في حلقة استثنائية من كلام الناس: عمرو أديب يوضح “أنا كنت مع أعدام مجرم كترمايا” ، زاهي وهبي يتفاءل ومارسيل غانم يبدع
في حلقة الأمس من برنامج “كلام الناس” التي بثّت مباشرة من دبي والتي حملت عنواناً استثنائياً هو “كلام دبي” وذلك على هامش منتدى الاعلام العربي وجائزة الصحافة العربية فى دورتهما التاسعة الذي اختتم بالامس بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، استقبل الاعلامي مارسيل غانم الاعلاميين عمر أديب وزاهي وهبي لمناقشة واقع الاعلام العربي الحالي وكيفيّة الارتقاء به وسبل التواصل مع الشارع العربي وتقديم ما يناسب تطلّعاته وأحلامه .
لن أدخل في التفاصيل الصغيرة لهذه الحلقة الممتعة بالرغم مما حملته من قيم فكرية وتبادل خبرات بين عمالقة في الاعلام تحدّثوا عن واقع الاعلام الحالي الذي بات يعنى بشؤون كل بلد عربي على حدى بعدما كان أكثر انتشاراً بوجود عدد محدود من الفضائيات بعكس يومنا هذا ، واشتكى المتحاورون من الظاهرة الحاصلة اليوم حيث تقتصر استضافة أهم الوجوه الفنّية ام الاجتماعية وحتّى السياسية على عدد معيّن من المحطّات بسبب الفوضى الحاصلة ودفع المبالغ الكبيرة مقابل هذه الاطلالات في حين يتعذّر على أصحاب المحطّات الاخرى تحقيق ذلك وبالتالي تبقى المقابلات “الدسمة” حكراً على محطّات دون الاخرى .
عن الحرّية الاعلامية ، تخوّف الاعلامي المصري عمرو أديب مقدّم برنامج “القاهرة اليوم” الذي يعرض على شاشة أوربت العربيّة من كمّ افواه الاعلاميين العرب من خلال سنّ قوانين الاعلام الفضائي والتزام جميع الدول العربيّة هذه القوانين مبدياً خشيته من أزمة حرّيات ولو كانت غير مباشرة من خلال حجب شركات الاعلانات الضخمة اعلاناتها عن هذا البرنامج ام ذاك بهدف الضغط على الاعلاميين وبالتالي ايقاف برامجهم ، الا ان الاعلامي والشاعر زاهي وهبي معّد مقدّم برنامج “خلّيك بالبيت” على شاشة المستقبل بدا أكثر تفاؤلاً نافياً حتمّية هذا الأمر ومؤكّداً على نضال الاعلاميين في سبيل الحفاظ على هامش من الحرّية على الفضائيات لا تؤثّر عليها اية ضغوط مادّية كانت ام معنويّة.
ما كان لافتاً في هذه الحلقة، اعتراف الاعلاميين الثلاثة بأهمّية التكنولوجيا والانترنت وبعض المواقع الالكترونية كاليوتيوب والفايسبوك و أكّدوا على أهمّية التواصل والتفاعل مع الجمهور والشارع العربي من خلال هذه الوسائل الحديثة التي فتحت لهم الباب واسعاً للدخول الى كل بلد عربي او حتى غربي وبالتالي حقّقت لهم انتشاراً كبيراً من خلال الصفحات والغروبات الخاصة بهم ، وتعقيباً على ذلك فاجأ عمرو أديب جميع المشاهدين بمعلومات قد تعّد خطيرة على المستوى الاجتماعي والفنّي فأكّد ان الحلقة التي استضاف خلالها الفنّان الظاهرة “أبو الليّف” حقّقت نسبة مشاهدة شبه خيالية على موقع اليوتيوب، فقد شاهد الفيديو أكثر من 850ألف زائر للموقع في حين لم تتخطى مشاهدة حلقة عمرو مع المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الثمانين ألفاً . وذلك ان دّل على شيء وطبعاً بحسب عمرو أديب فيدّل على ان الجسم الاعلامي واهتماماته في مكان وهواجس الشارع في مكان آخر.
في النهاية لم يدع الاعلامي القدير مارسيل غانم الحلقة تمّر دون التطرّق الى حلقة عمرو أديب التي أثار خلالها موضوع جريمة كترمايا والمواقف التي اتخذها خلال الحلقة ومهاجمة الاعلام اللبناني له الذي اعتبر في كلام أديب تحيّزاً فاضحاً لابن بلده بالرغم من الجريمة الوحشّية التي قام بها وتحريضاً مباشراً ضد اللبنانيين ، فدافع أديب عن نفسه موضحاً انه مع اعدام القاتل الف مرّة من قبل الدولة اللبنانية لأنه يستحق ذلك الا انه ضدّ الطريقة البربرية التي تعامل بها أهل قرية كترمايا مع المجرم ، مؤّكداً على انه سعى الى تهدئة النفوس بعكس ما روّجت له بعض الاقلام اللبنانبة وانه لو شاء عكس ذلك لأقام الدنيا ولم يقعدها ، الا انه توجّه الى مشاهدي برنامجه بالتأكيد على عدم وجود أية خلفيّة لحادثة كترمايا معتبراً اياها حادثة فردّية ولا يجوز تعميمها على الشعب اللبناني بكامله الذي تربطه علاقة احترام ومحبّة مع الشعب المصري.
نتمنى ان تتكّرر هذه اللقاءات بين اعلاميينا العرب فذلك يغني ثقافة المشاهد ويفتح الباب على معالجة أهمّ مواضيع المجتمعات العربّية وتخلق تواصلاً بين القواعد الشعبية .
في النهاية نبارك للاستاذ مارسيل غانم كل الحلقات الناجحة التي قدّمها مؤّخراً بين اوستراليا والبرازيل وآخرها بالامس من امارة دبي، كما نبارك سلفاً للاعلامي زاهي وهبي البومه المتوّقع صدوره قريباً عن شركة روتانا والذي سيحمل ابداعاته الشعرية بصوته وعلى موسيقى المبدع الكبير مارسيل خليفة.