بعد صحن الحمّص والفلافل، هل تنتزع اسرائيل التاج عن راس ملكة جمال الولايات المتّحدة اللبنانية ريما فقيه؟
لم أشأ التحدّث عن الموضوع ام التطرّق اليه لأنني وببساطة لا أفهم كثيراً في السياسة ، هذه اللعبة المعقّدة التي لم تعد تستهويني اوتثير فضولي ، وعندما أصل الى حلّ بعض رموزها ، تتغيّر وتتبّدل المعطيات السياسية وتراني أبدأ من جديد ، ليس لأني ساذجة ولا افهم “اللعبة ” وكيف تسير الامور بل لأني فهمت السياسة في الماضي تماماً كما لقّنها لي أستاذي جبران تويني وبعد رحيله أجدني لا افقه في السياسة شيئاً.
بالعودة الى الموضوع، أضحكتني كثيراً البروبغندا التي تعمل اجهزة الاستخبارات الصهيونية بجدّ على نشرها وتحديداً اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الاميركية وذلك بهدف اثارة فضيحة كبيرة حول أخلاق ملكة جمال الولايات المتحّدة اللبنانية الأصل ،المنتخبة حديثاً ، ريما فقيه علّهم بذلك ينتزعون منها التاج ويحرمونها من اللّقب.
ولو ان مسابقة ملكة جمال الولايات المتّحدة حدث جمالي بامتياز ،بعيد عن مهاترات السياسية وفزلكة المؤامرات، فالظاهر ان اسرائيل لن ترتاح وتستكين قبل ان تنتزع كل الالقاب العالمية المشّرفة التي يحصدها لبنان مرّة تلو الأخرى، بعدما اعتقدت انها احكمت تماماً السيطرة عليه سياسياً واعلامياً في جميع المحافل الدولية وتحديداً في الولايات المتّحدة، فلبنان “العظيم” واعذروني لأنني لا أجد كلمة مناسبة أكثر لوصف شعب لبنان الجبّار مع التأكيد على عدم إنتمائي الى أي جهة سياسية ام حزبية ، فلبناننا العظيم عرف كيف يوّجه الصفعات لاسرائيل التي تدرك جيداً انها لن تقوى على ارادة شعب قام من بين الأموات آلاف المرّات ، كالأرز الشامخ تحدّى وتصدّى لكل محاولاتها تحجيم و الغاء هذا الوطن العظيم .
وتراني أفكّر كيف تشبه قصّتنا مع العدو الاسرائيلي الغاشم قصة المارد والفار ، فالمارد مهما علت قامته وطالت ذراعه الا انه يستحيل عليه دخول ثقب الحائط حيث يستريح الفأر وينام ، فأحياناً يعجز الكبار عن لوي ذراع الصغار مهما كبر وعلا شأنهم ، فكيف ان كان هذا الصغير هو لبناننا العظيم؟؟
بالعودة الى ريما فقيه، لعل هذه الفتاة فاجأت الجميع بحصولها على اللقب وتتويجها على عرش جمال الولايات المتّحدة ، ربما اسم العائلة والبلد التي تأتي منه لم يعنِ للّجنة المنظّمة شيئاً الا ان اعلان وسائل الاعلام العربية عن اسم المنطقة التي تتحدّر منها فقيه اي منطقة صريفا الجنوبية والاشاعات التي أثيرت حول انتماء أحد أقاربها الى حزب الله والذي دعمته اسرائيل بصورة له حيث يظهر علم حزب الله في خلفية الصورة، اثار غضب محرّكي الدمى في الولايات المتّحدة ، فحرّكوا استخباراتهم علّهم يجدون ما يطفىء النار المتأجّجة في صدورهم، فينتزعون اللقب من اللبنانية المسلمة ابنة بلدة صريفا الجنوبية ، فوجدوا لها صوراً جريئة خلال مشاركتها في مسابقة رقص مثير تعود لعام 2007 .
وقد نشر البرنامج الإذاعي الصباحي “Mojo in theMorning” في مدينة ديترويت، في ولاية ميتشغن بعد مرور أقل من 24 ساعة على فوزها باللقب، صوراً لـ”فقيه” وهي تشارك في هذه المسابقة.لكن شبكة “CBS” نقلت عن المسؤولين في الإذاعة أن “فقيه” لم تخلع ملابسها خلال المسابقة وأن الجمهور كان كله من النساء. وقال البرنامج الإذاعي على موقعه الالكتروني إن مسؤولين من منظمة ملكة جمال الولايات المتحدة اتصلوا بهم طلباً للمزيد من الصور والمعلومات حول المسابقة، فيما لم يجيبوا على استفسار ما إذا كانت هذه الصور قد تؤدي إلى حرمان فقيه من لقبها.غير أن البرنامج أكد أنه لن ينشر أي صور إضافية، مشيراً إلى أن الصور التي أثارت جدلاً موجودة على موقعه منذ 3 سنوات، وقال إنه لن يتورّط في “تمريغ اسم فقيه بالوحل”، قائلاً إن الصور على موقع ملكة جمال الولايات المتحدة مثيرة بقدر صور مسابقة الرقص.
والغريب في الامر ان ريما حصلت على لقب ملكة جمال ميشيغن في العام 2009 ولم تقف تلك الصور عائقاً في طريق تتويجها ، فالولايات المتّحدة ليست “كابول” في نهاية المطاف، ولعّل الصور التي نشرت لريما تعتبر في غاية الاحتشام ان شاهدنا الصور الاباحية لأهم ممثلات وعارضات ونجمات الولايات المتحدة على أغلفة مجلّة ” بلايبوي ” بالاضافة الى صور اباحية لملكات جمال سابقات ، حتى في أتفه الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية وتحديداً برامج الواقع ام real tv، فالولايات المتّحدة الاميركية تعيش الاباحية في أبسط امورها من خلال العبارة الشهيرة التي يتلفّظ بها الصغير والكبير و”المقمّط بالسرير” فعن اي اباحيّة يتحدّثون بالظبط؟؟
كل ذلك لأجزم نهائياً ان ريما فقيه لم تقم بما يخدش الحياء – أقّله الحياء الاميركي – واسمحوا لي بذلك ، فهي تتحدّر من عائلة مسلمة وتقليدية ، وهي ابنة الجنوب الذي يقطر شرفاً وقيماً ولو أنها غادرته بسنّ مبكر.
وقد فاجأني شقيق ريما الأكبر- لا أذكر اسمه الآن – خلال احدى المداخلات التلفزيونية حيث استضافته محّطة اوربت وتحديداً برنامج “عيون بيروت” بعد مرور ساعات قليلة على تتويج ريما، وقد بدا سعيداً جداً بحصول شقيقته على اللقب وتحدّث عن طفولتها ومراهقتها مؤكّداً على ذكائها واصرارها على تحقيق كل أحلامها مهما كانت صعبة لأنها تعمل بجّد وتعب لتحقق مرادها وكان اللقب الجمالي التي حصلت عليه كملكة جمال ميتشيغين في العام 2009 الشرارة التي أشعلت الاصرار عندها بالفوز بلقب ملكة جمال الولايات المتّحدة لأنها – وطبعاً بحسب شقيقها- تؤمن ان المسألة ليست فقط مسالة جمال وجاذبية بل تتخطى ذلك لتكون مسألة ذكاء وحنكة وحكمة وذلك ما مميّز ريما دائماً بالرغم من صغر سنّها ولا تتفاجأوا ان اخبرتكم ان شقيق ريما كان يتحّدث باللهجة اللبنانية خلال المقابلة وكأنه غادر صريفا للتو، وذلك يشير الى تجذّر عائلة فقيه المهاجرة بارضها مهما طالت المسافات ام قصرت بين الوطن والاغتراب…
سيحاول أعداء لبنان في الولايات المتّحدة انتزاع اللقب من فقيه، الا انهم سيخسرون الرهان لا محالة، لأنهم آخر من يحّق لهم التحدث عن الشرف والقيم والاخلاق خاصة وأن صور الفتاة لا تتعدّى كونها صور عفويّة لفتاة تعيش تفاصيل مراهقتها بعيداً عن مبدأ البغاء والدعارة .
وان تمكّنوا من فعل ذلك، فسنسترجع اللقب دون أدنى شك تماماً كما استمتعنا باسترجاع رقمنا القياسي في مسابقة غينيس لأكبر صحن حمّص بعدما أفقدنا العدو صوابه حين حطّمنا رقمه القياسي الذي سعى جاهداً لتحقيقه والذي جيّر له كل الطاقات البشرية والمادية فقط لينسب الى نفسه صحن الحمّص (في أسخف من هيك؟)، لعّله هذه المرّة يعي ان لبنان أكبر من مؤامراته الكبيرة منها اوالصغيرة وانه وبعد الخسائر السياسية والحربية والمعنوية المتتالية التي مني بها ، خسر …حتى في الحمّص!!
نبارك مجدّداً لملكة الولايات المتّحدة الاميركية ، اللبنانية ريما فقيه ، ابنة الجنوب الأبي ونتمنى لها سنة هادئة ، ناجحة وممتعة بمنأى عن المشاكل الناتجة عن فبركة الاخبار المغرضة والفضائح ، اختصاص عدو لبنان الاول ووسائل اعلامه.