدت عملاً جميلاً لا شيء سيمنعني من غنائه، لذلك انا ملزَم ألفصل بين الاثنين، الملحن والمطرب.

بصراحة: هل نتوّقع ان يغني مروان خوري يوماً ما من الحانك؟
نقولا: انا شخصيًا لا مشكلة لدي وهذا يسعدني ان هو شاء ذلك.

بصراحة: بالانتقال من التلحين الى الغناء، من نجح اكثر برايك، أنت ام الفنان مروان خوري؟
نقولا: مروان من الفنانين “الحلوين ومنشوف حالنا فيهم”، فهو يكتب ويلحّن ويغنّي بشكل رائع جدًا .مروان مرهف الاحساس ومحترف والاهم انه ناجح. ولا تجوز المقارنة بيني وبينه فلكل فنان شخصيته الفنّية وجمهوره ونجاحه ، “وما حدا بياخد محل حدا”.
وحالياً البومي في السوق يحقق نجاحاً كبيراً وهناك من ينجح ومن يفشل.

بصراحة : شركة روتانا تدعم الفنان مروان خوري ، بالمقابل نقولا لم ينضم بعد الى اي شركة انتاج. بصراحة، من يدعم نقولا مادياً؟
نقولا : لتاريخ اليوم لا احد يدعمني، اعمالي الفنيّة من انتاج شركتي الخاصة “طرب برودكشن”.
النجاح يكمن في وسائل ايصال العمل الى الجمهور، فالبرغم من التوقيت السيّء لطرح البومي الذي صودف في “زمن المونديال” الا ان الاغاني وصلت الى الجمهور بشكل سريع وقياسي وقوي . وبالمناسبة اتوّجه بالشكر الى كل المحبين من اذاعات وصحافة وكل شخص دعم وأحبّ العمل وكتب عنه.

بصراحة: لم لم يوّقع نقولا عقداً مع اي شركة انتاج؟ “كلن مش على ذوقك” ؟
نقولا: (يضحك) “شكلي انا مش على ذوقن”، لا اريد ان اظلم احداً لكن هذا أول البوم لي وشركتي الخاصة “طرب برودكشن” هي التي انتجته . وربما ذلك لحسن حظي لكي استطيع ان ادقق بكافة تفاصيل العمل بدءاً من اختيار الكلمات ووضع الالحان والتسجيل وصولاً الى عملية الانتاج و التسويق. لكن لم أتلّقى بعد عروضاً مغرية من شركات انتاج وفي حال تلقيت عرضاً مغرياً صدّقيني لن ارفضه.

بصراحة: شركات الانتاج اصبحت تفضّل الفنان الخاضع لها “يلي بيسمع الكلمة” ، فربما تمردك وشخصيتك القويّة يقلقانها فتتجنّب هذه الشركات العمل معك خصوصاً ان الفنان في العالم العربي عندما يعارض شركة الانتاج تستغني هذه الاخيرة عنه بكل بساطة…

نقولا: طالما ان هناك اشخاص بمراكز قيادية – على جميع الأصعدة – متحكمين بمصائر البشر وهم ليسوا مؤهلين ولا يتمتعون بالكفاءة ، سنعاني الكثير من المشاكل . للاسف في الوسط الفني هناك اشخاص لا يعرفون اصول التعاطي الصحيح مع الناس فكيف التعامل مع فنان؟؟ للأسف بعض الفنانين يسمحون لمدير شركة الانتاج أن يتخطى حدودهه معهم . في المقابل، لا احد يجبر الفنان على البقاء في الشركة “إلا اذا كان هوي راضي” . الفنان هو الذي يفرض مبادئه وقيمه واحترامه على شركات الانتاج وكل شخص يحترم نفسه … الناس تحترمه.

بصراحة: ليس لديك مدير اعمال. هل هذا من باب الحرص على عدم تقاسم الارباح؟
نقولا: “يا ريت في حدا انا عم بعمل كل شي وبدّي حدا يريّحني”

بصراحة: هل ستتفق مع مدير اعمال تكون شخصيته اقوى من شخصيتك؟ لانك معروف بقوة شخصيتك ومزاجيتك، ولا تحب ان يكون لأحد سلطة عليك…
نقولا: بمفهوم السلطة يجب ان يكون عنده حسّ المسؤولية ومساحة حرّية واسعة للتصرّف ويجب ان يتمتع بالحكمة الكافية لكي آخذ برأيه “وإلا لشو شغلتو”؟؟
هناك مدراء اعمال “خزماتشييه… روح وتعا” ، هؤلاء ليسوا مدراء اعمال. ان مدير الاعمال هو الذي يخطّط ويفكّر ويأخذ القرارات المصيرية المناسبة ، لذا يجب ان يكون قوي الشخصية ، حكيماً وحذقاً ولديه خبرة واسعة في مجال ادارة الاعمال ويعرف كيف يتصرف وكيف يقتنص الفرص.

تحدّثنا عن الشعراء مريم شقير أبو جودة، مروان خوري وسهام الشعشاع، مع من تعاونت ايضاً في هذا الالبوم ولتعطنا فكرة شاملة عما قدّموه لك….
تعاونت مع الشاعر احمد ماضي” بالفعل فرخ البط عوّام” . لقد تعاونت مع والده الشاعر والصديق محمد ماضي سابقاً وهو فاجأني بأفكار غريبة ولديه طريقة خاصة بالكتابة وقد تعاونت معه في اكثر من عمل، لديه روح الشباب النابض.
بالنسبة للشاعر انور مكاوي فهذا التعامل الاول بيننا ولشِعره نكهة خاصة.
وأغنية “فردها” للشاعر نقولا حايك صاحب روح جديدة بالكتابة.
وهناك اغنيتين في الالبوم ليست من الحاني ، الاولى للملحن محمود عيد فانا اؤمن بموهبته كثيراً والثانية للملحن جاد أطريب أتوّقع له مستقبلاً كبيراً “فنان ابن فنان” ، فهو ابن الملحن الكبير فؤاد الأطريب.

بصراحة: لمَ اشعر انك خائف على نجاح الالبوم، مع انك سبق وطرحت خمس اغنيات من ألبومك في الاسواق في وقت سابق وحققت نجاحاً جماهرياً كبيراً؟
نقولا: هنا تكون المسؤولية مضاعفة وتحديداً لان هذه الاغنيات نجحت بالسابق، لذلك يجب ان اسعى لكي يكون عملي الجديد اقوى واجمل من الذي سبقه . فأنا لا استطيع ان اجبر المستمع ان يحبّ الألبوم، الألبوم وصل بسهولة والموسيقى في النهاية تسلية والجمهور هو المقياس .

بصراحة: اغنية “فردها” لون جديد “كتير عفوية” وهذه المرة الاولى التي يغني فيها نقولا هذا اللون الغنائي…
نقولا: “فردها” اغنية تفاؤلية من واقع الحياة لان الجمهور بهذا العصر حاسس يتخبّط بضغط نفسي كبير او “Stress” بالاضافة الى الاحباط وعدم القناعة . الناس على عجلة من أمرهم بسبب نمط الحياة السريع لا يرون ولا يستمتعون بالاشياء الجميلة ، فهناك اشياء يجب ان نرضخ لها ولا نستطيع ان نتحكم بها وفي طبيعتي لا استطيع ان ارى انساناً حزيناً “قد ما فيي بساعد الناس”.

بصراحة: هناك “انترو” “حكي” بأغنية “فردها” الفكرة جميلة هل هي فكرتك او فكرة الشاعر؟
نقولا: نعم فكرتي. فخلال العمل والتسجيل في الاستوديو تتوارد الينا الافكار “وما بدا هلقد زعل هالدني فردها” لذلك نقول للفنانين “يا جماعة مش حرزانة هالحياة لا ضغينة لا حقد لا اذية ما في لزوم للحرب بين بعضنا البعض ، نحن منشتغل فن”.

بصراحة: بعد أغنية “القلب الحنون” اي من الاغاني الباقية تتوّقع ان تكون “الهيت الكبير”؟
نقولا: أحبّ كل اغاني الالبوم ، احبها لانني اخترتها بعناية شديدة. لكن خلال موسم الصيف يزداد الطلب على الاغاني ذات الايقاع السريع لذا سأختار بين اغنية “فردها” او “وحدك بالبال” او “بتعرف” لتصويرها على طريقة الفيديو كليب . سأنتظر لأرى اي من الاغنيات احبّها الجمهور اكثر. لكن باختيار الاغاني هناك اغنية “هيك” احبها كثيراً وهي نوع جديد بالمغنى.. أغنية “بعدك معي” أزلية كلاسيكية تعيش كثيراً.

بصراحة: حدّثنا عن تجربتك الاولى باللهجة الخليجية…
نقولا: موضوع أغنية “ما لك مكان” جميل جداً . احببت الاغنية و لا اعرف الى اي مدى سيتقبلني الجمهور باللون الخليجي لكنني اشعر انها قريبة الى قلبي واحساسي ولها نكهتها الغريبة وهذه الاغنية تحاكي موضوعاً ذو قيمة عالية وخصوصاً عندما يقول “ناس غير الناس تغيرت الوان الهوا والاصابع صارت سوا وما عدلك مكان” .. فهناك اشخاص يتشابهون بعيداً عن الهوية الاساسية والثوابت الاساسية.

بصراحة: نسمع حالياً “القلب الحنون” على كافة الاذاعات هل أنت مع دعم الأغنية بالاذاعات؟ ولماذا اصبحتم في العالم العربي تدفعون المال لكي تبثّ أغنياتكم؟ ما رأيك بالموضوع أولاً كملحن وثانياً كفنّان؟
نقولا: “في شي مشروع وفي شي مش مشروع” . انا اتفهّم ان المؤسسة او الاذاعة “لديها مصاريف” وواجبات تجاه العاملين فيها، لذا فمن البديهي ان تأخذ مالاً مقابل الاعلانات الخاصة بأعمال الفنانين الجديدة لكن ضمن اسعار منطقية ومقبولة خصوصاً ان السوق الفنّي يفتقد الى المردود المالي عن المبيعات وهناك قرصنة نشكو منها كل يوم ولا احد من المسؤولين يسمع ام يستجيب. “صار الواحد بيحصل عالغنية بسهولة” . حتى في الغرب يعانون من هذه المشكلة الكبيرة.
في المقابل على الاذاعات واجبات تجاه الفنان ، تدخل في اطار حماية حقوق الملكية الفكرية وهي للاسف لا تدفع ما يتوّجب عليها. ففي الدول العربية لا يوجد قانون يحمي الفنّان ويرعى حقوق الملكية الفكرية فكيف بالاحرى الآن بوجود التقنية الجديدة او الـ Digital . ضميرياً ، الاذاعات تعمل بامانة ومنطق وفي المقابل لدي واجبات يجب ان التزم بها.

بصراحة: كرّرت التجربة مع المخرج نبيل لبس في اكثر من عمل مصّور، ومؤخراً في فيديوكليب أغنية “القلب الحنون” ، لا تنوي التعامل مع مخرجين آخرين؟
نقولا: سبق وتعاملت مع المخرج جورجيك خشا في أغنيتين سابقتين ولا مانع لدي من التعامل مع مخرجين آخرين ولكن طالما ان نبيل مخرج محترف ومبدع ويقدّم لي أجمل الاعمال المصوّرة وانا مرتاح بالتعامل معه الى ابعد الحدود، فلم التغيير؟

بصراحة: اي اغنية استفزتك اكثر على التلحين؟
نقولا: الكلام الجميل دائماً يستفزّني لذلك كل اغاني الألبوم استفزتني لكي ألحّنها.

بصراحة: أي اغنية عشت تفاصيلها ويمكنك ان ترويها لنا؟
أكثر اغنية تشبه الحياة اليومية لأي رجل يعيشها وهو الاهتمام “بالمرا” وهذا واجب على الرجل خصوصاً اذا كانت المرأة في مكانها الصحيح والرجل كذلك. فأول اغنية “القلب الحنون” للأديبة مريم فيها شبهاً ومضموناً لشخصيتي. لكن باقي المواضيع هم تفسير لحالات يمر بها كل شخص مثلاً اغنية “بتعرف” فيها غزل “وحدك بالبال” فيها فراق ممكن ان يرددها أي شخص يتكلم مع ضميره. فنحن الرجال نسمح لانفسنا ان نفعل كل شي بينما نطلب من المرأة ان تنتظرنا. الحالة الإنسانية يمكن لأي انسان ان يمر بها.

بصراحة: ان معظم أغنيات الالبوم من الحانك، لا ثقة لديك بملحنين آخرين ؟
نقولا: لقد تعاونت مع أثنين من الملحنين في ألبومي الاول ذكرتهم سابقاً وحالياً انا على تواصل مع عدد من الملحنين من لبنان والعالم العربي لأن هناك ملحنين وشعراء عباقرة احب ان اتعامل معهم واستفيد من خبراتهم وقيمتهم الفنية في البومي المقبل.

بصراحة: صف لنا المرأة التي تعيش في وجدانك والتي تقف وراء كل ابداعاتك التلحينيّة والغنائيّة؟
نقولا: ان المرأة بالمطلق من الام والاخت الى الصديقة والرفيقة وصولاً الى الحبيبة، هي اساس تفاعلي بالحياة .. ان المرأة هي التي تعطي للحياة اللذة، فالله خلقها بصفات معينة حنى نكمِّل بعضنا جسدياً وفكرياً فتخايلي الحياة “بلا مرا” كارثة.

بصراحة: عندما تسمع المعجبات بإسم نقولا سعادة نخلة أول ما يتلفّظن به “يقبرني” . هل يمكن التكهن بعددهن؟
نقولا: كل شخص يقدّر الفن الذي اقدمه اشكره من كل قلبي واحترمه كثيراً . فإن محبة الجمهور هي نعمة من عند الله ولا يجب ان نشعر بالغرور لان محبة هؤلاء الناس هي الاساس في استمرار الفنان وتقديمه الأحلى والأجمل.

بصراحة: كيف هي علاقتك بالصحافة اليوم بعدما انتقلت الى الغناء؟
نقولا: اكتشفت محبة كبيرة من قبلهم. في المقابل هناك اشخاص للأسف ” متزلمين وأنا بالفن ما بحب حدا يكون محسوب على حدا”.

بصراحة: هل تقصد ان هناك صحفيين محسوبين على عدد من الفنانين لم يقفوا الى جانبك؟
نقولا: “مش مطلوب يوقفوا حدي بس ما يعملوا جبهة معاكسة. ما بدا هلقد القصة” ، فليقفوا على مسافة واحدة من الجميع.

بصراحة: هل تتهم الصحافة بالرشوة؟
نقولا: كلا ليس الصحافة بالمطلق لكنني كنت في السابق لا اؤمن بالحرب بين الفنانين وكنت اعتقد انهم يبالغون في موضوع الغيرة هذا ، لكن مؤخراً اكتشفت ذلك بنفسي، هناك فنانون واشخاص يعملون في هذا المجال تكتشفين فجأة سوء نواياهم ، “في ناس تغيرواـ ليش ما بعرف، وناس بطّلوا يردوا عالتليفونات وناس بيحكوا شي وبيعملوا شي تاني”.

بصراحة: الى هذه الدرجة ازعج نجاحك البعض؟ فالساحة الفنية “بتساع الكل”…

نقولا: “الساحة بتساع الكل مش حرزانة القصة… الله يهدّي قلوب الكل”. لدينا معمل أدمغة وفن وذوق في لبنان فلنتعامل مع بعض برقي ومحبة ونقدّم فنّاً راقياً.

بصراحة: هل باركت الصحافة الفنية انتقالك من التلحين الى الغناء؟
نقولا: الاغلبية مشكورين لإظهارهم محبتهم واعجابهم واحترامهم للعمل الذي قدمتته وانا ايضاً من جهتي احترمت الناس الذين تعاملت معهم في هذا الألبوم من خلال الكلمة واللحن والموسيقى او حتى من خلال الفيديو كليب.

بصراحة: كيف تتواصل مع الصحافة هل لديك مكتب اعلامي؟
نقولا: اولاً الصحافة مشكورة على اهتمامها فأنا اتابع بشكل مباشر وهناك بالطبع اشخاص يساعدونني ويسهلون الامور علي وعلى الصحافيين لكي نكون جميعاً مرتاحين.

بصراحة: علمنا أن أغنية “بعدك معي” عرضت على عدد من الفنانين ومن بينهم الفنان حسين الجسمي ورفضها، لماذا لم يصله احساس هذه الاغنية؟

نقولا: والله لا اعلم لقد عرضتها على مطربين لبنانيين وخليجيين وعرب، لكن احداً لم يرضَ ان يغنيها ولا اعلم السبب واغلب اغاني الألبوم عُرِضت على الكثير من المطربين لكن “ما حبوا يغنوّهن”.

بصراحة: الى هذه الدرجة الاختلاف الفني في الذوق بينك وبينهم؟
نقولا: اغنية “كوني مرة” عرضتها على كثير من المطربين لكن رفضوا ان يغنوها.

بصراحة: رفضوا او لم يتجرأوا على غنائها؟
نفولا: “شو هالعمل البطولة اذا غنيت “كوني مرا” ؟؟ ما بدا جرأة”، لكن ممكن بعض المطربين “ما لاقوا حالهن فيها” اغنية “تقبريني” عرضتها على كثير من المطربين ايضاً لم يغنوها.

بصراحة: معظم اغانيك باللهجة اللبنانية وأنت تعلم ان الصحافة المصرية شنت مؤخراً هجوماً عنيفاً على الفنانة نجوى كرم لأنها تغني فقط باللبناني، فأين راعيت الذوق المصري في البومك؟
نوقلا: نجوى كرم فنانة كبيرة وهي تقرّر ماذا تغني. انا ضدّ فكرة كلمة “حرب على فنان” لأننا نعمل بالفن. مثلا في لبنان “في فنانين بيلبقلن يغنوا جبلي ومش كلاسيكي ، كل واحد بغنّي يلي بيلبقلو” .

في العالم العربي نحن نتكلم لغة واحدة، ربما شعرت الفنانة نجوى كرم بأنها لن تؤدي بشكل جيد الأغاني المصرية فلم تفعل وهذا حقها ، ربما لن ترضى عن غنائها بالمصري.. واعتقد ان الموضوع أُخذ منه “شغلة صغيرة وكبروها”.

اما بالنسبة لي احب اللهجة المصرية وسوف اغنيها ومصر مدرسة بالموسيقى ولها قيمتها الفنية العالية جداً حتى قبل ام كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم، انا من المغرومين بالموسيقى الشعبية المصرية فهي تتضمّن الكثير من الصدق والشفافية وانا معجب كثيراً بـ محمد رشدي ومحمد منير..

بصراحة: ومن الجيل الجديد؟
نقولا: هناك تامر حسني لديه “حنكة” مصرية.

بصراحة: لا مانع لديك من غناء هذا النوع من الاغاني؟

نقولا: سوف اغني كل شيء “بيلبقلي”

بصراحة: انت بعيد عن كافة الحفلات والمهرجانات، هل هذا غرور؟
نقولا : كلا لست بعيداً، فقد احييتُ العديد من حفلات الزفاف في الخارج وعرض عليَّ الكثير من الحفلات ولكنني اعتذرت عن تلبيتها السنة الماضية بسبب الظروف الصعبة التي مررتُ بها من مرض والدي ولاحقاً وفاته وهذا ادى الى تأجيل اطلاق ألبومي الجديد، فأنا اريدُ ان أبدأ حفلاتي باغنيات خاصة بي وانشالله الفترة القادمة سوف التقي مع جمهوري فكل فنان يسعده ان يلتقي مع الجمهور الذي يحبه.

بصراحة: متى سيتم هذا اللقاء
نقولا : سوف نخبركم بكافة الحفلات والمهرجانات بعد انتهاء شهر رمضان المبارك ولدي حفلات زفاف وانا سعيد بها “لأنو وجي سعد على العروسين”.

بصراحة: لمن تقول شكراً عن هذا الألبوم؟
نقولا: شكراً لكل الذين شجعوني وبشكل خاص للذين شجعوني ان اضع صوتي على اغنيات جديدة والشكر الكبير لكل الذين تعاونت معهم قبلاً والآن وكان لهم دوراً اساسياً ، لن أذكرهم الآن لاني انتظر الوقت المناسب لاتشكرهم فرداً فرداً، في النهاية اشكر كل الذين تعاونوا معي لإنجاح هذا الألبوم.

بصراحة: كلمة الى موقع بصراحة؟
نقولا: ابقوا محبين وصريحين وقدوة للجميع لكي تُظهروا من الوسط الفني ما هو قيّم وجيّد. انتم تتمتعون بالاخلاق العالية والمحبة فاستمروا بذلك . وانهي بالقول الفن صناعة راقية وهي سر ونعمة من الله يجب ان نتعامل معها برقي ودوركم كصحافيين ان تلقوا الضوء على العمل الجيد والجميل وليس افتعال المشاكل بين الفنانين.

للاستماع الى جميع أغنيات ألبوم “القلب الحنون” ، إضغط هنا

حاورته رئيسة التحرير باتريسيا هاشم

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com