خاص- بعد افلاس لبنان الاقتصادي والاجتماعي، هل يعلن الاعلام افلاسه أيضًا بسبب برامج الفضائح؟

مع إنطلاق شبكة البرامج الجديدة عبر الشاشات اللبنانية، لفتنا البدء بإستضافة نفس الوجوه التي سبق إن حلّت ضيفة على أكثر من برنامج وعلى أكثر من شاشة خلال الأشهر أو بالأحرى الأعوام الماضية ما يوحي أن هذا البلد لم يُنجب أبدًا مواهب واعدة وجديدة.

الجمهور الذي ملّ نفس الوجوه المتربّعة على كافة البرامج التي لم تقم بأي جهد لإستضافة اشخاص جديدة موهوبة في كافة المجالات والتي تحتاج الى فرصة ليتعرّف عليها المشاهد. لكن يبدو ان داء “الرايتنغ” او نسبة المشاهدة والذي أفسد كل شيء على الشاشات هو المسيطر اليوم، إذ أصبح من أولويات البرامج إستضافة وجوهًا مثيرة للجدل لحصد نسب مشاهدة مرتفعة وتحقيق الرايتنغ على حساب دعم المواهب الجديدة والواعدة والأفكار الراقية والمضمون المهم.

العديد من البرامج المتكاملة تعاقبت على الشاشات اللبنانية لكن تم إيقافها مع مرور الوقت، حيث أن المؤسسات الاعلامية لم تحافظ على هذه البرامج ليستفيد منها المشاهد بعيدًا عن الثرثرة والفضيحة كما ساهم الوضع الاقتصادي الهش والمتفاقم ومع انعدام الاعلانات على المحطات، بضرب مستوى البرامج الجديدة اللاهثة وراء ضيوف سئم منهم المشاهد الذي لا حول ولا قوة له سوى “الريموت كونترول” الذي يحتاجها اليوم أكثر من أي وقت مضى. فالوجوه نفسها والتصريحات نفسها والشغب المفتعل على الهواء نفسه والفضيحة نفسها فقط من اجل مغازلة “رايتنغ” سخيف يتحكم بمفاصل الابداع في وطن بات يتحكّم به كل انواع الانحطاط. تراجع اعلامي لم نشهد له مثيلاً حيث يُصرّ القيّمون على برامج المنوعات على استضافة من يؤمّنون رايتنغ مرتفع ليس لأنهم من خيرة الضيوف واكثرهم اشراقاً وابداعاً، انما لأن في جعبتهم بعض الفضائح والاسرار احياناً او لأنهم مثيرون للجدل ومشاكسون فارغون احياناً أخرى.

اليوم أكثر من أي وقت مضى وعلى الرغم من الأزمات المالية الصعبة التي تضرب المؤسسات الاعلامية اللبنانية، هذه المؤسسات مُطالبة بإستعادة بريقها ودعم المضمون لا أن تلهث وراء برامج هابطة وفضائحية وكلام فارغ بسبب وباء الرايتنغ لتزيد من نسب المشاهدة.

اليوم مطالبون أكثر من اي وقت مضى بالتمسّك بأخلاق المهنة التي انحدرت الى مستويات غير مبرّرة واصبحت تشبه لبنان المتداعي الذي اعلن افلاسه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، فهلّ ننهض بالاعلام قبل فوات الأوان فلا نُعلن افلاسنا الاعلامي ايضاً؟

كما لا بدّ من الإشارة الى أن أهم الاعلاميين في لبنان، المنتشرين على أهم المحطات الفضائية العربية وهم وجه لبنان الحضاري، تم إستبعادهم وإستعاض عنهم بمذيعين قاموا بتأمين جهات راعية لبرامجهم لتوفير الاموال للمحطة وذلك على حساب المضمون والكفاءة والمهنة التي أصبحت بالحضيض.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com