نقولا سعادة نخلة لبصراحة: ، انا من الأشخاص الذين يستسلمون لمشاعرهم ، الليل اصبح ملتبساً بعض الشيء وكنت أتمنى لو تزوّجت بسن مبكر

مقابلة مشوّقة مع المطرب والملحّن نقولا سعادة نخلة الذي وعندما تنتهي من المقابلة معه تخرج وفي راسك قناعة راسخة ان الفن في لبنان ما زال بألف خير وان عزّ الأغنية اللبنانية راجع لا محالة مادام هناك فنانون بقيمة ومستوى نقولا سعادة نخلة

 

مطرب أم ملحّن بأيهما تفضّل أن أناديك؟

نقولا سعادة نخلة

 

بداية ، صف لي علاقتك بالموسيقى؟

علاقتي بالموسيقى تشبه علاقتي بالوجود، لأن الموسيقى بالنسبة لي من أسرار الكون أتعاطى معها كواقع غريب تماماً كما أتعاطى مع الحياة واسرارها  لم خلقت ؟ ومن أين اتيت؟ والى اين اذهب؟ فكل هذه الأسئلة تشكل سرّاً غامضاً في حياتي والذي يشبه الى حدّ بعيد علاقتي بالموسيقى التي أعتبرها محفّزاً وحاجة وحالة استثنائية ومفروضة علينا فهي قطعة منّ تكويننا البشري فحين نسمع الموسيقى تدخل الى أذننا وتحمل معها ذبذبات تؤثّر فينا وما زلت أجهل حتى اليوم لمَا تؤثر فينا الى هذا الحدّ لذا هناك “كرّ وفرّ” بعلاقتي بالموسيقى التي يربطني بها الحب والغموض في آن

 

ما هي خلفيات نقولا سعادة نخلة الموسيقية؟
أنا درست في جامعة الروح الكسليك علوم موسيقية والعزف على العود


من يتابع أعمالك منذ ان كنت تختار أغنيات للفنانين والفنانات الذين كنت تدير أعمالهم وصولا الى اغنياتك الخاصة يشعر بالشغف والاحساس العالي في كل هذه الاغنيات ، هل كل هذا الاحساس والشغف في اغنياتك يعبر عن ما في داخل وشخصية نقولا سعادة نخلة؟

نعم هذه ترجمتي الخاصة للاشياء التي أشعر بها فانا أشعر بالكلام الذي أختاره وألحّنه تماماً كما أشعر به . ولكن هذا لا يعني بالمقابل ان الأغنية تتحدث عن تجربة خاصة بي ، فدوري كملحن ان أنقل الحالة الانسانية وأترجمها الى موسيقى والأهم ان اتفاعل مع الحالة واكون صادقاً معها

 

ما تأثير الحب في حياتك؟

الحب مفعّل أساسي للحياة ، فهو يعني لي كل شيء ولو ان فترة الحب كانت قصيرة الا ان الدنيا كلها مبنية على الحب ، انا من الأشخاص الذين يستسلمون لمشاعرهم ولا أخجل بذلك وأعطي هذه المشاعر السامية حقها من الاهتمام والرعاية وأحترمها الى أبعد الحدود واستمتع بها

 

أخبرنا عن نقولا في فترة المراهقة وان بدأت علاقتك بالموسيقى في سن مبكر؟

ان علاقتي بالموسيقى بدأت في سن مبكر جدا ، فقد اكتشف الجميع هذه الموهبة وانا في سن الرابعة وكنت اختير منذ ذلك الحين للمشاركة في كل نشاطات المدرسة الفنية الا ان وصلت الى مرحلة القرار فتوقفت عن دراسة الحقوق لأتفرغّ للموسيقى واخترت ان تصبح هوايتي هي نفسها مهنتي فاستطيع ان أعطي من ذاتي أكثر

 

ما الذي يستفّز الابداع لدى نقولا سعادة نخلة؟حالات الفرح؟ الحزن؟ ام ماذا؟

احيانا الفرح احيانا الحزن احياناً أخرى الغضب انما حالة الخلق والابداع تأتي من حالة سلام وهدوء تام

ففي بعض الاحيان قد تستفزك الفكرة ولكن لا تتمكنين من خلق الموضوع وتحويله الى موسيقى وانا اشعر ان الخلق بحاجة الى صفاء ذهني  لذا أنا من أكثر الناس الذين يلحّنون عند الصباح لأستطيع أن أفهم الكلمة بدون أي تأثير خارجي فلست ممن يتأثرون بالحزن والفرح فيكون عملي حزيناً ام فرحاً بحسب هذه الحالة ام تلك .

 

فأنت اذا لا تؤكد على مقولة أن الليل يستفزنا على الخلق وهو المفضّل لدى الفنانين؟

أنا أحب الليل الا انني بعيد عن أجواء الليل كما هي اليوم في لبنان

 

ولكن انا لم أقصد السهر بمعنى المرح والرقص بل قصدت سكون ورومنسية الليل؟

لا، لا يعني لي الموضوع كثيراً وأفضل العمل في النهار ،في النور والضوء ولو ان الليل يوفر هدوءاً أكثر وسكينة وانا أستفيد من الليل لأراجع ما حصل معي خلال النهار واطوي الصفحة لاستفيق على نهار جديد

 

بما اننا نتكلم عن الليل نلاحظ ان نقولا سعادة نخلة بعيداً بعض الشيء عن أجواء السهرات والحفلات ، هل ذلك مقصود ومتعمّد؟

ربما لانني لا أحب الاماكن الصاخبة وأفضّل الهدوء حيث أستطيع الكلام والتحدّث وللأسف فان جو الليل اصبح ملتبساً بعض الشيء ولم تعد مقاييسه صحيحة  فكثرت حالات الهيستيريا في السهرات والبعد عن الواقع وأنا انسان واقعي لا انسجم في هذا الجو

 

كيف تحوّل نقولا سعادة نخلة من مدير أعمال للفنانين الى مطرب ، كيف اتخذت هذا القرار؟

حصل ذلك بالصدفة . وقد سبق وذكرت ذلك في عدّة لقاءات ، فعندما غنّيت أغنية “الله معا” لقيت تشجيعاً وقبولاً كبيراً لدى الناس فتكرّرت التجربة حين عرضت أغنيتي “تقبريني” و” كوني مرا” على بعض الفنانين ولم تعجبهم فقررت غناءها بنفسي وما زلت أعتبر نفسي هاوياً في العمل في الموسيقى واستمتع بذلك  

 

أغنية كوني مرا حاكت أنوثة وكبرياء كل امرأة وغازلتها ، هل هذه الأغنية بالتحديد تعكس نظرة نقولا للمرأة؟

أكيد، وكل الاغنيات التي غنيّتها للمرأة اقصد “الله معا” “تقبريني” “كوني مرا” وحتى الأغنية الأخيرة “ما اشتقت” تتضمّن رسالة 

 

لإمراة معينة؟

لا بل للمجتمع ككل، فأنا أحب المجتمع اللبناني وطريقة تعاطينا مع

بعضنا البعض كافراد ولكن للأسف استوردنا القشور من الخارج والتي في ظاهرها جميلة الا انها فارغة في الجوهر فنحن لدينا قيم كبيرة جداً نتخلّى عنها من اجل العلم الذي أتانا من الخارج من حيث التطوّر والتكنولوجيا والذي نفتقده في مجتمعنا الا انه يجب ان يكون هناك ميزان فنستفيد من هذا التطور مع الحفاظ على قيمنا الانسانية ، وبالعودة الى أغنياتي نعم انها تعبّر عني بشكل كبير ولو انها لا تعنيني مباشرة ، فبأغنية “الله معا” الرسالة كانت ان الرجل لا يجب ان يتوسّل المرأة اذا كان على حقّ وصواب… في “تقبريني” الرسالة كانت موجّهة الى كل حبيبين فالعلاقة قد تمرّ في فتور وبرودة الا ان هذا لا يعني زوال الحب ، “أما كوني مرا” فتوجهت الى المرأة مطالباً اياها بعدم خسارة أنوثتها و دورها في المجتمع وهي تطالب بالمساواة مع الرجل.

 فبالنسبة لي الرب أعطى المرأة حقها فلا تنتظرشيئا من الرجل

فكل تلك الاغنيات تعبر بشكل كبير عن وجعي مما أشاهده في مجتمعاتنا فالمرأة هي التي تبني مجتمعاً صحيحاً ام تدمّره وهذا ما أرجوه من أغنياتي أن تخدم انسانياً وأن تكون هادفة

 

السهل الممتنع طبع معظم أغنياتك باستعمالك للكلمات العامية القريبة من القلب وجعلك تدخل قلوب الناس بدون استئذان “ريتك تقبريني” ” كوني مرا” ” يطقّوا يموتوا” “بعدك انا رح موت” ، هل هذا هدف نقولا ام انك تلتزم بالنصوص التي تقدّم لك؟

انا اختار الموضوع الذي اعتقد انني استطيع ان اغنيه والذي يقنعني أولاً والذي يقنع الناس لاحقاً ، فاختيار الكلام موضوع دقيق جداً بالنسبة لي يشبهني ويُصدَّق من قِبل الناس ان أنا غنّيته

 

ممن تأثّرت من الفنانين ام الملحنين في بداياتك الفنية؟

لا تأثُر فعلي بأحد انما هناك اعجاب واحترام لبعض الاسماء اللبنانية والعربية لما قدّمته على الساحة الغنائية والفنية على رأسهم الأخوين رحباني والسيدة فيروز ، الكبار وديع الصافي وفيليمون وهبي وذكي ناصيف والسيدة صباح والموسيقار الكبير ملحم بركات الذي أعتبره “وصلة الجيلين” وبالمناسبة أود توجيه الشكر له ،هو الذي رحّب بي في احدى حفلاته مؤخراً حين قال “ارحبّ بالملحن الكبير من لبنان والذي أشجعه على الغناء منذ اكثر من خمس سنوات وهو لا يريد الغناء، هو وأنا فقط لم نسرق ألحاناً من الخارج” هذه شهادة أفتخر بها واعتبرها بمثابة وسام على صدري وأنا أعشق صوته

من مصر، كملحنين الكبار بليغ حمدي ، عبد الوهاب، السنباطي ومن المطربين محمد رشدي ، السيدة ام كلثوم أسطورة الغناء وأحبّ احساس وأداء وبساطة وذكاء وارشيف عبد الحليم حافظ وأسماء كثيرة لا استطيع ذكرها كلها  الان

 

وأنا أؤمن انه لا يجب ان يتأثر الملحن بأحد بل يجب ان يكون له لونه الخاص ويتميز عن سواه خاصة ان كان ذلك نابعاً من القلب ويتعلّق بتلحين كلمة جميلة ولذا ان اعطيت نفس الكلام لملحنين مختلفين فلن تحصلي على نفس الروح في الاغنية

 

بما اننا نتك&

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com