“سهام الشعشاع لا تصلح أن تكون الا “بيّاعة حكي
لأن الشاعر النجم فقد خصوصيته ولان لا وجود لشاعر نجم في ايامنا هذه كنذار قباني وأنسي الحاج وغيرهما من الشعراء النجوم ، يجب ان تكون هناك ادارات متخّصصة بالشعر تأخذ على عاتقها الشعر والشاعر وبالتالي تعيد الى الشاعر نجوميته وحضوره وبعضا من الخصوصية.
هكذا مهدّت الشاعرة الكبيرة سهام الشعشاع لتوقيع عقدها مع شركة روتانا في مقهى “روتانا كافيه” في وسط بيروت بحضور حشد فني اعلامي وصحافي كبير بالاضافة الى اداريين من شركة روتانا وعلى راسهم تركي المشيقح مدير “ادارة الشعر ” في الشركة، واعتبرت الشعشاع ان شركة روتانا ستضيء أكثر على نتاجها الشعري وعلى مشاركتها في أضخم المهرجانات الشعرية .
وبسبب انقطاع الشباب عن القراءة، اعتبرت الشاعرة سهام الشعشاع ان على الشاعر ترميم الهوّة بينه وبينهم ، فهي مع الانفتاح في عصر الانترنت والتكنولوجيا ، وديوانها الصوتي المقبل هو بمثابة محاولة انقاذ لإعادة حضور الشعر بين هؤلاء الشباب وحمّلت الشاعر وحده مسؤولية هذه الهوّة وهذه القطيعة مع الجيل الجديد فقالت :” الشاعر لازم ينزل لمفردات الحياة لما يبعد عن الجيل الجديد، أنا أومن بالكلمة التي أكتبها فما بصّح الا الصحيح”، ولأن الشاعر هو لسان حال قومه، ولأنه خسر خصوصيته ومكانته ، أملت الشعشاع ان تعيد شركة روتانا للشاعر حضوره و مكانته وابدت سعادتها بالانضمام الى شركة روتانا وتوجهت الى تركي المشيقح قائلة ” مش بالصدفة تم اختيارك لإدارة الشعر في روتانا” مثنية على دوره كشاعر في الشركة.
تركي مشيقح بدوره رحّب بالحضور وبالشاعرة سهام الشعشاع ، سيدة الشعر الاولى كما أسماها ، معتبرا ان في العالم العربي شاعرات كثيرات الا ان الشعشاع تفوّقت عليهن بكلامها الراقي وشعرها العذب الذي توصله بأرقى صورة مؤكّداً على احترام جرأة وحرّية الشاعرة في كتابتها بعيداً عن قيود المجتمع العربي وتقاليده فتوجّه الى سهام قائلاً ” سقفك السما” ، موضحاً ان الشعشاع هي المالك الوحيد لشعرها وان شركة روتانا ستساعد في توثيقه ونشره .
الشعشاع بدورها أوضحت ان هناك فارق بسيط بين الجرأة والوقاحة الا انها تعتبر ان الشعر هو مزيج بين العهر والطهر ، وعن دور الرجل في شعرها، أثنت على حضور الرجل في حياتها واعتبرت نفسها من أنصار الرجال وتستمتع بالقاء الشعر أمامهم وانهت قائلة :” خارج الحبّ ما فينا نكتب ولا نتنفّس، المرأة تمّ استهلاكها بكل الفنون ، بينما الرجل بعدو خام لذا ملعبي أوسع”
وتحدّثت الشعشاع عن تجربتها في الاعلام المرئي ، المكتوب والمسموع ، واعتبرت ان كل تلك المراحل مهّدت لما هي عليه اليوم ، معتبرة ان الصحافة هي الاقرب الى الشاعر ، وانهت بالقول:” أنا ما بعرف أعمل شي بالحياة غير كون بيّاعة حكي”
أسفت الشعشاع لحال بعض الفنانين الذين لا يدركون أهمّية الشعر ولا يقدّرونه ، ولعل هذا الموضوع يستفزّها كثيراً اذ توجّهت غاضبة الى الحضور قائلة:” يجب ان ألحّن الاغنية وأوزّعها لكي يستمع الفنان اليها ويوافق عليها ، انا لا استطيع التعامل مع هذا النوع من الفنانين ، ستّين سنة ما يغنّولي”
أخيراً نذكر ان “ادارة الشعر” في شركة روتانا للصوتيات والمرئيات افتتحها صاحب السمو الملكي الامير الوليد بن طلال منتصف العام 2009 وهي تضم اكثر من سبعين شاعراً من الخليج العربي ، وتخطّط لامتلاك أكبر مكتبة شعرية ، وبعد التوقيع مع الاعلامي والشاعر اللبناني زاهي وهبي ،وقعت روتانا عقداً مع “مهندسة الرومنسية” الشاعرة والاعلامية سهام الشعشاع ايماناً منها بدور المرأة التي كانت على مرّ العصور ملهمة الشعراء ومبدعة الكلمات، وستقوم الشركة بإننتاج الألبومات الشعرية لسهام كما ستهتم بالدعاية والاعلان والترويج لهذه الالبومات الى جانب توثيق أعمالها المختلفة والحرص على مشاركتها في الامسيات الشعرية التي تقام في مختلف المهرجانات العربية.
وبعد توقيع عقدها مع “ادارة الشعر” في روتانا تستعد الشاعرة سهام الشعشاع الى اصدار كتابها الجديد الذي أصبح جاهزاً للطبع ،وسيكون عبارة عن كتاب و سي دي CD يتضمّن قصائد مغنّاة وموسيقى تصويرية ستتكفّل روتانا بدفع تكايف تنفيذها فور وقوع الشعشاع على الموسيقى التي تناسب عملها الجديد.
في نهاية المؤتمر الصحفي، شكرت الشعشاع الحضور وأصدقاءها الملحنين والفنانين والاعلاميين بالاضافة الى بعض أفراد عائلتها الذين حضروا خصيصاً للاحتفاء بتوقيع عقدها مع روتانا ،نذكر منهم الاعلامية القديرة مهى سلمى، ريما كركي، وسام بريدي، شذى حسّون، نقولا سعادة نخلة، سليم عسّاف ، الدكتور نادر صعب وزوجته الجميلة انابيلا هلال وغيرهم الا ان الغائب الاكبر كان معالي الوزير غازي العريضي التي مهّدت الشعشاع لحضوره كونه كان زميلاً لها في اذاعة صوت الجبل الا انه لم يحضر .
نحن بدورنا نبارك للشاعرة الكبيرة سهام الشعشاع عقدها مع شركة روتانا ، على أمل الا تخدش الشركة حرمة وقدسية أشعارها بل على العكس نأمل ان تساهم في رفعته الى مرتبة القداسة فشعر سهام الشعشاع يكاد يصبح صلاة المرأة اليومية ، ترفعها الى آلهة الحبّ والروح وربما لا نوافق الشعشاع ادّعاءها انها “بيّاعة حكي” ، “فحكي” الشعشاع بالذات لا يباع ، لأن لا يجوز بيع “الصلاة ” على أرصفة الخطيئة ، فاحتفظي يا سيدتي بصلاتك، وسنأتي للصلاة على مذبح شعرك كلما أشعرتنا سذاجة الحياة بالرغبة الى نشوة كلماتك…