جورج وسّوف ليس سلطان الطرب
لقّب بسلطان الطرب … ولو كان الكبير الراحل جورج ابراهيم الخوري قد أطلق عليه هذا اللقب الا انني أعترض !! نعم !! ولا يهمني ماذا ستفكّرون بي
أنا أعترض على لقب سلطان الطرب ….
فجورج وسّوف سلطان الأداء والغناء وسلطان المشاعر والاحساس وسلطان العفوية وسلطان كل المسارح والاهم سلطان القلوب وليس فقط سلطان الطرب فنحن بذلك لا نفي هذا الكبير حقّه ولا نعترف له بالجميل…
عن أي جميل أتكلّم؟؟
أتكلّم عن حياة بكاملها هو كان البوصلة فيها …محور لحظاتها وسبب استمراريتها، فان حزنّا، أغنياته كانت تخفف من وجعنا وان فرحنا كانت أغنياته زينة العيد ، فكيف نكتفي بلقب واحد لمن ملأ علينا حياتنا وشغَلها؟
راجعوا مسلسل حياتكم تجدون ان كل مرحلة منها ارتبطت بأغنية للوسّوف، وكل مرّة تسمعون أغنية له تشعرون بشيء غريب يتسلّل الى دمائكم فتسترجعون الشجن والحنين الى لحظات لا تنسى من حياتكم ، لحظات حلوة ام أقل حلاوة …لا يهمّ… بل الاهم عندما يصبح الفنّان صندوق ذكريات يعبق فيه عطر أجمل ايام حياتنا بغض النظر كيف كانت النهاية سعيدة ام لا ..الا ان الشغف يغمرك من شعرك حتى أخمص قدميك وانت تسمع صوته يغنّي تلك الاغنيات…التي تحب وتعشق!!
جورج وسّوف اسم لن يتكرر، انه اكبر من اسم واهم من لقب ، انه حالة استثنائية مدّها الله بصوت يمجّده وبحضور أقل ما يقال فيه انه آسر، يخطفك من الزمان والمكان ويأخذك الى حيث لا خوف ولا قلق بل سماء زهرية واحلام وردية وأنغام ترقص بحرّية…
انا لا أبالغ ، فهذا ما أشعر به عندما أستمع اليه ، أقولها بصراحة وأمانة ، ولعلّ سلطان الطرب يضرم فيك نفس نار الشغف التي توقدني ، ويجعلك تأخذ قراراً حاسماً بالاستغناء عن الدنيا بكاملها لتختلي بصوته الذي يداعب أذنيك….يغازل دموعك …ويعانق حنينك!!
هذا هو الوسّوف ، الظاهرة العربية بإمتياز التي تربّعت على عرش الطرب ولم يتجرّأ أحد على التقدم خطوات منه الا حين يريد بعض الصغار ازالة الغبار عن العرش وتلميعه
استمتعت جدّاً بسماع ألبومك الجديد ، ابداع جديد ابدعت في اختيار أغنياته حتى أصبحت كل أغنية قصّة ننتظر سماعها بشغف فهي تكاد تشبه قصص الف ليلة وليلة ، وأنت بتّ تشبه الراوي ونحن المستمعون نتمنى الا يطلع الصباح…
جورج وسّوف أسطورة في الفن العربي يبقى وبالرغم من تقدّمه بالسن وبالرغم من كل الظروف الصحية التي مرّ بها وبالرغم من كل التهم التي وجهت اليه بتدني وتراجع مستوى صوته ، سلطان الطرب عن جدارة مع شهادة تقدير أقله من خمسين مليون عربي يرفعون له القبّعة ويصفّقون لابداعه ليل نهار
غنّي يا وسوّف غنّي …. وعندما تتعب من الغناء دندن فقط … فكيفينا ان نسمع منك “الآااااه” فحتى آهك سلطانة….